13 يوليو، 2025 12:46 ص

الحرب “الروسية-الأوكرانية” .. “فورين أفيرز”: بوتين ينتظر نجاح “ترامب” في الانتخابات الأميركية ليعلن انتصاره !

الحرب “الروسية-الأوكرانية” .. “فورين أفيرز”: بوتين ينتظر نجاح “ترامب” في الانتخابات الأميركية ليعلن انتصاره !

وكالات – كتابات :

يبدو أن الحرب الأوكرانية قد تطول أكثر مما توقع طرفاها، ولكن من يكون الطرف المستفيد إذا طالت الحرب، ولماذا يبدو أن نهاية الحرب الأوكرانية قد تحمل في طياتها أزمة مستمرة ؟..

بعد ثمانية أسابيع من الهجوم – وهي فترةٌ أطول بكثيرٍ على ما يبدو، مما توقَّعه الجانبان – هناك احتمال حقيقي ألا يُحقق أي من البلدين ما يرغب في تحقيقه. قد لا تتمكن “أوكرانيا” من طرد القوات الروسية بالكامل من الأراضي التي احتلتها منذ أن شنَّت “موسكو” هجومها في شباط/فبراير، ومن المحتمل أن تكون “روسيا” غير قادرة على تحقيق هدفها السياسي الرئيس: السيطرة على “أوكرانيا”؛ على حد مزاعم تحليل أميركي يأتي في نفس سياق الدعايات الأميركية المضللة في حربها النفسية ضد خصم “واشنطن” الروسي المستمرة منذ بداية الأزمة الأوكرانية.

وبدلاً من التوصل إلى حل نهائي، قد يكون الهجوم إيذانًا ببدء حقبةٍ جديدة من الصراع قد تستمر لسنوات، عبر ما يمكن وصفه بدورة من الحروب الروسية بـ”أوكرانيا”، حسبما ما ورد في تقرير لمجلة (فورين أفيرز) الأميركية من إدعاءات.

ولكن إذا لم تكن نهاية الحرب الأوكرانية قريبة، فإن السؤال الحاسم هو: الوقت في صالح من ؟

“موسكو” المستفيد الأكبر..

قد يكون الوقت في صالح “روسيا”. وقد يكون الهجوم الذي طال أمده، والذي يستمر من شهورٍ إلى سنوات، نتيجة مقبولة؛ وربما حتى مواتية لـ”موسكو”. سيكون نتيجة مروِّعة لـ”أوكرانيا”، التي ستُدمَّر كدولة، وللغرب، الذي سيواجه سنوات من عدم الاستقرار في “أوروبا”؛ والتهديد المستمر بالانتشار. ويمكن الشعور بهجومٍ طويل الأمد على الصعيد العالمي، ومن المحتمل أن يتسبَّب في موجاتٍ من المجاعات والاضطراب الاقتصادي؛ بحسب مزاعم التقرير الأميركي.

هذا علاوة على أن هجومًا إلى الأبد على “أوكرانيا”؛ ينطوي على خطر تآكل الدعم لـ”كييف” بالمجتمعات الغربية، التي ليست في وضعٍ جيد لتحمُّل صراعات عسكرية طاحنة، حتى تلك التي تحدث في أماكن أخرى.

“بوتين” يستطيع حشد شعبه لفترة أطول من الزعماء الغربيين..

يمكن للمجتمعات الغربية ما بعد الحداثة؛ والموجهة تجاريًا والمعتادة على وسائل الراحة في عالم زمن السلم المعولم، أن تفقد الاهتمام بالهجوم، عكس سكَّان “روسيا”، الذين حرّكتهم آلة الدعاية الخاصة بالرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، وحشدتهم في مجتمع زمن الحرب؛ على حد وصف التقرير الموجه.

رغم أن “الولايات المتحدة” وحلفاءها؛ لديهم ما يُبرر أملهم في تحقيق نصر سريع لـ”أوكرانيا” والعمل من أجله، يجب على صانعي السياسة الغربيين أيضًا الاستعداد لقتالٍ ممتد.

ولكن أدوات السياسة المتاحة لهم – مثل المساعدات العسكرية والعقوبات – قد لا تؤثر كثيرًا في موعد نهاية الحرب الأوكرانية.

بالنسبة للدول الغربية؛ فإن أقصى دعم عسكري لـ”أوكرانيا” لَهو ضروري بغض النظر عن مسار الحرب.

الدعم الشعبي الغربي لأوكرانيا قد يتراجع..

وتراهن الدول الغربية على أن تؤدي العقوبات التي تستهدف “روسيا”، لا سيما تلك التي تستهدف قطاع الطاقة، إلى تغييراتٍ في الحسابات الروسية بمرور الوقت، بشكل لا يجعل نهاية الحرب الأوكرانية بعيدة.

ولكن لا يكمن التحدي الرئيس في طبيعة الدعم المقدم لـ”أوكرانيا”. إنه يكمن في طبيعة دعم الحرب داخل البلدان التي تدعم “أوكرانيا”. في عصر وسائل التواصل الاجتماعي والعاطفة التي تُحركها الصور، يمكن أن يكون الرأي العام متقلبًا. لكي تنجح “أوكرانيا” في التصدي للغزو الروسي، سيتعين على الرأي العام العالمي التمسُّك بدعمها بقوة. سيعتمد هذا، أكثر من أي شيء آخر، على قيادة سياسية ماهرة وصبورة سواء في “أوكرانيا” أو داعميها الغربيين الرئيسيين؛ (في اعتراف أميركي مبطن بإشعال حدة الصراع بصنع الدعايات السوداء من قبل الآلة الدعائية الأميركية بمعاونة تابعة من أوكرانيا تشويه سمعة الخصم الروسي وكذلك خلق وقائع زائفة عن الفاعليات الميدانية للعمليات العسكرية على الأرض).

“بوتين” لديه أسباب لعدم إنهاء الحرب قريبًا..

يدعي التقرير الأميركي: لدى “بوتين” أسباب عديدة لعدم إنهاء الحرب التي بدأها. إنه ليس قريبًا من تحقيق أهدافه الرئيسة. حتى الآن، لم يكن أداء جيوشه جيدًا بما يكفي لـ”روسيا” لإجبار “أوكرانيا” على الاستسلام، و”روسيا” بعيدة جدًا عن إسقاط الحكومة الأوكرانية؛ بحد زعم كاتب التقرير الذي يردد اللإدعاءات الأميركية التي لم يعلنها الجانب الروسي من عمليته العسكرية منذ بدايتها على الإطلاق.

مُضيفًا مزاعمه: لقد كانت إخفاقاته علنية بشكل مهين. بعد انسحابه المفاجيء من المناطق المحيطة بـ”كييف”، لابد أن الجيش الروسي يُشاهد الرئيس الأوكراني؛ “فولوديمير زيلينسكي”، يستضيف زوارًا أجانب في العاصمة مع إعادة فتح السفارات. غرق السفينة الحربية الروسية (موسكفا)، على الأرجح بسبب الصواريخ الأوكرانية، مثالٌ آخر واضحٌ للغاية على الحرج العسكري الذي أصبحت فيه “روسيا”؛ على يد القوات الأوكرانية.

لقد دفع “بوتين” بالفعل ثمنًا باهظًا نظير هجومه. من وجهة نظره؛ فإن أي اتفاق سلام مستقبلي لا ينتزع تنازلاتٍ كبيرة من “أوكرانيا” سيكون غير متناسب مع الخسائر في الأرواح، وفقدان العتاد، والعزلة الدولية التي فرضت على “روسيا”.

بعد أن حشد الروس للهجوم – الذي استدعى رمزيًا صراعاتٍ مثل الحرب الوطنية العظمى لـ”الاتحاد السوفياتي” ضد “ألمانيا النازية” – قد لا يقبل “بوتين” بسلامٍ مزعج؛ على حد مزاعم التقرير الأميركي.

مستمرًا في إدعاءاته: ورغم أن الهجوم كان خطأً إستراتيجيًا بالنسبة لـ”روسيا”، فمن المحتمل أن يضر “بوتين” نفسه سياسيًا بالاعتراف بخطئه الفادح. قبل الهجوم على “أوكرانيا”، كانت “روسيا” لا تزال على علاقة بـ”أوروبا” و”الولايات المتحدة”، فضلاً عن اقتصادها الذي كان فعَّالاً. كانت “أوكرانيا” رسميًا دولة غير منحازة، مع العديد من الانقسامات الداخلية ونقاط الضعف. لم تكن هناك خططٌ وشيكة لتوسيع الـ (ناتو) في أي اتجاه.

بعد أسابيع قليلة، دمَّر الهجوم علاقة؛ “روسيا”، بـ”أوروبا” و”الولايات المتحدة”. وسوف يُدمِّر الاقتصاد الروسي بمرور الوقت، بينما يدفع “أوكرانيا” إلى الغرب أكثر. ومن المحتمل أن تنضم: “فنلندا والسويد” إلى الـ (ناتو)؛ هذا الصيف.

في خوض هجومٍ لمنع التطويق المزعوم، عززت “روسيا” بدلاً من ذلك الـ (ناتو) وعززت العلاقات عبر الأطلسي. وهذا سيجعل الأمر أصعب على “بوتين” لتقليص خسائره في “أوكرانيا”؛ كما يدعي التقرير وكما تأمل إدارة “بايدن”.

قد يلجأ لخوض حرب استنزاف..

ويستطرد تقرير المجلة الأميركية مزاعمه الموجهة: قد يلجأ “بوتين” إلى حرب استنزاف لها مزايا عديدة بالنسبة له. إذا كان سيُهزَم، فيمكنه تأجيل الهزيمة بحربٍ طويلة، وربما حتى تسليم الصراع المحكوم عليه بالفشل إلى من يخلفه. تلعب الحرب الطويلة أيضًا دورًا في بعض نقاط القوة الفطرية لـ”روسيا”.

إذ سيتيح ذلك لـ”موسكو” الوقت لتجنيد وتدريب مئات الآلاف من الجنود الجدد، مما قد يُغير النتيجة. إذا استمرت الحرب لسنوات، فإن الجيش الروسي يمكنه إعادة بناء قواته المستنزفة، خاصة إذا ظلت ميزانية الدولة الروسية مستقرة، أي إذا استمرت مدفوعات الطاقة من “أوروبا” وأماكن أخرى.

هذا علاوة على أن “روسيا” لا تحتاج بالضرورة إلى انتصارات في ساحة المعركة لممارسة الضغط على “كييف”، لاسيما إذا طال أمد الحرب. قدَّرَ “البنك الدولي” خسائر الناتج المحلي الإجمالي لـ”أوكرانيا”؛ في عام 2022، بنسبة: 45%، والخراب الاقتصادي لـ”أوكرانيا”؛ هو أحد النتائج الخطيرة للهجوم الروسي، ولكنه أقل وضوحًا؛ كما يزعم التحليل الأميركي في تناقضاته غير المترابطة.

ينتظر فوز “ترامب” بالرئاسة القادمة !

ويذهب التحليل الأميركي إلى بعيد في مزاعمه: قد تُساعد حرب الاستنزاف؛ “بوتين”، في ممارسة الضغط على التحالف عبر الأطلسي، خاصة إذا بدأ الدعم لـ”أوكرانيا”، في التضاؤل ​​بالغرب. يرى “بوتين” أن الديمقراطيات الغربية غير مستقرة وغير فعالة، وربما تراهن على التحولات السياسية في “أوروبا” أو “الولايات المتحدة” مع تزايد ضغوط الحرب بمرور الوقت.

إذا أُعيد انتخاب؛ “دونالد ترامب”، في الانتخابات الرئاسية الأميركية؛ لعام 2024، فقد يُحاول مرةً أخرى إبرام صفقة مع “روسيا”، على الأرجح على حساب الـ (ناتو). وبالمثل، سيفتح فوز “مارين لوبان”؛ في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، في 24 نيسان/إبريل، الأبواب أمام “بوتين”. إنه ديكتاتور، وهو مقتنعٌ بأن قبضته على السلطة أبدية، ويمكن للديكتاتوريين في كثير من الأحيان، تحمُّل مشقة لعبة طويلة كهذه، أو على الأقل يعتقدون أنهم يستطيعون ذلك؛ بحسب وصف المجلة الأميركية ومزاعمها.

صمود أوكرانيا قد يكون عائقًا أمام قبولها بتسوية ممكنة..

يدعي التقرير الأميركي: لدى “أوكرانيا” أيضًا العديد من الأسباب لعدم إنهاء الحرب من خلال وقف إطلاق النار قبل الأوان؛ وفقًا للشروط الروسية. لقد كان أداء جيشها جيدًا.

في مواجهة هجوم غير مبرر من قبل إحدى القوى العسكرية الكبرى في العالم، صدت القوات الأوكرانية؛ “روسيا”، في شمال وشمال شرقي البلاد. خسرت “روسيا”؛ معركة “كييف”، ولم تتمكن من تجاوز مدينة “ميكولايف” الجنوبية باتجاه “أوديسا”. أظهرت “أوكرانيا” أن المثابرة والروح المعنوية، مُعزَّزةً بالطائرات المُسيَّرة والأسلحة الحديثة المضادة للدبابات، يمكن أن تجعل دولة متوسطة تصمد أمام قوى عظمى؛ على حد الإدعاءات التي يروجها التقرير على نفس إيقاع الدعايات الأميركية والغربية المضللة عن وقائع الفاعليات الميدانية.

هذه النتيجة قد تجعل؛ “كييف”، تتطلع إلى حلم خسارة “روسيا” للحرب، ولذلك فإن “أوكرانيا”، قد ترى أن لديها فرصة جيدة لتسوية الحرب بشروط أفضل من التنازلات الكبيرة غير المقبولة التي تريدها “موسكو” حاليًا من “كييف”.

خلق الأداء الجيد للقوات الأوكرانية حاجزًا أمام أي تنازلات محتملة يمكن أن تقدمها “كييف”.

سيكون من الصعب على الحكومة في “كييف” عدم السعي للحصول على شروط أفضل، من خلال مزيد من التقدم في ساحة المعركة وصد الهجوم الروسي في “شرق أوكرانيا”.

أدت مواصلة “روسيا” هجومها على “أوكرانيا” إلى تعقيد المفاوضات بشأن وقف إطلاق نار محتمل في المستقبل. استهدفت “روسيا” المدنيين والبنية التحتية المدنية في جميع أنحاء “أوكرانيا”، وهي متهمة من قبل “كييف” والغرب بأنها ارتكبت جرائم حرب وفظائع، من ضمنها العنف الجنسي إضافة إلى ترحيل المواطنين الأوكرانيين إلى “روسيا”؛ على حد زعم التقرير.

مواصلاً تقرير المجلة الأميركية إدعاءاته: وعلينا أن نفترض أن أي أرضٍ تحتفظ بها “روسيا” ستكون عرضة لاحتلالٍ شرس. لا يمكن للحكومة الأوكرانية قبول مثل هذه الفظائع ضد سكانها داخل أراضيها. إنّ وقف إطلاق النار قبل الأوان وفقًا للشروط الروسية سوف يؤدي إلى تسليم “أوكرانيا” بعض الأراضي التي احتلتها “روسيا”؛ منذ بدء الهجوم، في 24 شباط/فبراير. وسيشمل ذلك استيلاء “روسيا” على جزء أكبر من “دونباس”؛ الذي انفصل منه جزء بالفعل في عام 2014.

ربما تشمل الأراضي التي ستحتلها “روسيا” أيضًا مدن: “خاركيف وماريوبول”. وسيسعى “بوتين” أيضًا إلى الحصول على تنازلات أكبر بشأن الوضع العسكري لـ”أوكرانيا”. وافق “زيلينسكي” بالفعل على عدم الانضمام إلى الـ (ناتو). لكن نزع سلاح القوات الأوكرانية من شأنه أن يُقيد السيادة الأوكرانية من الناحية النظرية وعلى الأرض، ويتيح لـ”موسكو” تجديد الهجوم وقتما تشاء؛ مستمرًا التقرير استعراض مزاعمه المغالطة للوقائع منذ بداية الأزمة.

قائلاً: وإذا تلقَّت “روسيا” هذه التنازلات، يمكنها فيما بعد أن تستأنف الهجوم ضد الجيش الأوكراني: “منزوع السلاح” لإنهاء ما بدأته.

زاعمًا: وأي تنازلات تقدمها “كييف” يجب أن يوافق عليها المواطنون الأوكرانيون. “أوكرانيا” تنزف دمًا في هذا الهجوم الرهيب. نجح “زيلينسكي” في توحيد الشعب الأوكراني وحشد الدعم لـ”أوكرانيا” دوليًا؛ تنتشر الأعلام الأوكرانية الآن في كل مكان خارج “أوكرانيا”. واقتربت الحكومة والسكان من بعضهما البعض، وأصبحت البلاد أكثر تماسكًا مما كانت عليه قبل الحرب. إذا كان هناك أي شخص يمكنه إقناع الأوكرانيين بتسوية تفاوضية، فهو “زيلينسكي” ذو الشخصية الجذابة والشعبية.

لكنه سيحتاج إلى تقديم صفقة بشروط مقبولة لعامة الناس. هذه الشروط – السماح لـ”أوكرانيا” بحماية أكبر قدر ممكن من سيادتها وسلامتها وأمنها – تعتمد على الأرجح على مزيد من التقدم الأوكراني في ساحة المعركة. قد تكون تكاليف الإنهاء السريع لهذه الحرب أعلى بكثير بالنسبة لـ”أوكرانيا” مما تتحمَّله “روسيا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة