الجمهورية الإيرانية .. حلم تشكيل نسخة جديدة من “الحشد الشعبي” في أفغانستان !

الجمهورية الإيرانية .. حلم تشكيل نسخة جديدة من “الحشد الشعبي” في أفغانستان !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

قبل مدة صدّرت صحيفة (الجمهورية الإسلامية)، الصفحة الأولى؛ بتقرير خاص كان سببًا في إثارة الكثير من الجدل، ويتعلق بتشكيل حركة جديدة باسم (الحشد الشيعي)، في “أفغانستان”، بقيادة “حسن حيدري”.

والحقيقة هناك قوات أفغانية تقاتل بـ”العراق” و”سوريا” تحت رعاية (فيلق القدس) و(الحرس الثوري)؛ تُعرف باسم (جيش فاطميون).

وقد دفع خبر (الجمهورية الإسلامية) الكثير من المحللين إلى الإعتقاد في رغبة “الجمهورية الإيرانية” تشكيل قوات مشابه لـ (الحشد الشعبي) العراقي في “أفغانستان”. بحسب (راديو زمانه) الإيراني المعارض.

الأفغان المقيمون في إيران..

تنظيم (الحرس الثوري) للاجئين الأفغان ضمن العناصر العسكرية لا يقتصر على الحرب الأهلية السورية وهجوم تنظيم (داعش) على “العراق”، ولكن إبان الحرب “الإيرانية-العراقية”؛ شكل (الحرس الثوري) كتائب (أبو ذر)، من الأفغان المقيمين في “إيران” للمشاركة في الحرب.

وقبل ذلك شارك الأفغان في الكتائب القتالية: (21 الإمام الرضا) و(نصر خراسان) و(على بن أبي طالب)، ولكن في شتاء 1985م؛ تشكلت كتائب (أبو ذر) من عدد 04 وحدات بقيادة: “محمد رضا حكيم جوادي”.

وعلى الفور اُسندت إدارة هذه الكتائب إلى قيادة معسكر (رمضان)؛ وقد كان يلعب، آنذاك، دورًا مشابهًا لما يقوم به (فيلق القدس).

ولو ننظر حاليًا إلى هيكل (فيلق القدس) فسوف نكتشف أن هذه القوات اتخذت شكلًا أكبر من معسكر (رمضان).

لكن سرعان ما تم حل كتائب (أبو ذر) الأفغانية، ولم يتحدث، حتى الآن، أي مسؤول بـ (الحرس الثوري) عن الأسباب والدوافع الحقيقة لحلها، لأن هذا القرار كان يرتبط بحدث آخر في “أفغانستان”.

وكان الدكتور “نجيب”؛ قد تولى السلطة في “أفغانستان”، عام 1986م، بالتزامن مع التنسيق “الإيراني-الباكستاني” المشترك لاسقاط “أفغانستان”.

وفي هذه الأثناء تشكل جيش (محمد رسول الله) من عناصر كتائب (أبو ذر)؛ للمواجهة ضد حكومة “محمد نجيب الله”.

وبالفعل رفع حوالي 300 من أعضاء كتاب (أبو ذر) راية جيش (محمد رسول الله)؛ ودخلوا في حرب ضد الجيش الأفغاني.

وفي حوار مع “غلام علي حسني”، من كتائب (أبو ذر)؛ وصف الفصائل الجهادية الناشطة في “أفغانستان”: بالخونة والجواسيس لصالح “إيران”، وقال: “للأسف تعرضت عناصر (أبو ذر) للكثير من الأذى. وقد وصف هؤلاء المقاتلون الشجعان بالجواسيس، وحين نزلوا أفغانستان تعرضوا للتعذيب البدني على أيدي فصائل المعارضة”.

عراق آخر في أفغانستان..

والسؤال: هل يشبه الدور الإيراني في “العراق”، مع يحدث في “أفغانستان” ؟..

الحقيقة أن الجار الشرقي لـ”الجمهورية الإيرانية”؛ وإن كان قبل سنوات ساحة تجول لـ (الحرس الثوري) والقوات الأمنية الإيرانية، لكن الوضع مختلف عن “العراق”.

فالتشكيل القبلي والعرقي والديني الأفغاني بمثابة قماشة تتكون من 40 قطعة. والشخصيات الدينية والعرقية والجهادية والسياسية في “أفغانستان” غالبًا ما تحظى بدعم دولة أجنبية أو أكثر؛ ولهم وجود في الجغرافية الأفغانية عكس “العراق”.

وهناك قيادات أفغانية نافذة على الأرض؛ مثل: “عطا محمد نور” و”یونس قانوني” و”عبدالله عبدالله” و”محمد محقق” و”بسم ‌الله محمدي” و”إسماعیل خان”؛ والجنرال “دوستم” والكثير غيرهم.

وكتائب (فاطميون)؛ باعتبارها نواة تشكيل (الحشد الشعبي)، تفتقر وإن امتلكت التدريب والتجهيز للوجوه النافذة في القواعد العرقية، والمذهبية والقبلية الأفغاينة، وستكون على أفضل الأحوال كما كانت كتائب (أبو ذر) مجرد قوات أو قيادات منخفضة الرتبة تعمل تحت قيادة الفصائل الواقعية في “أفغانستان”.

وما يُعرف بتشكيل (حشد شعبي)، في “أفغانستان”، على غرار “العراق”، لا ينطبق في الواقع على “أفغانستان” ويقتصر على التشبيه السطحي، حيث تختلف البلدان في هيكل السلطة، والسياسة، والتاريخ.

طالبان، والمجاهدين، وبقية القصة..

لا يرتبط فشل تشكيل (حشد شعبي)، في “أفغانستان”؛ بالنسيج المجتمعي، وهيكل السلطة والسياسة في البلاد فقط، و”الجمهورية الإيرانية”، باعتبارها أحد الأطراف النافذة في “أفغانستان” لم تبدي ميلًا كبيرًا للفكرة.

وفي حوار مثير للجدل مع “محمد جواد ظريف”، وزير الخارجية الإيرانية، للحديث عن مصير جيش (فاطميون)، وردًا على سؤال بشأن استغلال “إيران”، للمهاجرين الأفغان؛ في حروبها الإقليمية، أجاب: “نحن مستعدون لإرسال قوات (فاطميون) إلى أفغانستان للمساعدة بجانب القوات الحكومية في الحرب ضد (طالبان)”.

وقد كشفت هذه التصريحات عن إتباع “الجمهورية الإيرانية” سياسة الدعم المشروط لـ (طالبان). ومن السمات المشتركة في هذه السياسة، طرد القوات الأميركية من “أفغانستان”، وإقصاء الوجوه الموالية للغرب عن السلطة في “أفغانستان”.

ويبدو أن (طالبان) في المقابل؛ قد وافقت على اقتسام السلطة مع القيادات الجهادية السابقة المحسوبة على “إيران”.

وحاليًا تسعى “إيران” للإطاحة بالسلطة الأفغانية الحالية، واستبدالها بهيكل ائتلافي. ويجب على “أفغانستان” القلق مستقبلًا لا من التكهنات الإعلامية التشبيهات السطحية بتشكيل (حشد شعبي)، وإنما من تشكيل حكومة تقودها بالأساس (طالبان)، وترتبط بـ”باكستان” والقيادات الجهادية السابقة المحسوبة على “إيران”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة