الحرب “الروسية-الأوكرانية” .. خروج موسكو من “سويفت” يضر العراق والقمح الأميركي يحقق أرباحًا طائلة منذ 9 سنوات !

الحرب “الروسية-الأوكرانية” .. خروج موسكو من “سويفت” يضر العراق والقمح الأميركي يحقق أرباحًا طائلة منذ 9 سنوات !

وكالات – كتابات :

سلّط أستاذ الاقتصاد في جامعة البصرة؛ “نبيل المرسومي”، اليوم الإثنين، الضوء، على آثار العقوبات ضد “روسيا”؛ جراء غزوها لـ”أوكرانيا”، والمتمثلة بإخراجها من نظام (سويفت)، على استثماراتها في قطاع الطاقة العراقي.

تأثيرات بالغة السوء على التجارة مع “روسيا”..

وقال “المرسومي”، في تدوينة له، إن: “نظام (سويفت)؛ وهو الاسم المختصر لجمعية الاتصالات المالية بين المصارف في العالم، والذي يربط أكثر من: 11 ألف مؤسسة مالية تعمل في أكثر من: 200 بلد، ما يجعلها بمثابة العمود الفقري لنظام التحويلات المالية في العالم، وهو أقوى الأسلحة المالية التي يمكن أن تُعاقب به دولة، إذ سيقطع البلاد عن جزء كبير من النظام المالي العالمي”.

وأضاف، أن: “روسيا تُعد ثاني أكبر بلد ضمن (سويفت)؛ من حيث عدد المستخدمين بعد الولايات المتحدة، ويصل حجم التعاملات المالية المرتبطة بروسيا عبر (سويفت)؛ إلى مئات مليارات الدولارات سنويًا، وسيؤدي إخراج روسيا من (سويفت) الى إلحاق الضرر بالتجارة الروسية وستجعل من الصعب على الشركات الروسية القيام بأعمال تجارية؛ إذ أن بنوكها لن تكون قادرة على التواصل بشكل آمن مع البنوك خارج حدودها، وهي نفس العقوبة التي صدرت بحق إيران؛ في عام 2014، بعد التطورات في برنامج طهران النووي، من شأن انقطاع الصادرات الروسية أن يلحق الضرر بمجموعة واسعة من الصناعات، تمتد من مصنعي الأسمدة إلى مصنعي المواد الغذائية، والسيارات والطائرات، وعلى الرغم من أن روسيا تشتهر أكثر ما تشتهر بأنها مصدر رئيس للنفط والغاز، إلى جانب أوكرانيا، هي أيضًا مورد رئيس للحبوب إلى العالم. ويُمثل البلدان ما يقل قليلاً عن ثُلث صادرات القمح العالمية”.

حلول أمام “موسكو”..

وتابع الخبير العراقي: “إذا كانت هذه العقوبات صارمة، ونتج عنها انخفاض صادرات النفط الروسية إلى أوروبا والولايات المتحدة، فإن موسكو تستطيع التصدير إلى الصين والدول الآسيوية، وسترتفع أسعار النفط بشكل أكبر مما هي عليه الآن.. هذا الارتفاع سيعوّض روسيا جزئيًا عن خسارة جزء من صادرتها، أما إذا طُردت روسيا من نظام المدفوعات العالمي؛ (سويفت)، فإنها تستطيع أن تُصدر النفط والغاز كالعادة، لكنها لا تستطيع تسلّم إيرادات هذه الصادرات، وفي هذه الحالة ستلجأ إلى ما لجأت إليه إيران، وهو فتح حسابات في البنوك الغربية والشرقية لتخزين الأموال بها حتى يتم سحبها في وقت لاحق عندما تنفرج الأزمة”.

تأثر سلبي على “العراق”..

وأوضح “المرسومي”، أنه: “وفي هذه الحالة؛ يمكن أن يؤثر ذلك سلبيًا على العراق، إذ أن السوق الآسيوية تستورد نحو ثُلثي صادرات العراق من النفط الخام؛ وخاصة الهند والصين، إذ ستعرض روسيا (خام الأورال) المماثل لـ (خام البصرة المتوسط) بأسعار مخفضة؛ وهو ما قد يُفقد العراق جزء من حصته السوقية في آسيا، في حين يمكن للعراق أن يزيد من صادراته النفطية إلى الأسواق الأوروبية؛ خاصة في ضوء ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين على الصادرات النفطية الروسية”.

