18 يوليو، 2025 10:34 م

الحرب “الروسية-الأوكرانية” .. “موسكو” تقترب من النصر بتحرير “دونباس” والوصول إلى هدفها الرئيس !

الحرب “الروسية-الأوكرانية” .. “موسكو” تقترب من النصر بتحرير “دونباس” والوصول إلى هدفها الرئيس !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يبدو أن “روسيا” باتت في طريقها نحو تحقيق هدفها الأساس الذي شنت حربها من أجله؛ وهو تحرير “دونباس”، حيث أعلن الرئيس الأوكراني؛ “فولوديمير زيلينسكي”، ليل الإثنين/الثلاثاء، أن الهجوم الروسي على شرقي “أوكرانيا”، الذي يضم جمهوريتي: “لوغانسك” و”دونيتسك”؛ المعلنتين من جانب واحد، وتعترف بهما “موسكو”، قد بدأ.

وقال الرئيس الأوكراني؛ في كلمة عبر (تليغرام): “يمكننا أن نؤكد الآن أن القوات الروسية بدأت معركة السيطرة على دونباس؛ التي كانت تستعد لها منذ وقت طويل. قسم كبير جدًا من الجيش الروسي مكرس حاليًا لهذا الهجوم”.

وأضاف: “بغض النظر عن عدد الجنود الروس الذين تم إحضارهم إلى هنا، سنقاتل. سندافع عن أنفسنا”.

وقال مدير مكتب “زيلينسكي”، “أندريه يرماك”؛ إن الهجوم على “نهر دونباس” يُمثل بداية “المرحلة الثانية” من الحرب.

وأشار كبير المسؤولين الأمنيين الأوكرانيين؛ “أوليكسي دانيلوف”، إلى أن “روسيا” حاولت اختراق خطوط الجبهة الأوكرانية في المنطقة.

وقبل وقت قصير من خطاب “زيلينسكي”، أعلن الحاكم الإقليمي لمنطقة “لوهانسك” الشرقية؛ “سيرغي غايداي”، أيضًا عن بدء الهجوم الروسي الذي انتظرته “أوكرانيا” لأسابيع.

وقال على (فيس بوك): “لقد بدأ الهجوم، وهو الهجوم الذي نتحدث عنه منذ أسابيع. هناك قتال مستمر في روبيزني وبوباسنا”.

وقال مسؤولو الدفاع الروس إن قواتهم قصفت مئات الأهداف العسكرية في “أوكرانيا”؛ ليل الأحد، بما في ذلك: 16 منشأة عسكرية في مناطق: “خاركيف وزابوريزهزهيا ودونيتسك ودنيبروبتروفسك”، وكذلك ميناء في “ميكولايف”؛ في جنوب وشرق “أوكرانيا”.

وقال المتحدث باسم (البنتاغون)؛ “جون كيربي”، إن “روسيا” بدأت في: “تشكيل” شرق “أوكرانيا” ووضع شروط لهجمات أكبر وأكثر عدوانية.

وحذّر مسؤولون، في “كييف”؛ من أن الهجوم الروسي الجديد لا يعني أن “موسكو” أنهت هجماتها على أجزاء أخرى من “أوكرانيا”.

دعوات لإلقاء السلاح ومهلة جديدة للتخلي عن المقاومة..

وبالتزامن مع ذلك؛ دعت “روسيا”، اليوم الثلاثاء، القوات الأوكرانية، إلى: “إلقاء السلاح فورًا”؛ وأعلنت عن مهلة جديدة للمدافعين عن مدينة “ماريوبول” الساحلية للتخلي عن المقاومة.

وطالبت “وزارة الدفاع” الروسية؛ “كييف”، بإظهار: “المنطق وإصدار أوامر مماثلة للمقاتلين بوقف مقاومتهم العبثية”.

وأضافت: “لكن لإدراكنا بأنهم لن يتلقوا هكذا توجيهات وأوامر من سلطات كييف، ندعو (المقاتلين) إلى اتّخاذ هذا القرار بشكل طوعي وإلقاء سلاحهم”.

وعرضت الوزارة وقف إطلاق النار عند الساعة: 12:00 (09:00 ت. غ)، الثلاثاء: “لتخرج كل الوحدات المسلحة الأوكرانية من دون استثناء بين: 14:00 (11:00 ت. غ)، والساعة: 16:00 بتوقيت موسكو (13:00 ت. غ)، والمرتزقة الأجانب (آزوفستال)؛ بدون أسلحة أو ذخيرة”.

ولم يأتِ البيان على ذكر أي هجوم بري جديد في “شرق أوكرانيا” بشكل مباشر، لكنه حذر من أن لدى “موسكو”: “إثباتات مباشرة بأن نظام كييف يُعد لتنفيذ جرائم جديدة”.

وأضافت “وزارة الدفاع” أن المقاتلين الأوكرانيين الذين يقاومون تقدّم القوات الروسية في “ميناء بحر آزوف”؛ في “ماريوبول”: “في وضع كارثي”.

وقالت: “تعرض القوات الروسية المسلحة مجددًا على الكتائب القومية والمرتزقة الأجانب فرصة لوقف كافة الأنشطة العسكرية وإلقاء الأسلحة اعتبارًا من الظهر”.

وأضاف أن: “أي شخص يُلقي سلاحه سيحصل على ضمان بالنجاة”.

“موسكو” تبدأ المرحلة الثانية..

وكان الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، قد حدد التغيير في أهداف “روسيا”؛ (بحسب الدعايات الأميركية)، خلال خطاب ألقاه الأسبوع الماضي، عندما أعلن أن هدفه هو: “مساعدة الناس الذين يعيشون في دونباس، الذين يشعرون بعلاقتهم التي لا تنفصم مع روسيا”.

وكانت “روسيا”؛ قالت أواخر آذار/مارس الماضي، إن الأهداف الأولية للحرب قد اكتملت، وأنها أضعفت القدرة القتالية لـ”أوكرانيا”، معلنة تركيز جهودها على ما سمته “تحرير” دونباس.

كما قالت “موسكو”؛ الشهر الماضي، إنها تُسيطر على: 93 في المئة من “لوهانسك”؛ و54 في المئة من “دونيتسك”، ومن المتوقع أن تُحاول قواتها تطويق القوات الأوكرانية المتبقية في المنطقة.

لكن التقارير الغربية والأميركية تزعم مواجهة القوات الروسية لمقاومة تصفها: بـ”الشرسة”، وتروج دعايات مبالغة تنسبها إلى التكهنات والتوقعات؛ فيما يعتقد أن “أوكرانيا” لديها ما بين: 40 إلى: 50 ألف جندي في “دونباس”، وقد أمضى الكثير منهم سنوات في القتال ضد القوات الانفصالية المدعومة من “روسيا” في المنطقة.

من جهته؛ قال “البيت الأبيض” إن الرئيس؛ “جو بايدن”، سيُجري مكالمة مع حلفاء “الولايات المتحدة”؛ يوم الثلاثاء، لمناقشة الحرب، بما في ذلك خطط لعزل “روسيا” بشكل أكبر.

تصعيد منطقي بالنظر إلى سير الأزمة..

تعليقًا على تلك التحركات الجديدة، يقول “ماهر الحمداني”، الباحث والخبير بالشؤون الأوروبية، أنه: “حتى قبل هذا الإعلان الأوكراني؛ فإن المؤشرات المتواترة كانت تُفيد بقرب حصول تصعيد عسكري روسي كبير في منطقة دونباس؛ شرق أوكرانيا، وهو تصعيد يبدو منطقيًا ومفهومًا بالنظر إلى مجريات سير الأزمة، منها تعثر المفاوضات وإغراق الطراد الروسي الشهير بالبحر الأسود”.

ويُضيف “الحمداني”؛ أن هذه المعطيات تقتضي: “الجلوس مجددًا لطاولة المفاوضات وإعادة تقييم كل طرف لمطالبه وقوته؛ وما يمكن أن يُقدمه من تنازلات ومساومات، وبالتالي فالطرفان يحرصان على إظهار أنهما مستعدان لمواصلة الحرب وإظهار قوتهما وأنهما ليسا في حالة تراجع أو ضعف، في محاولة منهما لدخول جولة المفاوضات الجديدة المتوقعة من دون إبداء تنازلات مسبقة”.

محاولة لتعويض خسارتها..

من جهته؛ يقول “خليل عزيمة”، الأكاديمي والخبير بالشؤون الأوكرانية، أنه: “بعد تغيير روسيا لإستراتيجية الحرب على أوكرانيا، سحبت معظم قواتها من الشمال الأوكراني وبدأت بإعادة تمركز وتوجيه قواتها باتجاه دونباس وماريوبول، في محاولة لتعويض خسارتها، وباعتراف الناطق باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، ستحاول السيطرة الكاملة على أراضي الإقليم الشرقي وماريوبول، وإحداث تواصل جغرافي بين المناطق التي تحتلها، كما ستحرم بذلك أوكرانيا من شواطيء بحر آزوف، وتضيق الخناق حول المنافذ البحرية الأوكرانية لمنع وصول أي إمدادات عسكرية لكييف”.

ويقول الخبير في الشؤون الأوكرانية عن الوضع الميداني إن: “مدينة ماريوبول الجنوبية شبه ساقطة، ولم يبق سوى معمل أزوفستال الذي يتحصن فيه الجنود الأوكرانيون، ولهذا فبدء الهجوم الكبير على المناطق الشرقية يبدو متناسبًا مع إحكام الروس لقبضتهم على ماريوبول ذات الأهمية الإستراتيجية في جنوب شرقي البلاد”.

سيطرة بعد خسائر فادحة..

وحول ما يمكن أن يحدث من سيناريوهات ما بعد بدء معركة الشرق الأوكراني، يزعم “عزيمة”: “يمكن أن تنجح روسيا في السيطرة على دونباس وغيرها من مناطق شرق وجنوب البلاد، لكن بعد أن تكون قد تكبدت خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، حيث أن المعركة النهائية في دونباس ستكون قاسية، لأن الجيش الأوكراني أيضًا يحشد على الجبهات هناك، وهو يُسيطر على مناطق عديدة في الدونباس، وهناك مناطق السيطرة عليها تخضع للكر والفر بين الجيشين الروسي والأوكراني”؛ بحسب إدعاءاته.

مدعيًا أن: “أوكرانيا ستُقاوم بكامل إمكانياتها وستطالب بدعم أكبر من قبل الدول الغربية لها في هذه المعركة الفاصلة، والتي تتوقف نتيجة حسمها على مدى الدعم العسكري الغربي المقدم لكييف”.

تحرير “دونباس” من التمييز العنصري..

فيما يوضح “مسلم شعيتو”، رئيس مركز “الحوار العربي-الروسي”، الأهداف الروسية في حربها؛ قائلاً أن: “حماية جمهوريتي: لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين؛ في منطقة دونباس، كانت ولا تزال السبب الأول والأساس لخوض روسيا لهذه الحرب، حيث وعلى مدى نحو عقد من السنين وسكان هذه المناطق؛ ذات الغالبية الروسية، يتعرضون لشتى صنوف التمييز العنصري والاعتداء وحتى الإبادة من قبل سلطات كييف”.

مضيفًا أن: “هذه الحرب التي تقترب من بلوغ شهرها الثالث؛ ستستكمل في مرحلتها الثانية لتحرير كافة مناطق دونباس الشرقية المحاذية لروسيا، والتي هي تاريخيًا وديموغرافيًا مناطق روسية أصيلة، وهذه المرحلة الثانية تتزامن مع إسدال الستار على معركة مدينة ماريوبول الجنوبية التي باتت محسومة لصالح الجيش الروسي”.

وبحسب محللين غربيين، فإن الزعيم الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، يسعى لتحقيق نصر في “دونباس”؛ قبل العرض العسكري، في 09 آيار/مايو، في “الساحة الحمراء” في ذكرى انتصار السوفيات على النازيين.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة