25 أبريل، 2024 4:39 م
Search
Close this search box.

“الجولان” بعد تصويت الأمم المتحدة .. الاعتراض الأميركي يعكس نجاح “نتانياهو” في إبتزاز “ترامب” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة قد تكون غير ملزمة التنفيذ، وإنما تعتبر تسجيلاً وتوثيقًا نحو وجوب عودة الحق لأصحابه، صوتت الجمعية العامة التابعة لـ”الأمم المتحدة”، الجمعة، بـ”أغلبية ساحقة” لصالح سيادة “سوريا” على “الجولان” المحتل، واعتبار كل إجراءات الاحتلال الإسرائيلي فيه “باطلة ولاغية”.

وأيّد مشروع القرار 151 دولة عضو في “الجمعية العامة”، واعترضت عليه كل من “الولايات المتحدة الأميركية” والاحتلال الإسرائيلي، بينما إمتنعت 14 دولة عن التصويت.

ويأتي القرار الأميركي، بالانتقال من الإمتناع عن التصويت إلى الرفض، في سياق سياسي منسجم مع عدائها التام لـ”سوريا” ما دامت الأخيرة ترفض مخططات هيمنة “أميركا” و”إسرائيل” على المنطقة.

وطالب مشروع القرار بضرورة انسحاب “إسرائيل” من الهضبة، التي احتلتها عام 1967.

وشهدت “الأمم المتحدة” مشادة كلامية حادة بين مندوبي “سوريا” و”إسرائيل” لدى المنظمة، “بشار الجعفري” و”داني دانون”، بشأن مستقبل “الجولان” المحتل.

رسالة تؤكد إنتهاء الدور الذي تدعيه واشنطن..

ومع إنفراج الوضع عند الحدود “الإسرائيلية-السورية”، تعهد “الجعفري” بأن “دمشق” ستستعيد سيادتها على الجولان “سلمًا أو حربًا”، بينما شدد “دانون” على أن “إسرائيل” لن تنسحب من الأراضي المحتلة في عام 1967.

وأشار “الجعفري” إلى أن تصويت “الولايات المتحدة”، لأول مرة، ضد تبني هذا القرار يمثل رسالة واضحة إلى العالم “بإنتهاء الدور الذي تدعيه واشنطن بأنها راعية لعملية السلام في الشرق الأوسط”، بينما شكر “دانون”، واشنطن، على وقوفها “أخلاقيًا” ضد المشروع، قائلاً إن الخطر الحقيقي في المنطقة يأتي من حكومة الرئيس السوري، “بشار الأسد”، ودعمها من قِبل “إيران”.

وذكر مندوب “تل أبيب” لدى المنظمة العالمية أن لـ”الجولان” دورًا حساسًا بالنسبة لأمن الدولة العبرية، مضيفًا: “إسرائيل لن تنسحب من الجولان، والوقت حان للمجتمع الدولي لقبول ذلك”.

يفضح هشاشة فهم الاحتلال..

وفي رده على تصريحات “دانون”، شدد “الجعفري” على أن المندوب الإسرائيلي “عجز عن فهم الرسالة القانونية السياسية التي أرسلها هذا التصويت.. لا بل إنه إرتكب سلسلة أخطاء تفضح هشاشة فهم كيان الاحتلال”.

وأشار “الجعفري” إلى أن “الجولان” المحتل فقد أهميته الإستراتيجية العسكرية في عهد الصواريخ والطائرات الحربية المتطورة، لكن هذه المنطقة على أي حال تابعة للأراضي السورية، وستعود إلى سوريا “شاءت إسرائيل أم أبت”.

واختتم “الجعفري” قائلاً: “عندما يقول المندوب الإسرائيلي إن إسرائيل لن تنسحب من الجولان السوري؛ فليفهم بأن إسرائيل إذا لن تنصاع للقرارات الدولية بإعادة الجولان السوري المحتل إلى سوريا فإنها تفتح الباب أمام خيارات أخرى، وهي خيارات الحرب، وسنستعيد الجولان سلمًا أو حربًا.. هذه هي رسالتنا إلى إسرائيل ولسفيرها”.

واشنطن تصوت لصالح إسرائيل..

وكانت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة، “نيكي هيلي”، قد أعلنت الخميس الماضي، أن بلادها ستصوّت، الجمعة، ضد مشروع قرار سنوي تقره “الجمعية العامة للأمم المتحدة” سنويًا بشأن “الجولان”، موضحة في بيان؛ أن الإدارات الأميركية كانت في السابق تمتنع عن التصويت على مشروع القرار الذي وصفته بأنه “غير منطقي”، مضيفة أن الإدارة الأميركية الحالية تعتبر القرار الذي سيطرح، الجمعة، “متحيزًا بوضوح ضد إسرائيل”.

ومرتفعات “الجولان” هضبة إستراتيجية بين “فلسطين” المحتلة و”سوريا”، وتبلغ مساحتها حوالي 1200 كيلومتر مربع. واستولى الاحتلال الإسرائيلي على “الجولان” في حرب عام 1967. ونقل مستوطنين إلى المنطقة التي احتلها ثم أعلن ضمها إليه في عام 1981 في إجراء لم يلق اعترافًا دوليًا.

ولا تزال “سوريا” و”إسرائيل” رسميًا في حالة حرب؛ رغم أن خط الهدنة في “الجولان” بقي هادئًا طوال عقود حتى اندلاع النزاع في العام 2011.

إشادة إسرائيلية..

ولقي الموقف الأميركي إشادة من جانب المسؤولين الإسرائيليين.

فقال وزير الأمن العام، “غلعاد إردان”، إن التحرك “مهم للغاية”، مضيفًا على (تويتر): “ما من عاقل يرى أنه يجب إعطاؤها، (الجولان)، للأسد وإيران”.

وكان السفير الأميركي في إسرائيل، “ديفيد فريدمان”، قد صرح في أيلول/سبتمبر 2018، بأنه يتوقع أن تحتفظ “إسرائيل” بهضبة “الجولان” إلى الأبد في موافقة فيما يبدو على سيادتها على المنطقة.

لكن مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، “جون بولتون”، قال خلال زيارته لـ”إسرائيل”، في آب/أغسطس الماضي، إن هذا الأمر غير مطروح.

وقبل التصويت؛ قالت الدبلوماسية الأميركية، “سامنتا ساتن”، إن موقف “الولايات المتحدة” إزاء الوضع القانوني لـ”هضبة الجولان” لم يتغيّر، لكن القرار لا يتوافق مع الوضع القائم على الأرض.

موضحة إن: “هذا القرار لا يتصدى للعسكرة المتزايدة في الجولان وللمخاطر الكبيرة التي يشكّلها وجود إيران وحزب الله في المنطقة على إسرائيل”.

قرار باطل..

من ناحية أخرى؛ أكدت الصحف السورية، أن “الجولان” السوري المحتل سيبقى سوريًّا، وإصدار “إسرائيل” قرارًا بضمه باطل، في 14 كانون أول/ديسمبر في العام 1981.

“الصحف” أوضحت أن القرار باطل ولا بديل عن الهوية السورية، وأن “الجولان” سيبقى سوري “الهواء والماء والأرض والإنسان”، وأنه من “الخطأ أن نعتقد أن السلام يأتي من خلال التفاوض بل يأتي من خلال المقاومة، لذلك يجب علينا دعم المقاومة”، بحسب وكالة (سانا).

بينما وجه أهالي “الجولان” السوري المحتل رسالة إلى الجهات الدولية والإنسانية المعنية، يطالبون فيها بلجم الإعتداءات الإسرائيلية وإتخاذ موقف حازم تجاه ممارسات “إسرائيل” العنصرية ومحاولاته طمس الهوية السورية.

دلالات التصويت الأميركي..

تعليقًا على التصرف الأميركي؛ قال عضو مجلس الشعب السوري، الدكتور “محمد خير عكام”، إن التصويت الأميركي ضد القرار الأممي، الذي يدين احتلال “إسرائيل” لـ”هضبة الجولان” السورية، له العديد من الدلالات السياسية، أولها أن هناك تغييرات في السياسة الخارجية الأميركية تجاه كل ما قام به الاحتلال الإسرائيلي في “الجولان”.

وأضاف “عكام” أن إدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، هي إدارة تابعة كليًا إلى الكيان الصهيوني وتنفذ تعليماته فيما بالسياسة الأميركية تجاه “الجولان”، لافتًا إلى أن هذا الأمر ليس المؤشر الأول، إذ كان هناك تنسيق “أميركي صهيوني” حول رغبة “إسرائيل” في “سوريا”.

وأوضح “عكام” أنه تم تحرير الجنوب السوري من الكيانات الإرهابية، وهو ما أزعج كلاً من “الولايات المتحدة” و”إسرائيل” مما إنعكس على التصويت، متابعًا أن هناك تغيير منهجي في سياسة “الولايات المتحدة” فيما يتعلق بكل ما يقوم به الكيان الصهيوني في المنطقة، ومنها احتلال “الجولان”، مؤكدًا أنه من الناحية القانونية لا معنى للتصويت الأميركي لهذا القرار طالما أنه توصية من “الجمعية العامة”، وأن هناك قرار بـ”مجلس الأمن” يعتبر أن كل الإجراءات الإسرائيلية في “الجولان” باطلة.

كشف الدور الأميركي الجديد في المنطقة..

من جانبه؛ قال الأمين العام المساعد لاتحاد القوى السورية، “سعد القصير”، إن تصويت “الولايات المتحدة الأميركية” السلبي، على مشروع قرار “الجولان السوري المحتمل”، كشف الدور الأميركي الجديد في المنطقة.

مضيفًا أن “الولايات المتحدة” أدعت، لعقود طويلة، أنها تحرص على تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، وكانت راعيًا رئيسًا لمفاوضات السلام بين كل الأطراف مع “إسرائيل”، ولكنها الآن فضحت نفسها، بأن دورها الجديد يتنافى مع ما أدعته في السابق.

وتابع: “مشروع قرار الجولان السوري المحتل، حظى بتأييد أغلب الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، الذين أيدوا الموقف السوري وحق الدولة السورية في الجولان المحتل، ولكن الولايات المتحدة صوتت بالسلب على القرار، وهو ما يضعها بشكل مباشر في خانة واحدة مع إسرائيل، ويسقط كل حقوقها في رعاية أي مفاوضات للسلم محتملة في المستقبل القريب أو البعيد”.

وأوضح السياسي السوري، أن الدور الأميركي في عهد الرئيس، “دونالد ترامب”، لم يتبدل كثيرًا عما كان قبلها، ولكنه أصبح أكثر وضوحًا، فـ”الولايات المتحدة” تنحاز دائمًا لـ”إسرائيل”، ولكنها لا تتخذ من الخطوات إلا ما يكون ضروريًا دعمًا لهذا الإنحياز، بحيث تحافظ على دورها كوسيط في عملية السلام في الشرق الأوسط، ولكنها الآن تخرج طواعية عن هذا الدور، وبإجراءات سياسية ودبلوماسية واضحة.

وأردف: “لا ننسى إدعاء الولايات المتحدة رعاية عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على مدار سنوات طويلة مضت، وتعطيل الرؤساء الأميركيين السابقين لقرار من الكونغرس بشأن نقل السفارة الأميركية للقدس، ولكن ترامب كان أول من نفذ القرار، واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، بل ويحاول فرض صفقة القرن دعمًا لإسرائيل في مواجهة الوطن العربي كله”.

تريد نصر حلفائها في المنطقة..

ويقول الباحث في الشؤون الإستراتيجية، الدكتور “وفيق إبراهيم”، أن “للموقف الأميركي الذي اعترض على تأييد وثيقة تؤكد سيادة سورية على هضبة الجولان وإدانة احتلالها من إسرائيل، عدة دلالات: أولاً، هذه المسألة مرتبطة بعهد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، هذا الرئيس الذي أعطى إسرائيل كل شيء، حتى أنه نقل العاصمة إلى القدس الشرقية، وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة، لكننا اليوم أمام دلالات أميركية جديدة، وهي أن السياسات الأميركية المتراجعة تريد أن تستنصر حلفاءها في المنطقة ومن بينهم إسرائيل”.

لذلك بالإضافة إلى أن “ترامب” إسرائيلي الهوى، هناك سياسات أميركية نتيجة للتراجعات أمام التقدم الروسي، هي التمسك بـ”إسرائيل” بكل مواقفها العدوانية التاريخية، ومن ضمنها “الجولان”، الذي تحتله “إسرائيل” منذ عام 1967.

ولم يسبق لـ”الولايات المتحدة” أن أيدت “إسرائيل” مرة واحدة في موضوع “الجولان”. وهذا أمر خطير جدًا، وخطوة خطيرة جدًا تدخل في سياق التأييد الأميركي للعدوان الإسرائيلي على العالم العربي.

وتبنّت القرار لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار، (اللجنة الرابعة)، التابعة لـ”الجمعية العامة للأمم المتحدة”.

وقال “تحسين الحلبي”، المتخصص في الصراع العربي الإسرائيلي: “الولايات المتحدة في عهد الرئيس ترامب، إتخذت قرارات غير مسبوقة في تاريخ كل رؤساء الولايات المتحدة الأميركية، منذ حزيران/يونيو 1967، خاصة في قضايا الأراضي المحتلة، فلم يجرؤ رئيس أميركي من قبل على نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المحتلة”.

نجاح “نتانياهو” في إبتزاز “ترامب”..

وأضاف: “طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي، منذ عامين، حين زار الجولان مع قيادته العسكرية، وقبل أن تنتهي الدولة السورية من حسم معركتها على الإرهاب، الولايات المتحدة وأوروبا، أن يؤيدا قرارًا بنقل الجولان للسيادة الإسرائيلية، وينتهي الملف من الأمم المتحدة، ولكن من الواضح أن عرض نتانياهو لم يرضِ الطرفين وقتها”.

وحول معارضة “واشنطن” لقرار “الأمم المتحدة” الخاص بتأكيد سيادة “سوريا” على “الجولان”، اعتبر أن الموقف الأميركي يشير إلى نجاح “نتانياهو” في إبتزاز “ترامب”، موضحًا أن إزدياد ميزان القوة لصالح “سوريا” وحلفاءها سيجعل القرار الأميركي يتيمًا، مع زيادة الاستعدادات السورية؛ لمنع رئيس الوزراء الاسرائيلي من العبث بسيادتها في “الجولان”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب