انتقد خطباء الحراك السني في محافظات العراق الدول الخليجية لعدم دعمها حراكهم واكدوا الاستمرار باحتجاجاتهم حتى رفع الظلم عنهم.
فقد جدد الحراك الشعبي في المحافظات العراقية الشمالية والغربية السنية اليوم اقامة صلوات الجمعة الموحدة تحت شعار “بثورتنا نحكم انفسنا بأنفسنا” حيث تناول الخطباء ما قالوا انه الظلم الذي يتعرض له ابناء المكون السني وقصف مدن محافظة الانبار الغربية وطالبوا في خطبهم المنظمات الاسلامية والدولية بالعمل على وقف قتل الأبرياء وتهجيرهم بمافيهم الاطفال والنساء والشيوخ واخراجهم من منازلهم عنوة بحجة الارهاب.
وقال خطيب جمعة مدينة سامراء (125 كم شمال غرب بغداد) الشيخ سفيان محمود ان الحراك السني في محافظات العراق الشمالية والغربية هو صوت الحق الذي يواجه ظلم الحكومة المركزية في بغداد مؤكدا انه باق حتى ينتهي هذا الظلم ضد المكون السني. واكد ان خيار المحتجين في هذا الحراك هو حكم انفسهم بأنفسهم لايحكمهم حزب او جهة او تيار .. وقال ان اهل السنة في العراق يواجهون الجرائم التي ترتكبها الحكومة المركزية من قصف لمدنهم وتهجير عوائلهم وقتل ابنائهم وسفك دماء علمائهم ولذلك لم يبق امامهم غير حكم انفسهم بانفسهم وليس بحكم مركزي في بغداد يقوم على سب صحابة النبي محمد ويرتكب مختلف الجرائم ضد اهل السنة ويغتصب النساء ويسجن الابرياء.
واضاف قائلا “ان على اهل السنة ان يعلموا ان الاوطان اسمى من ان تفسر بالتراب وانما هي العقيدة والحقوق .. فيا اهل السنة قد آن الاوان لمعرفة معنى الاوطان في ظل حكم لايريد لكم الا الشر والتدمير والقتل”. وشدد على عدم السماح لاي سياسي بالمتاجرة بقضية المحتجين في الحراك الشعبي .
واشار الى ان هذا الحرك خرج منذ اواخر عام 2012 يطالب بالحقوق ورفع الظلم لكن اي من الدول الاسلامية وخاصة الخليجية لم تدعمه حتى بكلمة او تصريح مقابل الدعم الايراني للحكومة المركزية وللمليشيات التي تقوم بقتل الابرياء. واشار الى انه مع كل هذا فقد وقف محتجو الحراك بكل ما استطاعوا من قوة مواجهة كل التحديات التي واجهتهم وعليهم الاستمرار بالدفاع عن قضيتهم.
وفي الفلوجة (60 كم غرب بغداد) اعلنت ساحة اعتصام الفلوجة تاييدها لتشيكل المجلس السياسي لثوار العشائر في العراق. وقال المتحدث الرسمي باسم الساحة محمد البجاري في اتصال تلفزيوني ان ساحة الاعتصام في الفلوجة وثوار عشائرها يعلنون تاييدهم الكامل لهذا المجلس ويعدونه خطوة على الاتجاه الصحيح لانه سيضيف المشروعية لثورة العشائر بوجه الظلم الحكومي.
واضاف البجاري ان المجلس سيعمل على التواصل مع دول العالم والمنظمات الدولية لكشف الزيف والكذب الحكوميين الذي اقنع العالم بان الحرب في الانبار هي حرب على الارهاب بالنيابة عن العالم”، ولاثبات ان مايدور في المحافظات المنتفضة هي ثورة شعبية تلتزم بالمعايير الانسانية وهدفها الدفاع عن المظلومين وانصافهم ومواجهة السياسيات الطائفية التي تمارسها الحكومة.
وفي قضاء بيجي (220 كم شمال بغداد) قال خطيب الجمعة الشيخ بجامع الفتاح محمد رمضان ان العراق وسوريا اليوم يعيشان تحت ضل حكومتين طائفيتين، تقتل الأبرياء وتدمر المساجد وتتهم ابناء محافظات معينة بالارهاب. ودعا الى عدم التعويل على الانتخابات البرلمانية المقبلة وقال ان ادعاءات البعض انها الخلاص والخروج من الازمة مجرد خدعة وأكاذيب لا صحة لها كونها الانتخابات محسومة من الان. وقال “اننا لم نسمع من اي نائب من اهل السنة وخاصة ممثلي الانبار اي موقف مشرف او دفاع عن اهله فاين انتم اليوم من كل ذلك وقد كان الاجدر بكم ان تتركوا هذه الحكومة خاصة بعد ان تهّجم عليهم رئيس الحكومة ووصفهم بصفات ربما يستحقونها!”.
اما في وفي مدينة تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين (175 كلم شمال بغداد) فقد قال الخطيب ثامر
ان “جنودا عراقيين كتبوا في احدى الوحدات العسكرية على جدارية (الله الوطن الراتب) وهذا دليل واضح على تراجع الجيش وعدم استطاعة قواته من تنفيذ اي شيء وكما حصل في الفلوجة منذ 70 يوما حيث لا يستطيعون اقتحامها . واضاف “ليس فقط لا يستطيعون الاقتحام وانما يتراجعون 10 خطوات الى الوراء في كل مرة والفلوجة لا تتعدى 5 كيلومترات”.
وفي مقارنة بين المؤسسة العسكرية الحالية والسابقة التي حلها الحاكم المدني للعراق بول بريمير في عام 2003 قال الخطيب “لا يمكن ان نفكر بأن الجيش الذي أنقذ دمشق من الاسرائيليين ومصير الجولان هو نفسه الجيش الان”. واضاف ان “الحكومة العراقية ميتة وتعيش على اجهزة الانعاش وتدار من امريكا واسرائيل وايران”.
وشدد بالقول “سيحاكم رئيس الوزراءة نوري” المالكي وقادته عن كل الجرائم التي تجري في الانبار .. واشار الى ان “العشائر سطرت الملاحم من خلال العزيمة ضد مرتزقة تابعين للمالكي وجيشه في الانبار التي يقتل اهلها وأطفالها” على حد قوله.
يذكر أن محافظات بغداد والأنبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك ونينوى تشهد منذ 23 كانون الأول (ديسمبر) من عام 2012 تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة “منتهكي أعراض” السجينات، فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانوني المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدار عفو عام وإلغاء الاقصاء والتهميش لمكونات عراقية.
وتشهد محافظة الأنبار منذ 21 من كانون الاول (ديسمبر) الماضي عملية عسكرية واسعة النطاق في المحافظة تمتد حتى الحدود الأردنية والسورية تشارك فيها قوات عسكرية ضخمة ومروحيات قتالية إلى جانب مسلحين من العشائر لملاحقة مسلحي العشائر المناوئين للحكومة وعناصر دولة العراق والشام الإسلامية “داعش” المرتبط بالقاعدة .