الحرب “الروسية-الأوكرانية” .. بطريقة الآواني المستطرقة: إسرائيل تخشى انتقال الصراع إلى الشرق الأوسط وعينها على “إيران” !

الحرب “الروسية-الأوكرانية” .. بطريقة الآواني المستطرقة: إسرائيل تخشى انتقال الصراع إلى الشرق الأوسط وعينها على “إيران” !

وكالات – كتابات :

تدور رحى الحرب الآن في “أوروبا”، ولكن كل جهة فاعلة في المنطقة قد تكون هي أثر الفراشة؛ (نظرية الفوضى)، بالنسبة لـ”إسرائيل” ودول الجوار، حسب ما جاء في تحليلٍ للكاتب؛ “سيث جيه فرانتزمان”، نشرته صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية.

يبدأ الكاتب تحليله بالقول إن الغزو الروسي لـ”أوكرانيا” أحدث تحولاتٍ عالمية مهمة يمكن أن يشهد العالم عواقبها غير المقصودة خلال الأشهر والسنوات المقبلة.

نتائج محتملة..

ويُلفت الكاتب إلى أن النتيجة الفعلية للأزمة الحالية، وكما هو الحال مع جائحة (كوفيد-19) والتوترات بين “الصين” و”الولايات المتحدة”، ليست واضحة على الدوام. ويمكن أن يكون نشوب حرب أخرى في الشرق الأوسط هي إحدى نتائج الحرب على “أوكرانيا”. وهذا يعني أنه من الأهمية بمكان الاستعداد الآن، حتى في الوقت الذي يَصبُّ فيه الآخرون جُلَّ تركيزهم على “أوكرانيا”.

لقد بلغت الحرب في “أوكرانيا”؛ الآن، أبعادًا هائلة، وفي ضوء فرار الملايين من القتال وحصار المدن الكبرى، أضحت الحرب مأساةً كبيرة لسكان “أوكرانيا”؛ البالغ عددهم: 40 مليون نسمة، وقد بدأت “روسيا” للتو في تفكيك قوة “أوكرانيا” العسكرية، يقول “فرانتزمان” إن “روسيا”، بعد أن فشلت في تحقيق أهدافها الأوَّلية، تعمل الآن على تجميع قوات كبيرة للتوغل؛ في “كييف”، وتعزيز سيطرتها على المناطق التي سقطت في قبضتها في جنوب البلاد وشرقها، وفي غضون ذلك، تهاجم الدول الغربية؛ “روسيا”، بشدة في المحافل الدولية وتعهدت بتقديم بعض الدعم العسكري لـ”أوكرانيا” في شكل أسلحة دفاعية.

05 سيناريوهات محتملة..

ويعتقد الكاتب أن آثار هذه الحرب يمكن أن تؤدي إلى تصعيد التوتر في الشرق الأوسط، ويُرجع ذلك إلى أن عددًا من البلدان والجهات الفاعلة يمكن أن تستفيد من الصراع في “أوكرانيا” لإطلاق غزواتها وعملياتها، مشيرًا إلى أن “إسرائيل”؛ على وجه الخصوص، معرَّضة لهذا التصعيد.

ووفقًا لـ”فرانتزمان”، هناك خمسة سيناريوهات رئيسة محتملة لتطور صراع أوسع في الشرق الأوسط؛ بعد الغزو الروسي لـ”أوكرانيا”. موضحًا أن إحدى الطرق التي يمكن أن يؤدي بها الصراع إلى تصعيد في المنطقة هي عبر محادثات “الاتفاق النووي” مع “إيران”، لافتًا إلى أن “روسيا” تلعب دورًا رئيسًا في المحادثات، وقد ترغب في معاقبة الغرب على رد فعله على غزو “أوكرانيا”، ولكي تصرف انتباه الغرب، يمكن لـ”روسيا” أن تمكِّن “إيران” من التحرك نحو مزيد من تخصيب (اليورانيوم) والاقتراب من تصنيع سلاح نووي، وهذا من شأنه أن يخلق أزمة وقد يؤدي إلى تصعيد بين “إسرائيل” و”إيران”.

وتُظهِر زيارة قائد القيادة المركزية الأميركية؛ الجنرال “كينيث ماكينزي”، يوم الخميس الماضي، إلى “إسرائيل”؛ كيف تعمل الأخيرة على نحو وثيق مع “الولايات المتحدة”، لكنها، بحسب الكاتب، تشعر أيضًا بقلقٍ عميقٍ بشأن البرنامج النووي والخطوط الحمراء المختلفة المرتبطة به، وقد تلعب “روسيا” بورقة “إيران”؛ إذا شعرت أن حرب “أوكرانيا” تؤدي إلى عُزلة “موسكو”.

بحسب “فرانتزمان”، فالحرب في “أوكرانيا” قد تدفع “إيران” كذلك إلى الإعتقاد بأن أي دولة يمكنها الآن غزو دولة أخرى دون تكبُّد تداعياتٍ كثيرة، ومع تشتت انتباه العالم، قد تُقرر “إيران” أن الوقت قد حان لشن صراع إقليمي أكبر، ويمكن أن يبدأ هذا بمحاولة “إيران” خلق أزمة في “البحرين”، حيث يتمركز الأسطول الخامس الأميركي؛ وحيث ترتبط “إسرائيل” الآن بالقيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية.

ثانيًا؛ وبحسب رؤية الكاتب، قد تُقرر “إيران” تصعيد التوتر مع “البحرين”؛ لأنها دولة لم تُحاول “طهران” استفزازها حتى الآن. وقد استخدمت “إيران”؛ “الحوثيين”، في “اليمن” لمهاجمة “الإمارات”؛ واستخدمت الميليشيات في “العراق” لمهاجمة “الإمارات” و”السعودية”، وهاجمت “إيران” أيضًا “السعودية”؛ في عام 2019.

وربما تُحاول “إيران” أيضًا التصعيد المباشر ضد القوات الأميركية أو غيرها من القوات البحرية في “الخليج العربي”، وقد يحدث التصعيد في الخليج، بحسب “فرانتزمان”، إذا لم يتوصَّل الغرب لصفقة مع “إيران”، وترغب “طهران” في اختبار “الولايات المتحدة” أو تهديدها بالعودة إلى طاولة المحادثات، وقد تُحاول “إيران” أيضًا التصعيد المباشر مع “الولايات المتحدة” أو القوات البحرية، وكذلك قد تتحرك ضد القوات الأميركية في قاعدة (التنف) في “سوريا”؛ أو ضد القوات الأميركية في “أربيل”؛ بـ”إقليم كُردستان” شمال “العراق”، وتلك هي أهداف “إيران” في محيطها القريب؛ مناطق تقع في مجال نفوذها، بحسب التحليل.

وأضاف الكاتب أن نمطًا ثالثًا من الصراع قد ينطوي على نوع ما من الهجوم أو التغيير في “سوريا”. وقد تختار “الولايات المتحدة” سحب القوات في “سوريا”؛ إذا شعرت أنها تحتاج إلى مزيد من الإلتزام لمنظمة “حلف شمال الأطلسي”؛ الـ (ناتو)، ومع تصاعد التوترات في “الصين”. وهذا يعني أن “الولايات المتحدة” قد تختار إنهاء العمليات في “شرق سوريا” أو “التنف”.

وعبر “فرانتزمان” عن قلقه من احتمالية مهاجمة “تركيا”؛ لـ”قوات سوريا الديمقراطية”؛ (قسد)، المدعومة من “الولايات المتحدة”، وبحسب الكاتب فإن “تركيا” تُحاول تحقيق توازن في تعاملها مع ملف “أوكرانيا”، حيث تزود “كييف” بطائرات مُسيَّرة في وقت تشتري فيه صواريخ (إس-400) من “روسيا”.

ويرى الكاتب أن السيناريو الرابع قد يكون في نشوب حرب مباشرة بين (حزب الله) و”إسرائيل”؛ نتيجةً لحرب “أوكرانيا”، حيث يرقب (حزب الله)؛ “لبنان”، وهو ينهار ماليًّا واقتصاديًّا، وبحسب الشائعات، يحتاج “لبنان” الآن إلى مزيد من “القمح” بسبب الأزمة الأوكرانية، فيما يُعاني “لبنان” بالفعل من أزمة طاقة.

ولفت “فرانتزمان”؛ إلى أن (حزب الله) اختبر “إسرائيل”؛ مؤخرًا، من خلال تحليق طائرة مُسيَّرة عبر الحدود، ويمكن أن يُقرر (حزب الله) الآن أن هذا هو الوقت المناسب للتصعيد في “مرتفعات الجولان” أو حدود “لبنان”، وقد يكون من المفيد لـ”إيران” التخطيط لتصعيد يشمل (حماس) و”الحوثيين” والميليشيات العراقية والسورية، ويمكن أن يشمل هذا تهديدات الطائرات المُسيَّرة والصواريخ (الباليستية)، بحسب الكاتب.

ولطالما قالت “إسرائيل” إنها تُعارض الوجود الإيراني في “سوريا”، ويرى الكاتب أنه على “إسرائيل” موازنة العلاقات مع “روسيا” فيما يتعلق بالحاجة إلى تنفيذ عمليات في “سوريا”، موضحًا أنه قد تحدث أزمة في “سوريا”؛ إذا قررت “روسيا” محاولة صرف الانتباه عن “أوكرانيا”، من خلال تصعيد التوترات مع “الولايات المتحدة” و”إسرائيل” في “سوريا”.

وقال “فرانتزمان” إن “الولايات المتحدة” تدعم: “حملة إسرائيل بين الحروب”؛ في “سوريا”، وتُمثل زيارة “ماكينزي”، لـ”إسرائيل”، أهمية من حيث التعاون “الإسرائيلي-الأميركي” وطريقة تعزيز “إسرائيل” دورها في مجال عمليات القيادة المركزية، ومع ذلك، هذا يعني أيضًا أن “سوريا” منطقة مهمة للنقاش، بحسب الكاتب، ومن المنطقي تمامًا أن تُقرر “روسيا” أن الوقت قد حان لتسخين الأجواء في “سوريا” لصرف الانتباه عن العزلة التي تواجهها دبلوماسيًّا في “أوكرانيا”.

ويختم “فرانتزمان” تحليله بالقول؛ إن هذه هي الطرق الخمس الرئيسة التي قد يتطور بها الصراع في المنطقة؛ بوصفه نتيجة غير مقصودة للغزو الروسي، مضيفًا: “يتعين على إسرائيل وشركائها وحلفائها التفكير مليًّا في إمكانية التصعيد في وقت تتجه فيه أنظار العالم إلى أوروبا الشرقية وينصرف تركيزه عن الشرق الأوسط”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة