17 أبريل، 2024 5:40 ص
Search
Close this search box.

الحرب “الروسية-الأوكرانية” .. أميركا تورط كييف عبر “هاوتزر” بأحلام النصر الزائف !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات – كتابات :

“بهذا المدفع الأميركي سوف نهزم روسيا ونُجبرها على الانسحاب من أرضنا”، أصبح المدفع (M-777) الأميركي الصنع، السلاح الذي تُراهن عليه “أوكرانيا”، وتتبارى وسائل الإعلام الغربية والأوكرانية في ذكر مناقبه التي ستُركِّع الجيش الروسي.

وبالفعل بدأ المدفع (M-777) الدخول في القتال في حرب “أوكرانيا”، بعد أن ألحت “كييف” في طلبه من حلفائها الغربيين، فكيف كان أداؤه، وهل يمكن أن يُغير مسار الحرب لصالح “أوكرانيا”، أم أنه قد يورّطها في معركة استنزاف طويلة الأمد.

لماذا تُراهن أوكرانيا على المدفع “M-777” ؟

كان السلاح الذي تأمل “أوكرانيا” أن يُحدث فارقًا حاسمًا في حربها مع “روسيا”؛ مُموَّهًا في كومة من الأغصان المقطوعة من الأشجار القريبة، وكان غير مرئيّ من على بُعد أكثر من أمتار قليلة.

سرعان ما إنطلقت طلقة واحدة أحدثت صوت أزيز معدني قوي مدوٍّ؛ فيما كانت تتجه صوب المواقع الروسية.

والمدفع (M-777)؛ مدفع الـ (هاوتزر)، أميركي الصنع بريطاني التصميم، وهو يُطلق قذائف أبعد، ويتحرك بصورة أسرع، ويمكن إخفاؤه بسهولة أكبر، وهو ما كان الجيش الأوكراني ينتظره، حسبما ورد في تقرير لصحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية.

مصدر الصورة: بوابة أوكرانيا

وعدت “الولايات المتحدة” بإرسال: 90 من مدافع (هاوتزر-M-777)، وبدأت بالفعل في توريدها للجيش الأوكراني، بينما يُفترض أن ترسل “أستراليا” ستة مدافع؛ بينما تعهدت “كندا” بتقديم أربع وحدات، كما أعلنت “واشنطن” عزمها منح “كييف”: 200000 طلقة لهذه المدافع، بما في ذلك الذخائر؛ (M-982 Excalibur) دقيقة التوجيه.

ومدافع (M-777)؛ هي مدافع الـ (هاوتزر) المستخدمة حاليًا من قبل الجيش الأميركي ومشاة البحرية، ويبلغ أقصى مدى لها: 15 ميلاً وتتطلب طاقمًا من ثمانية إلى 10 أشخاص.

والمدفع (M-777)، وهو أخف بنسبة: 41% من طراز (M-198)، الذي يحل محله في الجيش الأميركي ومشاة البحرية، ويرجع الفضل في ذلك إلى حدٍ كبير إلى الكمية الكبيرة من (التيتانيوم) وسبائك الألومنيوم التي يستخدمها. يسمح ذلك بنقلها بواسطة طائرات (C-130) أو طائرات (MV-22B Osprey) الدوارة أو طائرات الهليكوبتر، ويوفر المدفع العديد من خيارات النقل، جنبًا إلى جنب مع سهولة الإخفاء في المواضع الثابتة، في البيئات القتالية حيث تفتقر القوات التي تستخدمه إلى التفوق الجوي.

“كييف” نشرته في “الدونباس” وتأمل أن يُقربها بالنصر..

وبعد مرور ثلاثة أشهر على الحرب في “أوكرانيا”، جرى الآن نشر أول مدافع (M-777) – أكثر الأسلحة التي قدمها الغرب فتكًا حتى الآن – في القتال شرقي “أوكرانيا”. وعزز وصول هذا السلاح الآمال الأوكرانية في تحقيق تفوق مدفعي، على الأقل في بعض مناطق الجبهات، وهي خطوة رئيسة نحو تحقيق الانتصارات العسكرية في حربٍ باتت الآن تُخاض في الغالب في سهول مسطحة ومفتوحة على مسافات بعيدة.

ومدافع الـ (هاوتزر) الأميركية؛ عبارة عن آليات كبيرة من الحديد و(التيتانيوم) ملتفَّة بخراطيم هيدروليكية ومُثبَّتة على أربع دعامات تُطوى لأعلى ولأسفل. ويقول القادة الأوكرانيون إنَّها قد أطلقت بالفعل مئات القذائف منذ وصولها؛ يوم 08 آيار/مايو، أو نحو ذلك، فدمَّرت مركبات مدرعة وقتلت جنودًا روسًا.

وقال العقيد “رومان كاتشور”، قائد الكتيبة (55 مدفعية) الأوكرانية، والذي كانت وحدته أول وحدة تستخدم السلاح، في مقابلة: “هذا السلاح يُقرِّبنا من النصر أكثر”.

المحللون الغربيون: الأمر متوقف على الكم !

لكنَّ المحللين العسكريين الغربيين يقولون إنَّه ليس من الواضح مدى قرب الأوكرانيين من تحقيق النصر. فوصول الأسلحة الحديثة ليس ضمانًا لتحقيق النجاح، في ظل استمرار الروس في خوض قتال شرس في “إقليم دونباس”؛ شرقي البلاد. ويعتمد الكثير على العدد.

قال “مايكل كوفمان”، مدير الدراسات الروسية في “مركز التحليلات البحرية”، وهو مؤسسة بحثية في مدينة “أرلينغتون” الأميركية، في مقابلة عبر الهاتف: “المدفعية مسألة تتعلَّق بالكم كثيرًا جدًا. ولدى روسيا واحد من أكبر جيوش المدفعية في العالم”.

وقالت “الولايات المتحدة”؛ قبل أسابيع، إنَّها ستُقدم مدافع الـ (هاوتزر)، لكنَّ التلميح إلى استخدامها حتى الآن في القتال جاء في المعظم في مقاطع فيديو نشرها جنودٌ مجهولون في الغالب عبر الإنترنت.

وأتاح الجيش الأوكراني لصحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية؛ يوم الأحد 22 آيار/مايو، جولة على طابور مدفعية في شرق “أوكرانيا”، في أول تأكيد مستقل من جانب وسائل الإعلام الدولية على استخدام هذا السلاح.

ويقول المحللون العسكريون إنَّ التأثير الكامل لن يكون محسوسًا لأسبوعين آخرين على الأقل، لأنَّ “أوكرانيا” لم تُدرب ما يكفي من الجنود بعد لإطلاق النيران من كل مدافع الـ (هاوتزر) التسعين التي وعدت بها “الولايات المتحدة” والحلفاء الآخرون. ولم يصل حتى الآن إلى الجبهة إلا نحو: 12 مدفعًا.

مصدر الصورة: رويترز

قد يغري “أوكرانيا” بتوسيع القتال على أمل الضغط على “روسيا”..

يُعَد تسليح “أوكرانيا” بأسلحة أكثر قوة مسألة حساسة سياسيًا. فسارعت “الولايات المتحدة وفرنسا وسلوفاكيا” وبلدان غربية أخرى بتقديم مدفعية وأنظمة دعم أخرى – مثل الطائرات بدون طيار – في الوقت الذي كانت “روسيا” تتهم فيه الغرب بخوض حرب بالوكالة في “أوكرانيا” وتُهدد بتداعيات غير محددة في حال استمرار شحنات الأسلحة.

وظهرت خلافات في التحالف الغربي حول مدى القوة التي يجب مواجهة “روسيا” بها. واقترحت “فرنسا وإيطاليا وألمانيا” أن تستخدم “أوكرانيا” النفوذ المتأتي من الأسلحة الأقوى للدفع باتجاه وقفٍ لإطلاق النار؛ يمكن أن يؤدي إلى انسحاب تفاوضي للقوات الروسية.

رفض المسؤولون الأوكرانيون ذلك. ويُصِرُّون على أنَّ الزخم هو في صفهم، وأنَّ المحادثات يجب ألا تأتي إلا بعد الانتصارات في ساحة المعركة واستعادة السيطرة على الأرض.

وقد يؤدي استخدام المدفع (M-777) إلى تعزيز هذه التوجهات الأوكرانية الرامية إلى التصعيد.

وأكد الرئيس الأوكراني؛ “فلوديمير زيلينسكي”، في مقابلة على التلفزيون الأوكراني خلال عطلة نهاية الأسبوع، إنَّ الحل الدبلوماسي لن يأتي إلا بعد تحقيق “أوكرانيا” انتصارات عسكرية إضافية، إلى جانب تدفق السلاح.

وقال عن إنهاء الحرب بمزيج من المكاسب والمحادثات العسكرية: “إنها مثل سيارة، ليست تعمل بالغاز، أو كهربائية، لكنها هجينة”. “وهذه هي الكيفية: الحرب معقدة”.

زاعمًا: “النصر سيكون دمويًا”.

ويدعي التقرير الأميركي: وقد دحر الجيش الأوكراني القوات الروسية من “كييف”؛ ومن مواقع قرب ثاني أكبر مدن البلاد، “خاركيف”، لكنَّه تحت ضغط شديد الآن في معركة أكثر محدودية للسيطرة على “إقليم دونباس”؛ شرقي “أوكرانيا”.

وعلى أي حال، قال الطرفان إنَّ المحادثات الدبلوماسية توقفت قبل قرابة أسبوع، وهو ما يُعيد مسألة تحديد النتيجة إلى ساحات المعارك. ولا يسير كل شيء على هوى “أوكرانيا”. إذ باتت القوات الروسية الآن قريبة من حصار مدينة “سيفيرودونيتسك”؛ في “إقليم الدونباس”، وهو ما يُهدد بتطويق القوات الأوكرانية؛ كما يعترف بذلك تقرير الصحيفة الأميركية على مضدد.

وقال “كوفمان”، المحلل السياسي من مركز التحليلات البحرية: “أنا مندهش من تصديق الناس أنَّ القوات الأوكرانية بإمكانها استيعاب هذا المستوى من الخسائر ثُمَّ تكون مستعدة للهجوم بعد ذلك مباشرةً”.

يتفوق على المدفعية الشائعة لدى الجيش الروسي..

ويستدرك التقرير الدعائي مواصلاً مزاعمه: مع ذلك؛ تُعَد المدفعية الغربية الجديدة الأطول مدى هي السلاح الأقوى والأكثر تدميرًا من بين الأنواع العديدة من الأسلحة التي تُقدمها بلدان “حلف شمال الأطلسي”؛ الـ (ناتو) حاليًا. وهي تُطلق قذائفها على مسافة أبعد بثلاثة أميال؛ (4.8 كم تقريبًا)، من أكثر أنظمة المدفعية التي يستخدمها الجيش الروسي في “أوكرانيا” شيوعًا، مدفع الـ (هاوتزر) ذاتي الدفع من طراز (Msta-S)، وأبعد بعشرة أميال؛ (16 كم تقريبًا)، في حال إطلاق مقذوف دقيق مُوجَّه بنظام تحديد المواقع (GPS).

ويستخدم المدفع (M-777) قذائف عيار 155 ملم – الحجم القياسي لدول الـ (ناتو)، وفقًا لموقع (Popular Mechanics)، وهذا يُمثل تحسنًا عن قطع المدفعية الشائعة لدى الجيش الأوكراني؛ التي يبلغ قطرها: 122 و152 ملم.

ومعظم قطع المدفعية الأوكرانية تم إنتاجها قبل إنهيار “الاتحاد السوفياتي”؛ في عام 1991.

وتطلق مدافع الـ (هاوتزر-M-777) بشكل عام قذائف؛ (Excalibur) دقيقة التوجيه التي تستخدم نظام تحديد المواقع العالمي؛ (GPS)، لتصل إلى أهدافها، مما يوفر توجيهًا دقيقًا أثناء طيران القذائف ويُحسن الدقة بشكل كبير إلى أقل من مترين بغض النظر عن النطاق.

مصدر الصورة: رويترز

يقول مركز دعم مشتريات الجيش الأميركي؛ (ASC)، إن (Excalibur): “تُزيد من معدل القتل وتُقلل الأضرار الجانبية”.

يمكن أن تكون دقة ونطاق مدافع الـ (هاوتزر-M-777) جنبًا إلى جنب مع الطلقات المحسّنة التي يبلغ قطرها: 155 ملم ذات فائدة كبيرة للقوات الأوكرانية، حسبما ورد في تقرير لمجلة (نيوزويك) الأميركية.

على الرغم من أن (M-777) يستخدم في الأصل نظام رؤية بصريًا بسيطًا، إلا أن نسخة (M777A1) تشتمل على نظام رقمي يضمن الدقة الفائقة في نطاقات تصل إلى: 19 ميلاً لقذائفها؛ وبمسافة تصل إلى: 25 ميلاً للذخيرة الخاصة التي تم تطويرها لأحدث طراز من هذا المدفع؛ (M777A2).

قال مسؤول كبير بـ”وزارة الدفاع” الأميركية إن مدافع الـ (هاوتزر-M-777)؛ التي يبلغ قطرها: 155 ملم، والتي قدمتها “الولايات المتحدة”، وأنواعًا أخرى قدمتها الدول الحليفة والشريكة لـ”أوكرانيا” لها تأثير كبير على ساحة المعركة.

ويزعم المسؤول: “أنت ترى بالفعل أن الأوكرانيين مستعدون لشن هجوم مضاد في منطقة “دونباس”، إنهم يستعيدون بعض البلدات التي استولى عليها الروس في الماضي”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب