20 أبريل، 2024 7:04 ص
Search
Close this search box.

الجيش الليبي يدخل في مواجهة مباشرة مع “تركيا” .. فهل ينفذ تهديداته وكيف سيرد “إردوغان” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

فتح الجيش الليبي باب المواجهة العلنية مع “تركيا”، فقد اتهمت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، “تركيا”، بتقديم الدعم العسكري واللوجيستي للعناصر الإرهابية، وذلك في خضم الحرب الدائرة على الإرهاب على الأراضي الليبية.

وأشارت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية إلى أن “تركيا” تدخلت بشكل مباشر باستخدام الطائرات الحربية ونقل المرتزقة وإرسال السفن المحملة بالأسلحة والمدرعات والذخائر لدعم الإرهاب في “ليبيا”.

وأوضحت قيادة الجيش الليبي أنها أصدرت الأوامر للقوات الجوية باستهداف السفن والقوارب التركية داخل المياه الإقليمية؛ مطالبة الحكومة الليبية المؤقتة بطرد كافه الشركات التركية العاملة في “ليبيا” وإنهاء أعمالها في كافة المشروعات على الأراضي الليبية؛ ومقاطعة الصناعات والمنتجات التركية وإيقاف الرحلات الجوية المدنية (من وإلى) “تركيا” إلى المطارات الليبية ردًا على هذا العدوان التركي الإرهابي.

اتهام بدعم قوات الوفاق..

واتهم اللواء “أحمد المسماري”، المتحدث باسم قوات حفتر، “أنقرة”، بدعم قوات “حكومة الوفاق الوطني” في استعادة السيطرة على مدينة “غريان”؛ التي تعتبر القاعدة الخلفية الرئيسة للمشير في معاركه جنوب “طرابلس”.

وقال في بيان؛ إن الأوامر صدرت “للقوات الجوية باستهداف السفن والقوارب داخل المياه الإقليمية وللقوات البرية باستهداف كافة الأهداف الإستراتيجية التركية”.

وتابع: “تعتبر الشركات والمقرات التركية وكافة المشروعات التي تؤول للدولة التركية أهدافًا مشروعة للقوات المسلحة ردًا على هذا العدوان، ويتم إيقاف جميع الرحلات من وإلى تركيا والقبض على أي تركي داخل الأراضي الليبية”.

وتسير شركات ليبية رحلات جوية منتظمة إلى “تركيا” إنطلاقًا من مطاري “معيتيقة” في “طرابلس” و”مصراتة”، (غرب).

ولم يوضح “المسماري” كيف ستتمكن قواته من فرض حظر طيران في منطقة غير خاضعة لسيطرتها. واتهم “أنقرة” بالتدخل “في المعركة مباشرة: بجنودها وطائراتها وسفنها”. ووفقًا له، فإن إمدادات من الأسلحة والذخيرة تصل مباشرة إلى قوات “حكومة الوفاق الوطني” عبر البحر المتوسط.

واتهم المتحدث خصوصًا، “تركيا”، بدعم قوات “حكومة الوفاق الوطني” في استعادة السيطرة على مدينة “غريان”، التي تعتبر القاعدة الخلفية الرئيسة للمشير في معاركه جنوب العاصمة.

وأوضح “المسماري”، في بيانه، أن قرار استهداف المصالح التركية قد صدر ردًا على ما تتعرض له “الأراضي الليبية منذ ليلة البارحة من غزو تركي غاشم، نتجت عنه أعمال تخريبية داخل الأراضي الليبية”.

تدير غرفة عمليات من طرابلس..

من جهته؛ قال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان الليبي، “طلال الميهوب”، إن “تركيا” تدير غرفة عمليات في العاصمة، “طرابلس”، يقودها ضباط أتراك، بعضهم مختص في قيادة الطائرات المُسيّرة، التي وفرت غطاءً جويًا للميليشيات المسلّحة لاقتحام مدينة “غريان”.

وأضاف أن: “قوات الجيش الليبي في حرب مع دولة تركيا، بعد أن أصبحت أنقرة طرفًا مباشرًا في معركة تحرير طرابلس”، مؤكدًا على: “وجود فريق عسكري تركي في العاصمة، طرابلس، يضمّ 10 ضباط، سيتم الكشف عن هويّاتهم قريبًا، يتولون الإشراف على هذه المعارك وتدريب الميليشيات”، لافتًا إلى أنه: “سيتم القبض على أي مواطن تركي يشكل وجوده داخل ليبيا، تهديدًا لقوات الجيش أو للمواطنين الليبيين”.

وأشار “الميهوب” إلى أن الدعم التركي للميليشيات المسلحة التي تحتمي بها حكومة الوفاق “أصبح علنيًا”، من خلال شحنات الأسلحة والعربات العسكرية والطائرات المُسيرة التي وصلت إلى المنطقة الغربية، وذلك من أجل عرقلة تقدم الجيش نحو العاصمة والوقوف في وجه تحريرها، مشيرًا إلى أن “الجيش لن يسمح بهذا الغزو التركي لليبيا، وسيوقف سطوة تنظيمات الإسلام السياسي المتطرفة الموالية لها”.

تركيا ستتخذ التدابير اللازمة..

ردًا على تلك التهديدات، قال الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، أمس، إن أنقرة “ستتخذ التدابير اللازمة” حال صدرت أي خطوات عدائية في “ليبيا” ضدها من قوات اللواء المتقاعد، “خليفة حفتر”.

المجلس الرئاسي يدين تهديدات الجيش..

وأدان المجلس الرئاسي الليبي، التابع لـ”حكومة الوفاق”، في بيان أمس، التهديدات التي أطلقها الناطق باسم “الجيش الوطني الليبي”، اللواء “أحمد المسماري”، باستهداف السفن والطائرات المدنية، وتهديد الملاحة البحرية وضرب مقار وشركات تابعة لدول صديقة، وبالأخص التركية منها والدعوة للقبض على مواطنيها المتواجدين على الأراضي الليبية.

وأكد المجلس رفضه لهذه التهديدات، محملًا المسؤولية كاملة لقيادة “الجيش الوطني الليبي عن أي ضرر يلحق برعايا أي دولة أو يمس بمصالحها على الأراضي الليبية”.

وشدد في بيانه؛ على أن لديه، (المجلس)، وسائل حازمة للرد على تلك التهديدات.

وبَين المجلس بحكومة “السراج”، أن التهديدات تعتبر دعوة للفتنة والكراهية وترويع الناس، وتحريض على القتل على الهوية، مشيرًا إلى أن ذلك سيسبب كوارث جسيمة.

كما أفاد في بيانه؛ بأن ذلك يرقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

ودعا المجلس الرئاسي، البعثة الأممية لدى “ليبيا”؛ والمجتمع المدني، إلى أن بيان موقفهما من هذه التصريحات غير المسبوقة، وإتخاذ مواقف واضحة حيالها.

إلغاء الرحلات المتجهة لتركيا..

وفي أول إجراء ليبي؛ ألغت إدارة مطار “بنينا” الدولي، شرقي “ليبيا”، أمس، كافة الرحلات الجوية المتوجهة إلى مدينة “إسطنبول” التركية، وفق ما نقل موقع (المتوسط) الخبري الليبي.

وأعلنت إدارة المطار أنها خصصت رحلات للعودة من “إسطنبول” فقط، للمواطنين المتواجدين هناك، مطالبة المسافرين الذين لديهم حجوزات بمراجعة شركات الطيران ومكاتب الحجز.

حق مشروع في الدفاع عن النفس !

تعليقًا على خطوة الجيش الليبي، قال “عبدالحكيم معتوق”، المحلل السياسي الليبي، إن التصعيد العسكري من قِبل الجيش الليبي ضد “تركيا” حق مشروع في الدفاع عن النفس.

مضيفًا أن موازين القوى اختلت في الأيام الأخيرة، خاصة بعد تواجد “تركيا” على الأرض في الداخل الليبي، ودخول طائرات (الدرون)، ساحة المعركة.

وأوضح “معتوق”، أن الجيش في حالة حرب معلنة ومفتوحة مع “تركيا”، وأن توجيهات الجيش باستهداف أي طائرات أو سفن تركية؛ قد لا ينسحب على المدنيين الأتراك أو المنشآت المدنية في “ليبيا”، إلا أن المعلومات المؤكدة كشفت عن وجود غرفة عمليات تركية في “طرابلس”، وربما وجود قوات عسكرية تقاتل على الأرض.

تستهدف إجلاء الرعايا..

وتابع بأن التحذيرات قد تكون الهدف منها إجلاء أي رعايا أتراك في الداخل الليبي، خاصة أن المواطنين يمكن أن يستهدفوا أي مواطنين أتراك حال وجدوهم في أي مكان، خاصة أن الشارع الليبي في حالة غليان الآن بعد التنكيل بالجنود في “غريان”، وكذلك في ظل احتمالية استهدافهم من قِبل الجماعات الإرهابية لإلصاق التهم بالجيش، وهي احتمالات واردة.

وفيما يتعلق بالاستثمارات التركية في “ليبيا”؛ أوضح “معتوق” أنها ليست بالكبيرة، خاصة أن مجموعة العقود التي أبرمت مع “نظام القذافي”، في وقت سابق، تجمدت بسبب الأحداث، إلا أن بعض الأنشطة موجودة في “ليبيا”، وكذلك السفارة التركية، إلا أن عمليات الدعم التي تأتي عبر البحر أو الجو ستكون ضمن أهداف القوات المسلحة الليبية مباشرة.

وشدد على أن الجيش لن يستهدف أي مدنيين أتراك، إلا أنه على “تركيا” سحب رعاياها، خاصة أن حالة الحرب معلنة بين البلدين الآن.

تسعى لتمكين “الإخوان” من الحكم..

كما قال الدكتور “فوزي الحداد”، الكاتب والباحث السياسي الليبي، إن هناك أطراف عديدة تدخلت بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر بالشأن الليبي، لافتًا إلى أن “تركيا” تدخلت بشكل واضح وصريح وأعلن مسؤوليها بالتصدي لأي محاولات للجيش الليبي من دخول “طرابلس”.

وأضاف “الحداد” أن “تركيا” خططت ونفذت العديد من العمليات الإرهابية بـ”ليبيا”، موضحًا أن “تركيا” أصبحت معقلًا لجماعة “الإخوان المسلمين”، كما أنها تمدهم بالدعم المادي واللوجيستي والعسكري.

وأشار الباحث السياسي الليبي، إلى أن “تركيا” تسعى إلى تمكين جماعة “الإخوان” من الحكم وإعادتهم مرة أخرى للمنطقة؛ بعدما فشلوا في حكم “مصر” وثار الشعب المصري ضدهم إلى أن أطاحوا بهم، موضحًا أن “تركيا” كانت تعول على أن تحكم العالم العربي من خلال جماعة “الإخوان المسلمين”.

وغرقت “ليبيا” في الفوضى، منذ سقوط “نظام معمر القذافي”، في 2011، وتفاقمت حدة الأزمة مع بدء “حفتر”، في 4 نيسان/أبريل 2019، عملية عسكرية للسيطرة على “طرابلس”، مقر “حكومة الوفاق”.

وبعد تقدم سريع، تعثرت قوات “حفتر” على أبواب “طرابلس” في مواجهة القوات الموالية لـ”حكومة الوفاق” التي سددت لها ضربة موجعة، الأربعاء الماضي، بسيطرتها بشكل مفاجيء على مدينة “غريان”.

وتسببت المعارك، منذ إندلاعها، بسقوط 739 قتيلًا على الأقل وإصابة أكثر من أربعة آلاف بجروح، فيما وصل عدد النازحين إلى 94 ألف شخص، بحسب وكالات “الأمم المتحدة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب