الجنرال الإيراني الغامض .. وثائق تكشف دور “فروزنده” في اغتيال بعثيين وأميركان !

الجنرال الإيراني الغامض .. وثائق تكشف دور “فروزنده” في اغتيال بعثيين وأميركان !

خاص : كتبت – هانم التمساح :

لم يكن “قاسم سليماني” العنصر الوحيد الفاعل في تدريب الميليشيات العراقية التابعة لـ”إيران”، والمُحرض على عمليات العنف ضد “نظام البعث” والأميركان فيما بعد، برغم إجتذاب “قاسم سليماني” الأضواء بسبب دوره في التحريض على الحملة العنيفة ضد “الولايات المتحدة” في “العراق”، بعد عام 2003، والتي أدت إلى مقتل 600 جندي أميركي، إلا أنه كان يلقى دعمًا ومساندة من جنرالات إيرانيون آخرون؛ لولاهم ما حقق شيئًا مما خطط له.

“فيلق رمضان”.. من هو “ أحمد فروزنده” ؟

وكشفت وثائق، تحدث عنها موقع (دايلي بيست)؛ أن عشرات الضباط الإيرانيين دعموا “سليماني” في موقفه، وكان من بينهم، الجنرال “أحمد فروزنده”، الذي ترأس (فيلق رمضان)، وهو جزء من (فيلق القدس)، التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، في أواسط العقد الأول من الألفية الثانية.

ويُعتبر “فروزنده”؛ القيادي الغامض في “العراق”، والذي يوصف بقائد الظل الأسطوري الذي يتمتع بقدرات خارقة ويتسم بالذكاء والقدرة على التخفي والهرب.

وكان “فروزنده” قد أُدرج على لائحة “العقوبات الأميركية”، في عام 2007، على إثر قيامه بتخطيط وقيادة عمليات إرهابية ضد القوات الأميركية في “العراق” والتخطيط لاغتيال شخصيات عراقية رفيعة.

وكشفت الوثائق أن “فروزنده”، رافق اللواء “محمد جعفري صحراوردي”، من فيلق “الحرس الثوري”، إلى “كُردستان العراق”، للتخطيط لعمليات إرهابية.

وداهمت واعتقلت القوات الأميركية، حينذاك، عددًا من عناصر “الحرس الثوري”، في مدينة “أربيل”، إلا أن “فروزنده” و”صحراوردي” تمكنا من الهرب إلى “طهران”.

وأصبح فيما بعد أحد أبرز القيادات الإيرانية النشطة في مجال التخطيط للعمليات الإرهابية والاغتيالات؛ وتمكن من وضع قواعد تكتيكية لـ (فيلق رمضان)، واضعًا أربع قواعد رئيسة للفيلق: الأول (فيلق فجر)، في مدينة “الأحواز” الجنوبية؛ وكانت مهمته جمع المعلومات والاستخبارات عن قوات التحالف. والثاني (فيلق ظفر)، في مدينة “كرمانشاه” الغربية. و(فيلق رعد)، و(فيلق ناصر)، في مدينتي “مريوان” و”نقده”، في شمال غربي “إيران”، حيث تقوم هذه القوى بتقديم الدعم اللوجيستي لـ (فيلق القدس) في عملياته داخل “العراق”.

ويقول الباحث في كلية الدراسات العليا البحرية الأميركية، “أفشون أوستوفار”، ضمن التقرير: “برغم أن، قاسم سليماني، هو المهندس للإستراتيجية الإيرانية الخارجية، كان هناك ملازمون أقل شهرة يديرون ويراقبون العمليات … وكان فروزنده واحدًا من أبرز العاملين في ساحة العمليات بالعراق، لكن لم يكن اسمه معروفًا”.

وتُظهر الوثائق أن “فروزنده” و”الحرس الثوري” الإيراني قاما بنقل الأسلحة والأموال والجواسيس إلى “العراق”، واغتيال أميركيين وعراقيين.

كما ألمحت الوثائق إلى أن الرجل، الذي ساعد في قتل المئات من الأميركيين خلال حرب “العراق”، ربما لم يتقاعد بالفعل منذ سنوات، لكنه استمر في العمل مستشارًا لدى رؤسائه السابقين بعد فترة طويلة من إنتهاء الحرب.

“فرقة الموت الذهبية”.. لاغتيال البعثيين !

وأوضحت الوثائق تفاصيل كثيرة بخصوص، “فرقة الموت الذهبية”، التي تُشرف عليها “إيران”، وما قامت به من تنفيذ عمليات الاغتيال ضد العراقيين الذين تراهم “إيران” عائقًا، وما إرتكبته من أعمال عنف وتخريب سري داخل “العراق”، في عهد الرئيس الراحل، “صدام حسين”. وقاد “فروزنده”، “فرقة الموت الذهبية” في “العراق”، والتي كانت مهمتها الأساسية هي السيطرة على “العراق”، وذلك عن طريق تخصيص مليارات الدولارات وإرسال الآلاف من المقاتلين من المرتزقة بشكل منتظم إلى “العراق”.

وتتكون الوحدة من: “قيادة إيرانية استخباراتية تُشرف على تقديم الاستشارات والتمويل للعراقيين، الذين تم تجنيدهم من جيش المهدي ومنظمة بدر وحزب الفضيلة وأحزاب وميليشيات عراقية أخرى نفذت عمليات اغتيال ضد أعضاء حزب البعث السابق والعراقيين؛ الذين يعملون مع قوات التحالف وعراقيين آخرين لا يدعمون النفوذ الإيراني في العراق”.

وثائق أخرى أظهرت تدخل “فروزنده” في مساعدة أحد أعضاء الميليشيات العراقية الحليفة له، بعدما اعتقلته قوات التحالف، ويدعى هذا الشخص، “مهدي عبدالمهدي الخالصي”، والذي تولى ميليشيا صغيرة مدعومة إيرانيًا تستهدف أعضاء “حزب البعث” وتدعى، “منتدى الولاية”.

و”حزب البعث”؛ كان الحزب الحاكم في “العراق”، خلال عهد “صدام حسين”، وحتى الإطاحة بحكمه، في عام 2003، وقد تم حظر الحزب على يد سلطة الائتلاف المؤقتة، التي تولت حكم البلاد بعد إسقاط “نظام صدام”.

وعند غزو “العراق”، في عام 2003، كان “فروزنده”، رئيس الاستخبارات في مدينة “خرمشهر”؛ والتي لعبت دورًا في استعادة المدينة من البعثيين، خلال الحرب في عام 1983، بحسب الباحث الإيراني، “أمير توماج”.

وخلال الحرب “الإيرانية-العراقية”، أثنت إذاعات من “طهران” على دور عمليات (قوات رمضان)، التي أدعت تبنيها محاولات اغتيال وزير الداخلية في عهد صدام حسين، “سمير الشيخلي”، في “بغداد”، بجانب إعدام مسؤول لـ”حزب البعث” في “بغداد”، وإضرام الحريق في أحد قصور “صدام حسين”.

عمليات “فروزنده” السرية في العراق..

وبدأت اللمسات الأولى لـ”فروزنده” في “العراق”، وتغلغله فى شؤنه بشكل سري، خلال الحرب “الإيرانية-العراقية”، وقيامه باغتيال بعثيين، وبحلول الوقت الذي ظهرت فيه “الولايات المتحدة” على أعتاب “إيران”، بعد حرب الخليج الثانية، استمر “فروزنده” في تنفيذ عمليات سرية وحروب عصابات مع نفس المجموعات والمنظمات لمدة 20 عامًا.

وفي مؤتمر صحافي، في عام 2007، كان العقيد “دونالد باكون”، رئيس العمليات الخاصة والمعلومات الاستخباراتية للتحالف الدولي قد ذكر، إن (فيلق رمضان) نفذ عمليات في “العراق”، وأن عناصرها مسؤولة عن نقل الأسلحة إليه وتمويل الميليشيات العراقية المتطرفة وتدريب المنتمين إليها في “إيران”.

وفي نفس العام 2007، عندما تصاعدت وتيرة العنف في “العراق”، إلتفتت التقارير الاستخباراتية إلى خطر العمليات السرية الإيرانية في “العراق” بدلًا من التركيز على تمرد الجماعات السُنية. وقد أظهرت المعلومات حملة عنف سرية مترامية الأطراف يقودها “فروزنده” و(فيلق رمضان)، بحسب تقرير الموقع الأميركي.

ويضيف التقرير، المنشور في (دايلي بيست)، أن (فيلق رمضان) شكل القوة المكلفة داخل “الحرس الثوري” بإزكاء روح الفوضى في “العراق”، على الأقل في الوقت الذي تولى فيه “فروزنده” قيادته. وقبلها عندما كان “فروزنده” نائبًا لرئيس الفيلق، عمل مع قيادة (الفجر)، القاعدة العسكرية في منطقة “الأحواز” الإيرانية، والتي تولت العمليات في “البصرة” وجنوب “العراق”.

الأحواز” مركز تدريب “فرق الموت”..

وقام ضباط إيرانيون بنقل أعضاء فرق الاغتيال إلى “الأحواز” في “إيران”، حيث يستقر (فيلق رمضان)، بقيادة “فروزنده”، وذلك من أجل تدريبهم لعشرة أيام. في تلك الفترة، قدم ضباط إيرانيون تعليمات من أجل جمع معلومات بغية استهداف قوات التحالف في “العراق” وتنفيذ الاغتيالات واستخدام صواريخ (الكاتيوشا) وقذائف (الهاون)، وفقًا للموقع.

وتظهر وثائق لـ (ويكيليكس)؛ وجود تواصل بين “الخالصي” و”فروزنده” حول اغتيال القوات البريطانية في محافظة “ميسان” العراقية، عام 2003، من خلال برقيات مشفرة. وأشارت تقارير إلى أن “فروزنده” قد سمح بإنفاق حوالي 500 ألف دولار في تأمين عملية إطلاق سراح “الخالصي”، بعد أن تم اعتقاله على يد قوات التحالف، في عام 2005.

دوره في قمع المنشقين العرب..

وأشار تقرير (دايلي بيست) إلى أن “فروزنده” عمل، في الأيام الأولى من “الثورة الإيرانية”؛ رفقة “الحرس الثوري” لإضطهاد واعتقال المنشقين العرب في مدينة “خرمشهر” المعارضين للحكومة الجديدة، مما أظهر ولاءه للسلطات الجديدة، وجعله لائقًا للعب دورًا استخباراتيًا عند بدء الحرب “الإيرانية-العراقية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة