7 أبريل، 2024 2:19 م
Search
Close this search box.

الحرب اللبنانية الإسرائيلية .. واقع يقترب أم تصريحات من أجل أهداف سياسية ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

رغم حالة الهدوء الحذر التي تخيم على الحدود اللبنانية الإسرائيلية؛ منذ الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، إلا أن الآونة الأخيرة قد شهدت تصاعدًا للتوترات المكتومة بين إسرائيل و”حزب الله”، خاصة عقب الغارات الإسرائيلية التي استهدفت الجبال المحاذية لـ”بعلبك”، على الحدود اللبنانية السورية، في 25 آذار/مارس الماضي، بالإضافة إلى استهداف تل أبيب مواقع لـ”حزب الله” ومخازن أسلحة تابعة له في سوريا.

ولهذا إرتباط بتركيز تقييمات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، (أمان)، على تهديدات التطور النوعي لتسليح “حزب الله”، وتوظيف إيران له في تحقيق الهيمنة الميدانية في سوريا، وهو ما أكدته تصريحات “هآرتسي هاليفي”، رئيس (أمان)، التي نشرتها صحيفة (هاأرتس)، في 26 آذار/مارس 2018، مما عزز من الإتجاهات التي تُحذر من تفجر مواجهة عسكرية بين إسرائيل و”حزب الله”.

توقع باندلاع حرب مع “حزب الله” خلال 2018..

وهو الأمر المفاجيء الذي صرح به رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، “غادي أيزنكوت”، حين حدد موعد اندلاع الحرب التي وصفها، بـ”المدمرة”، والتي ستأتي على “حزب الله” اللبناني، مستبعدًا أي تدخل إيراني في هذه الحرب.

وخلال حديث نقله موقع (Al-masdar) الإسرائيلي، ونقلته وكالة (معاً) الفلسطينية، توقع “أيزنكوت”، اندلاع حرب كبيرة مع “حزب الله” اللبناني في 2018، وقال: “الفرص قائمة هذا العام لاندلاع حرب أكبر مما شهدته السنوات الثلاث السابقة من ولايتي، ومن المحتمل أنني سأقود الجيش في حرب ستندلع خلال سنتي الأخيرة في الخدمة”.

وأضاف: “الخطر العسكري الأكبر على إسرائيل يكمن في الجبهة الشمالية للدولة العبرية، المتمثل في إيران وسوريا ولبنان”، مشيراً إلى أن عمليات بلاده العسكرية في سوريا لا تزال مستمرة “ولن تتوقف”.

وذكر الوزير الإسرائيلي، أن هذه الحرب في حال اندلاعها، لن تكون مثل سابقاتها، وأن “كل ما يقع تحت استخدام حزب الله في لبنان سيدمر، من بيروت وحتى آخر نقطة في الجنوب”.

وأضاف أن إسرائيل سبق وحددت آلاف الأهداف في لبنان لضربها في حال نشوب حربها المرتقبة مع “حزب الله”، مؤكداً على أن “صورة الدمار التي ستخلفها الحرب لن ينساها أحد في المنطقة”، وأن “الحصانة لن تمنح للمدنيين”.

تدخل إيران احتمال ضعيف..

في إجابة عن سؤال حول إمكانية تدخل “إيران” ودعمها لـ”حزب الله” في حال نشبت الحرب، قال “أيزنكوت”: إن “احتمال حدوث ذلك منخفض جداً”.

مضيفاً: “لدينا تفوق جوي واستخباراتي، ونستطيع ضرب أي هدف بصورة دقيقة على بعد 2000 كيلومتر وتدميره، إضافة إلى ذلك إننا نحبط كل عملية لنقل صواريخ نوعية إلى حزب الله من سوريا”.

المقاومة جاهزة لردع إسرائيل..

رداً على هذه التصريحات، قال النائب في البرلمان اللبناني عن كتلة “حزب الله”، “نوار الساحلي”: “نحن لا نعلق على الكلام الإسرائيلي؛ ولكن باختصار شديد، المقاومة دائماً جاهزة لرد أي حماقة”، مشيراً إلى أن “حزب الله” تطور عدداً وعتاداً.

إسرائيل تريد العودة إلى قواعد الإشتباك..

قال الصحافي اللبناني، “غسان جواد”، تعليقاً على تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إن “الدولة العبرية والكيان الصهيوني يتخوفون من نتائج الحرب في سوريا، وبداية تسوية شاملة للوضع السوري والقضاء على المجموعات الإرهابية، وبالتالي هم متخوفون من مسألة الجولان والجنوب السوري وتعاظم قوة محور المقاومة بعد المعارك التي إنتصر فيها في الحرب على الإرهاب”.

وأشار إلى أن “الحديث الإسرائيلي متوقع لأن إسرائيل بعد نهاية الحرب في سوريا تريد العودة إلى قواعد إشتباك؛ وفي المقابل محور المقاومة وسوريا لا تقدم قواعد إشتباك واضحة، لأن الموضوع متعلق بأراضي سورية محتلة قد تفكر سوريا لاحقاً في تحريرها”.

حرب نفسية مرتبطة بتدهور الوضوع الأميركي في الشرق الأوسط..

أعتقد المحلل السياسي اللبناني، “وفيق إبراهيم”، أن “التهديدات الإسرائيلية حرب نفسية مرتبطة بتدهور الوضع الأميركي في المشرق العربي؛ باعتبار أن أميركا لم يعد لديها الكثير من الأوراق في المنطقة”.

وقال إن هذا الحديث الإسرائيلي يندرج في إطار تحسين العلاقات وتعميقها مع “السعودية” وفي خدمة الولايات المتحدة الأميركية؛ التي تريد إعادة توتير الوضع في المنطقة في لحظة مدركة أنها على وشك أن تقيم تفاهمات بالقوة مع “روسيا”.

النتيجة كارثية على إسرائيل في حال اندلاع الحرب..

كان الكاتب، “أليكس فيشمان”، قد حذر من سيناريو كارثي يهدد إسرائيل، حال اندلاع حرب بينها وبين “حزب الله” اللبناني.

قائلاً، في تحليل بصحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية، إن “حزب الله” سيطلق في الحرب المقبلة ما بين 3 و4 آلاف صاروخ يوميًا بمعدل 150 صاروخًا في الساعة، لافتًا إلى أنها ستكون هذه المرة أكثر دقة وفتكًا وأبعد مدى، بحيث تغطي كل أراضي دولة إسرائيل.

وذكر أن هذا “ليس كابوسًا وهميًا، بل حقيقة تصفها مؤسسة الدفاع بأنها الحالة الأشد خطورة”.

وأوضح أن كميّات الصواريخ ونوعيتها لن تتراجع إلا بعد أيام على تنفيذ “سلاح الجو” عملية تدمير فعالة للأهداف، مشيراً إلى أن كميات الصواريخ ونوعيتها لن تتراجع إلا بعد بدء تدفق القوات البرية الإسرائيلية إلى داخل لبنان.

وحذر التحليل من أن ضربات الصواريخ الأولى ستُطلق من منصات ثابتة ومخفية وموجهة نحو أهداف محددة داخل إسرائيل، مشيرًا إلى أن وزير الدفاع، “أفيغدور ليبرمان”، قال إن 30% من الإسرائيليين شمالاً لا يمتلكون حلولاً للإختباء.

كما حذر من أن ضعف الجبهة الداخلية سيؤثر في المعنويات على جبهات القتال؛ وعلى قدرة المحافظة على تواصل لوجيستي، لافتاً إلى أن التقديرات تشير إلى أنه سيتم في الحرب المقبلة توسيع الجبهة اللبنانية إلى داخل “سوريا”.

وشدد على أنه لا يمكن تحديد كمّ الأموال المطلوبة لسد الثغرات وللوصول إلى استعداد معقول، مضيفًا أن السيناريو الأخطر للحرب المقبلة يعرض أيضاً عدد الإصابات غير المسبوق في صفوفنا، وهو 2000 جريح.

وأكد على أن الوزراء لم يدركوا، حتى الآن، أن ضلوع الجبهة الداخلية في الحرب المقبلة سيكون بمستويات غير مسبوقة، كما أن الجبهة الداخلية ستتلقى كميات نار هائلة.

حزب الله” لن يدخل في مواجهة..

فيما يقول الخبراء والمحللون العسكريون؛ إن “حزب الله” لن يدخل في مواجهة عسكرية مرتقبة ضد إسرائيل، بمفرده، إنما ستقاتل مجموعة من الفصائل إلى جانبه، على نحو مستتر.

وذكرت صحيفة (النهار) اللبنانية؛ أن كتائب “حزب الله” العراقية، في طليعة الفصائل التي ستقاتل إلى جانب “حزب الله” اللبناني، وهي فصائل تلقت تدريبات عسكرية في “إيران ولبنان”، وتمتلك أسلحة متطورة وطائرات مسيرة استخدمت في المعارك ضد (داعش)، ويتميز مقاتلوها بالشراسة والقوة أثناء المعارك، وتتمتع قيادتها بالقدرة على إدارة التعبئة العسكرية.

وبحسب الصحيفة؛ يلي كتائب “حزب الله” العراقية، في تصنيف المحللين العسكريين، كتلة “فصائل بدر”، وهي من أقدم التشكيلات العسكرية المعارضة للرئيس السابق “صدام حسين”. وبرز دورها من جديد في المعارك الضارية التي خاضها ضد (داعش).

وتشير الصحيفة اللبنانية إلى أن قائمة الفصائل تضم كذلك فصيل “عصائب أهل الحق”، وهو يتمتع بخبرة واسعة في قتال الأميركيين لفترة زمنية طويلة، وكذلك “سرايا السلام”، من بين الفصائل العسكرية الخمسة الأقوى عراقياً، بفضل أعداد جنوده الكبيرة، التي تأتمر بأوامر القيادي العراقي، “مقتدى الصدر”، فضلاً عن تشكيل “أبو الفضل العباس”، الذي يشدد الخبراء على أهميته.

قد تكون تطوعية أكثر منها علنية..

يقول رئيس المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية الدكتور، “واثق الهاشمي”، إن “طبيعة المعركة القاسية التي خاضتها القوات العراقية مع (داعش)؛ كانت تحتم تشكيل فصائل جديدة، وبعضها على تواصل وتنسيق مع حزب الله، ولديها رغبة في مساندة الحزب في أي مواجهة مع إسرائيل”.

يوضح “الهاشمي” إن المشاركة قد تتخذ طابعاً فردياً؛ كما حدث في سوريا، ما يعني أنها قد تكون تطوعية أكثر منها علنية، أو عبر فرق منظّمة كما يحدث في الحروب، لكنه استبعد سيناريو “الحرب” في المنطقة أصلاً، بسبب بروز الدور الروسي الذي أنتج توازنًا في المنطقة.

ويشير أستاذ العلوم السياسية والدراسات الإسلامية في الجامعة الأميركية في بيروت، “أحمد موصللي”، إلى أن “إطاراً فكرياً عقائدياً يجمع ما بين هذه الفصائل”، لافتًا إلى أن “عدد الأفراد العسكريين الإجمالي لها قد يساوي مليون جندي”، بحسب الصحيفة.

إيران تنشيء مصانع للصواريخ المتطورة في لبنان..

جدير بالذكر أن وزير الاستخبارات الإسرائيلي، “يسرائيل كاتس”، قال؛ خلال حوار مع صحيفة (إيلاف) السعودية: “أريد أن أؤكد هنا أننا نعرف ولدينا معلومات أن إيران تنشئ مصانع للصواريخ المتطورة في لبنان، وهنا أريد أن أوضح بشكل قاطع أننا رسمنا خطاً أحمر جديداً ولن نسمح لهم بذلك مهما كلف الأمر، نحن منعناهم حتى الآن من إقامة قواعد جوية وبرية وبحرية في سوريا؛ وبشار الأسد يعرف ذلك جيداً”.

وشدد الوزير على أن إسرائيل ستعمل بشكل عسكري، كما يحدث في سوريا، لمنع ذلك، قائلاً: “كل من يهدد أمننا وكياننا سنقوم بتلقينه درساً قاسياً بكل ما لدينا من القوة، ولدينا قوة كبيرة، ولدينا استخبارات، ونعرف كل ما يحاك لنا، وسنواجه ذلك بقوة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب