20 أبريل، 2024 2:42 م
Search
Close this search box.

الجميع يقبل و”ترامب” يرفض .. اقتراح “ماكرون” بإنشاء “جيش أوروبي” .. هل آن الآوان لإنشاؤه ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

فكرة ليست بالجديدة قوبلت بالقبول من الكثير ورفضها طرف واحد فقط.. دعا الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، إلى إنشاء “جيش أوروبي حقيقي”؛ للدفاع عن القارة بوجه قوى مثل “روسيا” و”الصين”، وحتى “الولايات المتحدة”، في مقابلة أجرتها معه إذاعة (أوروبا 1)، صباح الثلاثاء الماضي، في سياق أسبوع من المراسم في الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى.

ورأى “ماكرون”، الذي يدعو منذ وصوله إلى السلطة، العام الماضي، إلى قوات عسكرية أوروبية مشتركة، أن على “أوروبا” أن تحد من اعتمادها على “القوة الأميركية”، ولا سيما بعد قرار الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الانسحاب من اتفاق للحد من الأسلحة النووية، وقع في الثمانينيات.

وقال: “علينا أن نحمي أنفسنا تجاه الصين وروسيا، وحتى الولايات المتحدة الأميركية”. وتابع: “حين أرى الرئيس ترامب يعلن انسحابه من اتفاقية كبرى لنزع السلاح، أبرمت بعد أزمة الصواريخ في أوروبا في الثمانينيات، من يكون الضحية الرئيسة ؟.. أوروبا وأمنها”.

وأكد في المقابلة التي سُجلت، مساء الاثنين، في “فردان” بشمال شرق “فرنسا”، فيما يجول الرئيس على أنحاء “فرنسا” للمشاركة في مراسم مختلفة؛ “لن نحمي الأوروبيين ما لم نقرر أن يكون لنا جيش أوروبي حقيقي”.

أوروبا بحاجة لحماية نفسها..

وقال إنه بمواجهة “روسيا عند حدودنا، والتي أظهرت أن بإمكانها أن تشكل تهديدًا. إننا بحاجة إلى أوروبا تتولى الدفاع عن نفسها بشكل أفضل، بمزيد من السيادية، بدون أن تكتفي بالإعتماد على الولايات المتحدة”.

وقال “ماكرون”، في المقابلة: “السلام في أوروبا هش”، مضيفًا: “تعرضنا لمحاولات تسلل في الفضاء الإلكتروني وعدة تدخلات في ديموقراطياتنا”، في إشارة واضحة إلى “روسيا”. كذلك حذر من “قوى متسلطة تعود إلى الظهور وتعيد التسلح عند تخوم أوروبا”.

وكان “ماكرون” قد أعرب عن رأيه بالفعل بشأن تشكيل “جيش أوروبي” مشترك، في خطابه في “جامعة السوربون”، في أيلول/سبتمبر 2017، عندما دعا أيضًا “أوروبا” إلى إنشاء ميزانية دفاع مشتركة.

اقتراح مهين جدًا..

وأثارت تصريحات “ماكرون” إستياء الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، فندد “ترامب” بعيد وصوله إلى “باريس”، بتصريحات نظيره الفرنسي حول إنشاء “جيش أوروبي” بوجه قوى مثل “روسيا” و”الصين” وحتى “الولايات المتحدة”، معتبرًا أن اقتراحه “مهين جدًا”.

ولدى وصول “ترامب”، وزوجته “ميلانيا”، الجمعة الماضي، إلى “باريس” للمشاركة في مراسم إحياء الذكرى المئوية لإنتهاء الحرب العالمية الأولى، غرّد الرئيس الأميركي: “لقد اقترح الرئيس ماكرون إنشاء جيش أوروبي بوجه الولايات المتحدة والصين وروسيا”. وأضاف: “هذا مهين جدًا، لكن ربما يجب على أوروبا أن تسدد أولاً مساهمتها في حلف شمال الأطلسي، الذي تموله الولايات المتحدة إلى حد كبير !”.

دافع إضافي لإقامة جيش مشترك..

واعتبر وزير الاقتصاد الفرنسي، “برونو لومير”، أن التغريدة العنيفة لـ”دونالد ترامب” حول الدفاع الأوروبي تشكل “دافعًا إضافيًا” لإقامة جيش مشترك لـ”الاتحاد الأوروبي”، مشددًا على ضرورة أن تؤكد أوروبا “سيادتها”.

وأضاف ردًا على سؤال لإذاعة فرنسا الدولية: “عندما نقرأ هذه التغريدة فإنها، (تشكل)، دافعًا إضافيًا لإقامة هذا الجيش الأوروبي الذي يقترحه إيمانويل ماكرون”.

بيد أن الوزير أضاف أن السؤال اليوم: “ليس ما نرد به على ترامب بل ما لدينا نحن الأوروبيين من إرادة وما نحن قادرون على فعله”.

واعتبر “برونو لومير” أنه على “الإتحاد الأوروبي” أن يكون قادرًا على “الدفاع عن نفسه”، خصوصًا في مواجهة “التهديد الأساسي” الذي يشكله اليوم “الإرهاب”.

وشدد الوزير الفرنسي على أن “أوروبا يجب ان تؤكد اليوم سيادتها، ويجب أن تدافع عن مصالحها الاقتصادية، وعليها أن تؤكد رؤيتها للضرائب العادلة والناجعة”، مؤكدًا مجددًا على إرادته في فرض رسوم أفضل على الشركات العملاقة في المجال الرقمي.

وتابع: “عندما أرى مقاومة فرض رسوم على الشركات الرقمية العملاقة من جانب الإدارة الأميركية، التي تبدي اليوم معارضتها لهذا الإجراء، فهذا سبب إضافي للقيام بفرض هذه الضرائب”.

تأييد روسي وأوروبي..

ورغم إستياء “ترامب”؛ إلا أن الفكرة حصلت على تأييد الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، ورئاسة “المفوضية الأوروبية”.

وأبدت كلٌّ من “ألمانيا، وبلجيكا، وبريطانيا، والدنمارك، وإستونيا، وهولندا، وإسبانيا، والبرتغال، والتشيك”، موافقتهم  على المبادرة الفرنسية لحماية “أوروبا” من التهديدات الخارجية، خاصةً القادمة من “الصين” و”روسيا”.

ودعم رئيس المفوضية الأوروبية، “جان كلود يونكر”، وهو رئيس وزراء سابق لـ”الوكسمبورغ”، فكرة الرئيس الفرنسي بتأسيس “جيش أوروبي”، لتكوين قدرة دفاعية بمعزل عن “حلف شمال الأطلسي”، الذي تهيمن عليه “الولايات المتحدة”.

وقال المتحدث الرئيس باسم المفوضية، “مارغاريتيس سكيناس”: إن “المشروع الجديد للاتحاد الأوروبي يتعلق بالتعاون الخاص بالمشتريات والأبحاث الدفاعية، وكذلك بمهام حفظ السلام الجديدة التابعة للتكتل خارج حدوده”.

وصرح للصحافيين، في إفادة دورية: “المفوضية تطرح كثيرًا من المبادرات والمقترحات للبدء تدريجيًا في بناء هوية دفاعية أكبر وأقوى في هذه الأوقات السياسية الصعبة”، مضيفًا: “لا أعتقد أن هذه الهوية الدفاعية ستبدأ بجيش للاتحاد الأوروبي”.

ومضى يقول: “سنرى في مرحلة ما، ربما في نهاية هذه العملية.. ربما نرى شيئًا يصفه الناس بالفعل بأنه جيش للاتحاد الأوروبي أو حشد الموارد لجعل هذه الهوية الدفاعية للاتحاد الأوروبي أكثر وضوحًا وجدوى”.

فكرة ليست جديدة.. ومن حق أوروبا الدفاع عن نفسها..

واعتبر الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، أن مقترح الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، حول إنشاء “جيش أوروبي موحد” ليس بجديد، مشيرًا إلى أن سعي “أوروبا” لتوفير أمنها بنفسها أمر مفهوم وطبيعي.

وقال “بوتين”، لقناة (آر. تي. فرانس): “فيما يخص إيجاد قوات مسلحة بديلة، أوروبية مشتركة، فإن هذه الفكرة ليست جديدة، والرئيس ماكرون قام للتو بإنعاشها، إلا أن أحد الرؤساء الفرنسيين السابقين، كجاك شيراك، حدثوني بذلك، وهذه الأفكار كانت موجودة قبله”.

وتابع “بوتين”: “إن أوروبا كيان اقتصادي قوي… وبشكل عام، فإنه من الطبيعي أنهم يريدون أن يكونون مستقلين، ومعتمدين على أنفسهم، وذات سيادة في مجال الدفاع والأمن”.

تم تأسيس الدفاع الأوروبي المشترك..

من جانبها؛ أكدت وزيرة الدفاع الألمانية، “أورسولا فون دير لاين”، إن “أوروبا” قد شقت بالفعل طريقًا لتحقيق مطالب “ماكرون”.

وأضافت الوزيرة في “برلين”: “يجب إنشاء جيش أوروبي داخل الاتحاد الأوروبي؛ وليس خارجه. ولهذا السبب قمنا بتأسيس الدفاع الأوروبي المشترك قبل عام”.

قوة مرهونة بحسابات خارجية..

تعليقًا على الاقتراح الفرنسي، قال المحلل السياسي، “هلال العبيدى”: “إن الإليزيه أوضح أن الجيش الأوروبي، الذي تحدث عنه ماكرون، هو ليس موجهًا بالضرورة ضد الولايات المتحدة الأميركية”، موضحًا أن “فرنسا” تعتبر نفسها، مع “ألمانيا”، هي القوة التي تقود دول “الاتحاد الأوروبي”.

مضيفًا: أن “هذه القوة مرهونة بحسابات خارجية ضمن حلف (الناتو)، كذلك فإن تهديدات الرئيس الأميركي بالانسحاب من (الناتو) ومعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية؛ يجعل أمن أوروبا على المحك، لذلك فأوروبا تريد حماية ذاتية لنفسها من خلال التوقيع على مبادرة الجيش الأوروبي المشترك الذي يستطيع قادة هذه الدول من خلاله الوصول لتفاهمات أكثر سهولة من حلف (الناتو)، الذي يتسم بتعقيدات التواصل بين وزارات الدفاع”.

تصريحات “ترامب” بشأن “الناتو” حركت الفكرة أكثر..

من جانبه؛ قال الباحث في العلاقات الدولية والشؤون الأميركية، الدكتور “أحمد سيد أحمد”: “إن فكرة إنشاء جيش أوروبي موحد ليست جديدة، حيث أثيرت من قبل في 2014، وزادت مع ولاية الرئيس دونالد ترامب وتصريحاته المتشككة بشأن (الناتو) والدفاع عن أوروبا”، مضيفًا أن هناك بعض الإعتراضات من قِبل بعض الدول الصغيرة في “الاتحاد الأوروبي” على إنشاء هذا الجيش.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب