الحرب “الروسية-الأوكرانية” .. لأن واشنطن لا تحتمل ذلك: مستشار “ريغان” يحذر “بايدن” من توسع الـ”ناتو” !

الحرب “الروسية-الأوكرانية” .. لأن واشنطن لا تحتمل ذلك: مستشار “ريغان” يحذر “بايدن” من توسع الـ”ناتو” !

وكالات – كتابات :

مرّت ثمانية عقود منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وما زالت “أوروبا” معتمدة على “أميركا” بشكل كلي، مع ذلك، يحتفي المسؤولون الأميركيون بالطلب المتوقع من جانب: “فنلندا والسويد”؛ للانضمام إلى “حلف شمال الأطلسي”؛ الـ (ناتو). وبحسب وجهة النظر الأميركية، يُطرَح انضمام هذين البلدين باعتباره عاملاً مُعزِّزًا لقوة الحلف. لكنَّ “الولايات المتحدة”، بمفردها أو بالاشتراك مع حلفائها: الـ 29 بالـ (ناتو)؛ من شأنها أن تهزم “موسكو” في أي منافسة قارية بسهولة.

وكان ذلك واضحًا حتى قبل العملية الروسية العسكرية الخاصة في “أوكرانيا”. والآن، بعد مرور شهرين على اندلاع الصراع؛ الذي كان من المُفتَرَض أن يجتاح الأخيرة في غضون أيام أو أسابيع قليلة على أقصى تقدير، لا أحد يتصور أنَّ “موسكو” تحتفظ بأكثر من مجرد: “شبح” للقدرات العسكرية التقليدية لـ”الاتحاد السوفياتي”، كما يقول “دوغ بانداو”، الزميل الأول بمعهد “كاتو” ومساعد خاص سابق للرئيس الأميركي؛ “رونالد ريغان”، في مقالة له موقع (Responsible Statecraft) الأميركي.

لماذا يجب على الـ”ناتو” إغلاق باب الانضمام أمام: فنلندا والسويد ؟

يقول “بانداو”، إن توسع حلف الـ (ناتو)؛ لم يكن في أي وقت من الأوقات مرتبطًا بالأمن الأميركي، بل كان يهدف لتوسيع يد النفوذ والعون الدفاعية لـ”واشنطن” باسم تعزيز الاستقرار الإقليمي. فلماذا يجب أن يُزيد الأميركيون حملهم الدفاعي الآن ؟.. على “الولايات المتحدة” التوقف عن إضافة أعضاء جدد للحلف العابر لـ”المحيط الأطلسي”، وأن تستعد بدلاً من ذلك لنقل مهمة الدفاع عن “أوروبا” إلى “أوروبا”. إليكم تسعة أسباب لإبقاء الباب مغلقًا في وجه: “فنلندا” و”السويد”، من وجهة نظر الخبير والمستشار الرئاسي الأميركي السابق؛ “دوغ بانداو”.

01 – لا “فنلندا” ولا “السويد” عُرضة للخطر..

تُعَد كلتا الدولتين مُسلحتين تسليحًا جيدًا، ولا تملك أيٌ منهما نزاعات كبرى مع “موسكو”. في الواقع، حافظت “فنلندا” على استقلالها باعتبارها بلدًا محايدًا في مواجهة “الاتحاد السوفياتي”. وحتى أكثر المحللين الذين يُعانون من رُهاب “روسيا” لا يطرحون أي أدلة على اعتزام الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، غزو البلدين وإضافتهما إلى “اتحاد سوفياتي” جديد موسع. وإذا حاول فعل ذلك، تشي تجربة “أوكرانيا” بأنَّ البلدين سيفرضان عليه ثمنًا رهيبًا؛ بحسب مزاعم الكاتب.

02 – خرافة “الباب المفتوح” للناتو عبارة عن خيال روَّج له الراغبون في توسيع الحلف باستمرار..

لا يملك أي بلد الحق في الانضمام لـ (الناتو). ولا يملك أي بلد الحق في دفع الحلف للنظر في فكرة جعله عضوًا. بل تنص المادة (10) على: “للأطراف، من خلال الاتفاق بالإجماع، دعوة أي دولة أوروبية أخرى في وضع يُمكِّنها من تعزيز هذه المعاهدة والإسهام في أمن منطقة شمال الأطلسي، للانضمام إلى هذه المعاهدة”.

يدعو حلف الـ (ناتو) الأعضاء وفق ما يراه مناسبًا. ولا يوجد إلتزام عليه للنظر في طلبات الانضمام، ناهيك عن الموافقة عليها. ويتمثل هدف الحلف في حماية أعضائه، وليس الدول الأخرى.

03 – ستُضيف “فنلندا” و”السويد” للناتو إلتزامات دفاعية أكثر مما ستُضيفه من الأصول الدفاعية..

لن يُغير أي البلدين توازن القوى مع “روسيا” بشكل كبير. فمن الناحية الجغرافية، تُساعد “فنلندا” و”السويد” في حماية “النرويج” من “روسيا”، لكن لا يبدو أنَّ هجومًا كهذا وشيكًا. ويمكن لـ”فنلندا” استضافة قوات الحلفاء المستعدة لمساعدة “دول البلطيق”، لكن سيكون من المنطقي أكثر؛ آنذاك، وضع هذه القوات في “دول البلطيق” نفسها. لكنَّ إضافة “فنلندا” سيوسع حدود الـ (ناتو) مع “روسيا” بأكثر من: 830 ميلاً؛ (1335.8 كم تقريبًا)، وهو ما يتطلَّب إلتزامًا أكبر من الحلفاء، وسيكون هذا الإلتزام من الناحية العملية إلتزامًا أميركيًا.

04 – الإلتزام يولد الإلتزام..

تُطالب “دول البلطيق” و”بولندا” بوجود محميات أميركية دائمة. وقامت “وارسو” بحملة لوبي؛ (ضغط)، كبيرة خلال إدارة “ترامب”، وعرضت تسمية المنشأة الجديدة: “كامب ترامب”. وحتى مؤيدو تعزيز الوجود العسكري الأميركي في “أوروبا” انتقدوا الفكرة لأنَّها تُحقق أهدافًا سياسية وليست أمنية. فمن شأن ضم المزيد من البلدان المتاخمة لـ”روسيا” أن يُزيد على الأرجح الدعوات لمزيد من عمليات النشر غير الضروري للقوات الأميركية.

05 – “موسكو” ستنظر إلى ضمهما على أنَّه تهديد..

وبالفعل، تُمثل “فنلندا” طريقًا آخر لمدينة “سان بطرسبرغ”، إذ تُبعد الحدود الفنلندية أكثر بقليل من: 100 ميل؛ (161 كم تقريبًا). وقد حذَّر “دميتري ميدفيديف”، حليف “بوتين” طويل الأمد، بالقول: “إذا انضمت السويد وفنلندا لـ (الناتو)، ستزيد حدود الحلف مع الاتحاد الروسي بأكثر من الضعف، وسيتعين تعزيز هذه الحدود”. وهو ما يعني أنَّ “موسكو” على الأرجح ستعتمد على سياسة: “الانتقام الشامل” التي اتبعتها “أميركا”؛ خلال “الحرب الباردة”، وذلك باستخدام الأسلحة النووية لتغطية الضعف التقليدي.

06 – تعزيز المخاوف الأمنية التي حفَّزت سياسة “روسيا” العدوانية ضد كل من جورجيا وأوكرانيا..

وعلى الرغم من إنكار: “بطيئي الفهم” في “واشنطن”؛ أنَّ السياسة الأميركية كان لها أي علاقة بالتصرفات الروسية، انتهك الحلفاء بصورة طائشة ضماناتهم بأنَّ الـ (ناتو) لن يتوسع، فقاموا بعمليات عسكرية عدوانية تقوض المصالح الروسية، وروَّجوا لتغيير نظم الحكومات الصديقة لـ”روسيا”. ولو كانت “روسيا” تصرفت على نحو مماثل في “أميركا اللاتينية”، لكانت “الولايات المتحدة” هددت بالحرب. ومن شأن تعميق الانقسام الأوروبي أكثر من خلال ضم: “فنلندا والسويد”؛ أن يُفاقم العداوات المتعمقة بالفعل.

07 – لا توجد مصلحة أمنية كبيرة لـ”واشنطن” في أي البلدين وبالتالي لا يوجد مبرر لخوض حرب من أجلهما !

فرغم “خيال” الـ (ناتو)؛ الذي يرى أنَّ “الولايات المتحدة” والأوروبيين يتعاونون في دفاعهم المشترك، فإنَّ “واشنطن” في الممارسة العملية هي التي تُدافع عنهم. وقد توسع الحلف في السنوات الأخيرة وصولاً إلى بلدان لا حول لها ولا قوة وعديمة الأهمية وصغيرة ومعزولة، بما في ذلك: “كرواتيا وألبانيا والجبل الأسود ومقدونيا الشمالية وسلوفينيا ودول البلطيق”، ولا تُمثل أيٌّ من هذه البلدان أهمية للأمن الأميركي.

08 – تمتلك فنلندا والسويد جيشين قويين من شأنهما تعزيز نظام دفاعي أوروبي مستقل..

مع ذلك؛ من شأن توسيع دور يد العون الأميركية في الدفاع الأوروبي تثبيط الجهود الدفاعية لهما ولآخرين. فاليوم، يُخصص: 19 أعضاء الـ (ناتو)؛ (بما في ذلك كندا)، أقل من: 2% من الناتج المحلي الإجمالي لقواتها المسلحة. ومن بين كبرى البلدان الأوروبية، تترك: “ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا”؛ بشكل كبير، عبء الإنفاق والقتال للأعضاء الآخرين. وحتى “دول البلطيق وبولندا”، وهي بلدان عالية الصوت جدًا في التعبير عن مخاوفها من العدوان الروسي، لا تنفق إلا أكثر بقليل من: 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على مجالها الدفاعي، وهو مبلغ زهيد في حال كان استقلالها في خطر حقًا.

علاوة على ذلك؛ وجدت الاستطلاعات أنَّ الأغلبيات الشعبية في العديد من الدول الأوروبية تُعارض الدفاع عن بعضها البعض. ومع أنَّ “برلين” وعدد من الدول الأوروبية الأخرى بدأت تُصدر تصريحات جيدة، فإنَّ الحماسة الشعبية لإنفاق المزيد على الجيش من المُرجح أن تنحسر مع نشر “واشنطن” المزيد من قواتها في القارة. ومن المُرجح ألا تتعامل “أوروبا” مع أمنها جديًا إلا حين تُنهي “واشنطن” سياستها المستمرة في: “طمأنة” الحلفاء بأنَّها ستقوم إلى الأبد بما هو ضروري لحمايتهم بصرف النظر عن مدى ضآلة مساهماتهم.

09 – لم يُعد بمقدور “أميركا” تحمُّل أن تكفل “مجموعة من الدول المُفرِّطة غير المبالية”..

يجب على “أميركا” أن تُقلص إعانتها الدفاعية، لا أن توسعها. إذ وصل العجز الفيدرالي السنوي إلى نحو: 03 تريليونات دولار في 2020 و2021. وسيبلغ العجز هذا العام: 1.3 تريليون دولار، بافتراض عدم تمكُّن إدارة “بايدن” من زيادة الإنفاق أكثر في سنة الانتخابات.

وحتى في ظل نهاية جائحة (كوفيد)، تنبَّأ مكتب الموازنة بـ”الكونغرس” بتحقيق عجز تصل قيمته إلى أكثر من: 12 تريليون دولار على مدار العقد المقبل، مع تحقيق عجز أكبر بكثير في المستقبل في ظل ارتفاع متوسط الأعمار في “أميركا”. وتجاوزت الديون الفيدرالية العامة بالفعل حاجز: 100%، وتقترب من الرقم القياسي البالغ: 106%؛ المُسجَّل عام 1946. وسيكون اللجوء إلى تخفيضات كبيرة في الإنفاق أمرًا ضروريًا. وهو ما سيجعل النفقات العسكرية، لاسيما تلك التي تُفيد الحلفاء المزدهرين كثيري السكان، مثل أولئك الموجودين في “أوروبا”، هدفًا لتخفيضات كبرى في الإنفاق.

يقول “دوغ بانداو” في النهاية، إن الهجوم الروسي على “أوكرانيا” يُمثل تذكرة قاسية بأنَّ “واشنطن” يجب أن تتوقف عن توزيع الضمانات الأمنية كما لو أنَّها توزع الحلوى على الأطفال. لم يضم الحلفاء “كييف” إلى الـ (ناتو)؛ لأنه لم يكن هنالك ما يدعوهم للدفاع عنها والمخاطرة بنشوب حرب، لاسيما حرب يمكن أن تتحول إلى حرب نووية. والمنطق نفسه ينطبق على “فنلندا” و”السويد”. وعلى “واشنطن” أن تُنهي توسيع الـ (ناتو)، بدءًا بهاتين الدولتين.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة