15 نوفمبر، 2024 5:55 م
Search
Close this search box.

الحرب في “بنجشير” .. خبير إيراني : بداية صراع “روسي-أميركي” ساخن داخل أفغانستان !

الحرب في “بنجشير” .. خبير إيراني : بداية صراع “روسي-أميركي” ساخن داخل أفغانستان !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

الحرب بين “پنجشیر” و(طالبان) مستمرة؛ ونفت (جبهة المقاومة) إدعاءات (طالبان) بشأن السيطرة على بعض أجزاء المدينة.

من جهة أخرى، أسفر وابل رصاص ميليشيا (طالبان)، في “كابول”؛ عن عدد من القتلى والجرحى، وانطلقت المظاهرات الغاضبة في عدد من الولايات. ويبدو أن مناطق “أفغانستان” سوف تتأثر بالحرب بين “پنجشیر” و(طالبان).

وفي هذا الصدد؛ أجرت صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية الإصلاحية، الحوار التالي مع: “پیرمحمد ملازهي”، الخبير البارز في شؤون “أفغانستان”.

الحرب الأهلية وغموض مستقبل “أفغانستان”..

“آرمان ملي” : لم تُعلن (طالبان)، حتى الآن، عن تشكيل الحكومة، وماتزال أسباب الاحتفالات النارية في مدينة “كابول”، والتي أسفرت عن عدد من القتلى مجهولة. هل للحرب في “پنجشیر” وغيرها من عمليات (طالبان) تأثير على “أفغانستان” ؟

“پیرمحمد ملازهي” : اتخذت (طالبان) قرارًا حاسمًا باحتلال “پنجشیر” بأي ثمن، في المقابل اتخذت (جبهة المقاومة) قرارًا حاسمًا باستمرار المقاومة.

ويمكن من المنظور الجغرافي الدفاع عن “پنجشیر”، لكن السؤال الحقيقي: إلى أي مدى يمكن الصمود والدفاع، إذ تتعرض “پنجشیر” إلى حصار كامل. كذلك فالعامل الحاسم الثاني في هذه المسألة هو موقف الدول الأخرى من مساعدة “پنجشیر”.

والحقيقة؛ لو نجح تيار المقاومة في الاستمرار؛ فسوف يتوفر الحافز للفصائل الأخرى خارج “پنجشیر” للاحتجاج على وصول (طالبان) للسلطة، وحينها سوف يرفعون السلاح وتتسع مساحة القتال ودائرة المقاومة، بحيث تتحول إلى حرب أهلية. حينها سوف يلف الغموض مستقبل “أفغانستان”.

ويعتقد البعض أن الحل الأمثل، حال اندلاع حرب أهلية على مستوى عام؛ هو اللجوء للمقترح الروسي بتقسيم “أفغانستان”.

لكن في حال نجحت (طالبان) في السيطرة على عموم “أفغانستان”؛ فسوف تعلن “الإماراة الإسلامية”. إلا أن المناقشات الراهنة بين أعضاء (طالبان) تدور بين إعلان “الإمارة الإسلامية”، في “أفغانستان”، كما تريد، “شبطة حقاني”، أو النزول على رغبة الملا “برادر”؛ بشأن القبول بالقوميات الأخرى، ولو لفترة محددة، للقيام بالأعمال الإدارية.

والحقيقة أن الوضع حساس؛ وقد تتبدل المعادلات في أي لحظة، بحيث تنتهى لصالح الطرف الآخر. لكن حتى اللحظة تبدو (طالبان) عاجزة عن دخول قلب “پنجشیر”.

صحيح أن الحركة نجحت في دخول بعض المناطق، لكنها تكبدت خسائر فادحة أجبرتها على التراجع وتعمل حاليًا على تركيز القوات على مستوى أوسع وأكبر. لكن تراجع أعداد العناصر الطالبانية بسبب الفشل في دخول هذه المنطقة، والتراجع قد يُثير دوافع باقي الشعب الأفغاني للانتفاضة.

وشخصيًا لا أعتقد هزيمة “پنجشیر” سريعًا، كذلك أنا غير متفاءل بشأن اتساع نطاق المقاومة في مناطق أخرى في ظل الظروف الراهنة.

لكن لو تمكنت المقاومة في “پنجشیر” من الصمود ودفع هجمات (طالبان)؛ وإجبارها على تشكيل الحكومة قبل إنتهاء أزمة “پنجشیر”؛ فسيكون على الحكومة إما إتباع النهج الفكري لـ”مجلس كويته” والقبول بمشاركة محدودة من باقي القوميات والمذاهب في السلطة، أو نهج “مجلس بيشاور” و”شبكة حقاني” الفكري؛ وإعلان “الإمارة الإسلامية”، دون الإلتفات إلى أي شيء.

وعمومًا لو نجحت المقاومة في الصمود حتى الشتاء وسقوط الثلوج؛ فقد تشهد “أفغانستان” مستقبلًا متطورًا كبيرًا، لكن كل ذلك قيد الحذر لأن الأوضاع متقلبة.

صراع “روسي-أميركي” مرتقب داخل أفغانستان..

“آرمان ملي” : هل من احتمال بنجاح جبهة “پنجشیر”؛ حال الحصول على دعم أجنبي ؟.. وأي الدول قد تنهض للدعم ؟

“پیرمحمد ملازهي” : يبدو أن جزء من المساعدة سيأتي على الأقل من جانب القومية الطاجيكية؛ عن طريق تأمين الجسور الجوية. لكن لا يمكن القيام بهذه الخطوة دون استشارة “طاجيكستان” و”روسيا”.

والقومية “الطاجيكة-الأفغانية”؛ كانت تقيم قبل رسم الحدود، في العهد البريطاني، بالقرب من “آمودر”، وبعد إبرام الصفقة؛ خضعت هذه المناطق للإمبراطورية القيصرية الروسية، لكن يرتبط الأفغان على الحدود بعلاقات أسرية مع الطاجيك على الجهة المقابلة من الحدود.

وقد يكون لتلكم العلاقات دورًا هامًا. وفي حال الحصول على الدعم فسوف تزداد مقاومة “پنجشیر”، ولن تستطيع (طالبان) السيطرة عليها بسهولة.

وقد كان من المقرر إعلان “الإمارة الإسلامية”، الجمعة الماضي، والتراجع عن هذا القرار يعكس عقد النية على احتلال “پنجشیر” بأي ثمن، ومهما كان عدد القتلى.. لكن عمومًا إذا تشكلت المقاومة وانتقلت من “پنجشیر” إلى المناطق الأخرى، أعقتد أن الروس سوف يدعمون (جبهة المقاومة) أيضًا.

لكن الأميركيون عقدوا صفقة مع (طالبان)، ولن يتراجع الغرب عن موقفه وهم يريدون سيطرة التيار الراديكالي الإسلامي في “أفغانستان”.

ومع الأخذ في الاعتبار لكل هذه السياسات والتطورات، فستكون الأيام القليلة المقبلة حبلى بالكثير للشعب والسلطة الأفغانية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة