الحكومة تقر بعجزها عن الغاء الاصفار الثلاثة للدينار

الحكومة تقر بعجزها عن الغاء الاصفار الثلاثة للدينار

‏استبعد العراق اليوم ابدال عملته المحلية الدينار او الغاء الاصفار الثلاثة منها حاليا مشيرا الى انه ‏يسعى لزيادة قمتها من 1166 الى 1000 دينار مقابل الدولار الواحد موضحا ان فرص ارتفاع قيمته ‏متوفرة مع تنامي الإحتياطي المتراكم في البنك المركزي الذي تجاوز 65 مليار دولار .‏
وقال الأمين العام لمجلس الوزراء علي محسن العلاق ان هذا المشروع ليس من اولويات الحكومة في ‏الوقت الراهن لعدم وجود مشكلة حقيقية في هذا المجال. واضاف ان استبدال العملة في حد ذاته يتطلب ‏عملية ضبط كبيرة اذ لاتزال هناك قضايا تتعلق بهذا الجانب بعد “سقوط النظام الدكتاتوري السابق ‏حيث كانت كتلة العملة المتداولة محدودة الا انها تضاعفت الآن عما كانت عليه في ذلك الوقت وعليه ‏فأن عملية سحب هذه الكتلة تعد مهمة صعبة وكبيرة”.‏
واشار العلاق الى ان هناك انطباعا خاطئا لدى الكثيرين ينطوي على أن حذف الأصفار سيقلل من حجم ‏النقود المتداولة من ناحية كميتها لكن حقيقة الأمر انه لا يقلل ولو بنسبة 1% .. وقال ان الحكومة تعتقد ‏ان تغيير العملة شيء جيد في حال وجود ظروف مناسبة لتطبيقه ولكن لا يتم اعطاءه اولوية الا عند ‏توفر الظروف المستقرة .‏
واوضح المسؤول العراقي في تصريح صحافي اليوم الاثين ان “الدينار العراقي مرشح لان يرتفع ‏سعره مقابل الدولاروهناك مقومات اقتصادية ومالية تمكن الدينار من ان يكون اقوى مما هو عليه حالياً ‏‏.. واشار الى ان فرص ارتفاع قيمته متوفرة لاسيما مع تنامي الإحتياطي المتراكم في البنك المركزي ‏الذي تجاوز 65 مليار دولار ويرتفع بشكل مطرد الى جانب ارتفاع النمو الاقتصادي في العراق الذي ‏يعتبر حاليا واحدا من اكثر البلدان في العالم نمواً بفضل توسعات انتاج النفط. ‏
واكد الامين العام لمجلس الوزراء العراقي ان المقومات الموضوعية والاقتصادية متوفرة في اتجاه ‏ارتفاع سعر صرف الدينار مقابل الدولار وقال ان الحكومة تسعى الى ان يكون سعر الصرف 1000 ‏دينار مقابل الدولار الواحد بمعنى ان يكون سعر العملة فئة مئة دولار بمائة الف دينار عراقي مشيرا ‏الى ان اي تحسن في الوضع السياسي في البلاد سيسهم في تحقيق هذا الامر بشكل اسرع. وتبلغ قيمة ‏الدولار حايا 1166 دينار عراقي .‏
ومن جانبها أكدت مصادر رسمية داخل المصرف المركزي العراقي أن مشروع حذف الأصفار الثلاثة ‏من الدينار العراقي يتكلف ميزانية الدولة مبلغ 172 مليار دينار (150 مليون دولار) . واشارت الى ‏ان استبدال الدينار العراقي بطبعته الجديدة التي ستصدر بثلاث لغات هي العربية والكردية والإنجليزية  ‏وطباعته التي ستحال لواحدة من بين أربع شركات عالمية متخصصة ستكلف 150 مليون دولار ‏تتوزع على الطبع والنقل والتأمين والعمل خارج أوقات الدوام الرسمي لإتلاف العملة القديمة التي ‏ستتم داخل المصرف المركزي .  ‏
وكان البنك المركزي العراقي اشار في آب (أغسطس) الماضي إلى أنه يخطط لحذف الأصفار من ‏الدينار العراقي لتسهيل المعاملات المالية التي تتم من خلال النقد في معظم الاحيان. ومن بين ‏الصعوبات التي يواجهها العراق اذا ما اراد الاقدام على حذف الاصفار من الدينار هو سحب حوالي ‏‏30 تريليون دينار متداولة في السوق العراقية حاليًا (حوالي 27 مليار دولار) ثم التخلص منها ‏واستبدالها بعملة جديدة. ‏
ومن جهته حذر المحلل الاقتصادي إبراهيم المشهداني من تنفيذ مشروع حذف الاصفار الثلاثة من ‏العملة  موضحًا أن هذا المشروع مهم ويحتاج إلى استقرار سياسي واقتصادي أكثر في البلد عند ‏تطبيقه. واشار   إلى أن مثل هذا المشروع لا يمكن تمريره خلال فترة زمنية قليلة فهو يحتاج إلى وقت ‏أطول لدراسته تفصيلياً ومعرفة ايجابياته وسلبياته لتجنب حدوث مشاكل اقتصادية ربما تحدث بسببه.‏
وأضاف المشهداني أن المشروع يحتاج إلى استقرار اقتصادي وسياسي أكثر قبل تنفيذه وهذان العاملان ‏غير متوفرين في الوقت الحالي نتيجة للظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد على الرغم من أنه مهم ‏من ناحية تخفيف الكتلة النقدية التي تتعرض لحالات تزوير كثيرة وصعوبة تداولها مشيراً إلى أن ‏الدول التي خاضت هذه التجربة كانت تتمتع باستقرار اقتصادي وسياسي في بلدانها مثل تركيا التي ‏حذفت 6 أصفار من عملتها.‏
اما المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء العراقي عبد الحسين العنبكي فقال إن عملية حذف الاصفار ‏من العملة المحلية ستزيد من ظاهرة غسيل الأموال. واشار الى أن الحكومة أبلغت البنك المركزي ‏بوجود مخاطر على الأمن الاقتصادي في حال أصر البنك على حذف الاصفار من العملة المحلية حاليا. ‏وأضاف أن هذه العملية  تكُلف الوقت والجهد للحكومة والبنك المركزي وترفع من مستوى احتيال ‏بعض الجماعات الإرهابية للقيام بتهريب الأموال إلى خارج البلاد.‏

‏ ‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة