وكالات – كتابات :
كشف سفير العراق في “ليبيا” سابقًا؛ “علي سبتي الحديثي”، كيف عاد القيادي الفلسطيني؛ (أبو نضال)، إلى “العراق” متخفيًا بعد أن طُرد منه.
وأضاف السفير “الحديثي” في (برنامج قصارى القول)، أن “أبو نضال” عاد إلى “العراق” بعد أن طُرد من أراضيه عام 1983، متخفيًا ومتسّللاً بجواز سفر يمني وعبر الحدود الإيرانية.
وبخصوص عملية مقتل (أبو نضال)؛ التي لا تزال غامضة، لفت السفير إلى: “أن (أبو نضال) قُتل في شقة في العراق، حيث توجهت القوات الأمنية العراقية للقبض عليه”.
ولفت السفير إلى أن سبب عودة (أبو نضال) هو: “جزمه بأن العراق سيُحتل؛ وبالتالي يبحث عن دور له في الأراضي العراقية في ظل القوى المحتلة”.
سر انقلاب “صدام” على “أبو نضال”..
إلى ذلك؛ كشف “الحديثي” تفاصيل طرد؛ “صدام حسين”، للقيادي الفلسطيني (أبو نضال) من “بغداد” بعدما كان اليد الطولى له بإجراء عمليات ضد حكم “حافظ الأسد”.
وقال “الحديثي” إن: “أبو نضال؛ (صبري البنا)، تواجد في العراق حينما كانت العلاقات متميزة بين العراق والمنظمات الفلسطينية آنذاك، وكان ممثل (فتح) بالعراق حينها.. ولاحقًا عندما اشتدت الخلافات بين القادة الفلسطينيين انشق (أبو نضال) عن حركة (فتح)، وأعلن تشّكيل الحرس الثوري، وحصل على دعم حزب (البعث) في العراق؛ الذي كان يدعم الخط الذي يقول إن فلسطين من النهر للبحر”.
وأضاف السفير، أنه: “في سنوات قبل عام 1983؛ كان أبو نضال: “اليد الطولى” للقيادة العراقية ضد حكم حافظ الأسد في سورية، حيث نفذ العديد من الاغتيالات فيها بأوامر من القيادة العراقية التي كانت ضد نظام الأسد، إلا أنه عقب عام 1983 طرد (أبو نضال) من العراق بسبب مواقفه ضد حرب العراق مع إيران؛ وهذا لم يعجب القيادة العراقية، فأبلغ بقرار الطرد من قبل طارق عزيز؛ (المسؤول البارز في عهد صدام)، وفكك معسكره”.
من العراق إلى سورية..
ولفت السفير العراقي “الحديثي”؛ إلى أن: “(أبو نضال)؛ بعد طرده من العراق، توجه إلى سورية، وأنشأ معسكرات هناك، وأسس لعلاقاته مع لبنان ومن ثم ليبيا التي انتقل اليها لاحقًا”.
ولفت السفير إلى أن وجوده في “سورية” كان بتنسّيق من المخابرات السورية معه؛ والتي وطدت أموره هناك، فأسس معسكرات تابعة له في “سورية” كانت تنقل السلاح إلى “جنوب لبنان”، حيث أصبح عنصرًا بارزًا، “(أبو نضال) هو بندقية للإيجار في العراق ودمشق”.
المسدس ذي الطلقة الواحدة..
كذلك روى سفير “العراق” في “ليبيا” سابقًا؛ قصة مسدس القيادي الفلسطيني؛ (أبو نضال)، ذي الطلقة الواحدة وحقده على “طارق عزيز”؛ الذي أبلغه بقرار طرده من “العراق”.
وقال السفير “علي سبتي الحديثي”، إن: “أبو نضال (القيادي الفلسطيني صبري البنا)؛ طُرد من العراق عام 1983، وأبلغه قرار الطرد طارق عزيز؛ (المسؤول العراقي البارز في عهد صدام حسين)، الأمر الذي اعتبره (أبو نضال) مُهيّنًا بحقه، واشتكى بعدها برسالة إلى صدام في 1989؛ بعثها مع السفير الحديثي”.
ولفت السفير إلى الحقد الكبير الذي كنّه (أبو نضال) تجاه “طارق عزيز”: “حيث كان يتعامل معه بفوقية وأنه سّاهم وسّعى لطرده بحسّب تعبير (أبو نضال)”.
وفي تفاصيل لقاء السفير مع “أبو نضال”، حاول الأخير إرهاب السفير “الحديثي” بطريقة التهديد وسّرد بطولاته وقصصه مع بعض المبالغة والخيال.
وأضاف “أبو نضال”، مشيرًا إلى مسدس أميركي كان بجانبه فيه طلقة واحدة، قائلاً: “إن كان شامير؛ (رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق)، وكان عرفات الآن، فعلى من يجب إطلاق النار، فرد السفير عليه بالطبع شامير فرد (أبو نضال) طبعًا برأس “عرفات” منوهًا بأن: “على صدام أن يفعل المثل مع طارق عزيز”.
وأشار السفير الحديثي إلى رفضه نقل أي رسائل شفوية مشّينة واتهامات قبيحة؛ وطالب “أبو نضال” برسالة خطية، حيث قام بإرسالها لاحقًا عبر وسطاء إلى السفير موجهة للقيادة العراقية.
من هو “أبو نضال” ؟
سياسي وحركي فلسطيني؛ انضم إلى حركة (فتح) بزعامة “ياسر عرفات”؛ عام 1967، ثم انشّق عنها، تنقل بين العديد من العواصم العربية، بقيت تفاصيل نهايته غامضة كما العديد من تفاصيل حياته.
المولد والنشأة..
ولد “صبري البنا”؛ (أبو نضال)، يوم 16 آيار/مايو 1937، في مدينة “يافا”، بـ”فلسطين”، ينحدر من أسرة غنية تعمل في تجارة الموالح، غادر وهو ابن الـ (11)؛ “يافا”، إلى “عسقلان” أثناء الزحف الصهيوني على “فلسطين”، ثم إلى “غزة” وأخيرًا إلى “نابلس”، توفي والده عام 1945، وعاد ليُقيّم في “غزة” عام 1948.
الوظائف والمسؤوليات..
- سافر للعمل في “السعودية” عام 1958.
التجربة السياسية..
انضم “أبو نضال”؛ إلى حزب (البعث) عام 1955؛ وانخرط في الأنشطة القومية الفلسطينية، ثم كون جماعته الخاصة في أواسط الستينيات، ثم انضم إلى “حركة التحرير الوطني الفلسطيني”؛ (فتح)، بزعامة “ياسر عرفات”؛ عام 1967، عند عودته إلى “الأردن”.
تولى أمر الأمن الإقليمي في “الأردن”؛ في حزيران/يونيو 1968، وأصبح بعدها مندوب (فتح) في “السودان” عام 1969، ثم في “بغداد” عام 1970، وبعد ذلك أيضًا رئيس “مكتب منظمة التحرير الفلسطينية” هناك.
أقام “أبو نضال” علاقات وطيدة مع المخابرات العراقية؛ منذ عام 1971، وانضم إلى جماعات الرفض لتشّكيل اللجنة السياسية للفلسطينيين في “العراق”؛ في بداية عام 1974، والتي انتقدت بشدة “الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” وندّدت بقيادة “منظمة التحرير الفلسطينية”، الأمر الذي جعل “أبو نضال” يسّتولي على مرافق حركة (فتح) في “العراق”، مما أدى إلى طرده من الحركة وحكم عليه بالإعدام بعد الاشتباه فيه بالتورط في محاولة اغتيال “أبو مازن”.
انشقت حركة (فتح-المجلس الثوري)؛ بقيادة “أبو نضال”، عن حركة (فتح)، لعدم ارتياحها للأسلوب القيادي الذي اعتبرته غير ثوري بالدرجة الكافية.
اضطر “أبو نضال” لمغادرة “العراق”؛ عام 1983، حين طرده “صدام حسين” في سبيل إصلاح علاقاته مع “الولايات المتحدة”؛ التي كافأته بعد سنة بالتحديد بإعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين الدولتين.
وانتقل “أبو نضال” إلى “سورية”، ولكنه أجبر على غلق معسكراته هناك عام 1986؛ بضغط من “الولايات المتحدة”، حيث توجه بعدها إلى “بولندا” ثم إلى “ليبيا” في أواخر الثمانينيات.
وبعد حرب الخليج وجد “أبو نضال” فرصة لكسّب ود “صدام حسين”، واتهم في كانون ثان/يناير 1991؛ باغتيال قيادييْ منظمة التحرير الفلسطينية؛ “صلاح خلف”، المعروف: بـ (أبو إياد)، و”هايل عبدالحميد”؛ المعروف: بـ (أبو الهول) في “تونس”.
وفي نيسان/إبريل 1998، تخلصت السلطات الليبية من “أبو نضال” وسّلمته للسلطات الأمنية المصرية، حيث مكث للعلاج من مرض سرطان الدم في “القاهرة”؛ مقابل ما وصفتها دوائر بأنها صفقة لتنفيذ بعض العمليات ضد بعض الجماعات الإسلامية المصرية المعارضة.
وانتقل بعد أشهر إلى “بغداد”؛ تحت ضغوط دولية على “مصر”. حُكم عليه بالإعدام غيابيًا لاغتيال السكرتير الأول بالسفارة الأردنية في “لبنان” عام 2001.
الاغتيال..
اغتيل “أبو نضال”؛ في “بغداد”، يوم 19 آب/أغسطس 2002، وأعلنت السلطات العراقية أنها وجدته صريعًا في شقته بـ”بغداد”؛ وأنه مات منتحرًا بعد أن أطلق على نفسه رصاصة واحدة اخترقت فمه وخرجت من مؤخرة رأسه.
وأعلن رئيس جهاز الاستخبارات العراقية؛ “طاهر جليل حبوش”، وقتها؛ أن “أبو نضال” انتحر بإطلاق رصاصة في فمه قبل أن يقتاده رجال الأمن إلى الاستجواب لدخوله “العراق” بطريقة غير قانونية وبجواز سفر يمني مزور.
بينما كشفت حركة معارضة عراقية؛ (حركة الوفاق الوطني العراقي)، في المنفى، أن رئيس النظام السابق؛ “صدام حسين”، أصدر قرارًا بالتخلص من الزعيم “أبو نضال”؛ لأنه كان يملك معلومات حيوية.
واتهمت حركة (فتح-المجلس الثوري)؛ “بغداد”: بـ”اغتيال”، زعيمها “أبو نضال”، وجاء في بيان صُدر بـ”بيروت” في آب/أغسطس 2002، أن: “الرواية التي أوردها رئيس المخابرات العراقية غير صحيحة”.
وأوضح البيان أن “صدام حسين” أمر بنقل “أبو نضال” إلى المستشفى المخصص للمسؤولين العراقيين لمعالجته من مرض السرطان، ولكن بعد شجار عنيف بين “صبري البنا” ومسؤولي المخابرات العراقية أمر “صدام” بالتخلص منه.