وأشار إلى أنه: “وفي المقابل؛ هناك استثمارات روسية في قطاع النفط والغاز العراقي تزيد عن: 13 مليار دولار، إذ أن شركة (روسنفت) تمتلك: 60% من خط أنابيب نفط كُردستان، وهو خط التصدير التشغيلي الرئيس في العراق، كما أن (روسنفت) تقوم بإنشاء خط أنابيب جديد للغاز من المتوقع أن تصل طاقته التصديرية إلى: 30 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا، والذي يُمثل حوالي: 6% من إجمالي الطلب على الغاز في أوروبا، كما ان الشركات الروسية المتمثلة بشركات (لوك أويل) و(غازبروم) و(روسنفت) تستثمر في حقول (غرب القرنة /2) و(بدرة) و(بلوك-10) وبعض حقول كُردستان، وستتأثر معظم الاستثمارات الروسية في العراق؛ وخاصة للشركات العاملة في حقول التراخيص النفطية التي تُسدد تكاليفها وأرباحها عينًا، أي مقابل كمية معينة من النفط المنتج مما يتطلب البحث عن آلية جديدة لتسوية الحسابات مع الحكومة العراقية أو قد يدفع ذلك إلى انسحاب الشركات الروسية من الحقول العراقية؛ فضلاً عن صعوبات أخرى تتعلق بكيفية تنفيذ الشركات الروسية لعقودها الثانوية مع الشركات الأخرى وكيفية تمويلها”.

خروج روسيا من نظام “سويفت”..

وأعلنت الإدارة الأميركية، أن “الولايات المتحدة” وحلفاءها، استهدفوا “روسيا” بعقوبات جديدة شملت بنوكها الرئيسة.

وقال مسؤول كبير بإدارة الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، إن: “الولايات المتحدة وحلفاءها استهدفت روسيا بعقوبات جديدة؛ شملت منع بنوكها الرئيسة، ومنها البنك المركزي، من استخدام نظام (سويفت) للمدفوعات المالية بين البنوك”.

من جانبه؛ بيًن الناطق باسم الحكومة الألمانية؛ “ستيفن هيبستريت”، أن: “كلاً من: ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا والمفوضية الأوروبية، وافقوا على عقوبات مالية صارمة جديدة ضد روسيا، بما فيها فصل بعض البنوك الروسية عن نظام (سويفت)”.

وأضاف: “تقرر فصل جميع البنوك الروسية؛ التي تم فرض عقوبات عليها من قبل المجتمع الدولي، وإذا أقتضى الأمر، سيتم فصل البنوك الروسية الأخرى عن (سويفت)”.

وأشار إلى أن: “الشركاء الغربيين قرروا الحد من قدرة البنك المركزي الروسي؛ على دعم سعر صرف الروبل عبر التعاملات المالية الدولية”.

من جهتها؛ قالت رئيسة المفوضية الأوروبية؛ “أورسولا فون دير لاين”، إن: “دول الاتحاد الأوروبي؛ إلى جانب شركائها، تعتزم فصل بعض البنوك الروسية عن نظام (سويفت)”.

أسعار القمح تواصل الارتفاع مع حدة المعارك في أوكرانيا

على جانب آخر؛ واصلت أسعار عقود “القمح الأميركي” ارتفاعها خلال تعاملات، اليوم الإثنين، بعدما سجلت أكبر مكاسب أسبوعية؛ منذ تشرين ثان/نوفمبر، تزامنًا مع حدة المعارك في “أوكرانيا”، التي أثارت مخاوف من اضطرابات في صادرات المحصول.

وسعت العقود الآجلة للمحاصيل مكاسبها، اليوم الإثنين، وقفزت أسعار “القمح” إلى أعلى مستوى لها في: 09 سنوات.

وفي “بورصة شيكاغو”؛ قفزت أسعار “القمح” إلى: 5.41%، وارتفعت العقود الآجلة لمحصول “الذرة”: 3.61%.

ارتفعت أسعار “القمح” إلى: 9.227 دولارًا للبوشل في “شيكاغو”، وهو أعلى مستوى منذ أيلول/سبتمبر 2012، وزاد “زيت النخيل” في “ماليزيا” بنسبة: 2.6% إلى مستوى قياسي بلغ: 6139 رينغيتًا للطن.

البوشل يساوي: 60 رطلاً = 27.2188 كيلو من القمح.

الدولار يساوي: 4 رينغيتًا.

وتُصدر كلاً من “روسيا” و”أوكرانيا”: 29% من صادرات “القمح” العالمية، و19% من صادرات “الذرة”؛ و80% من صادرات “زيت عباد الشمس”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة