خاص : ترجمة – محمد بناية :
الهجوم العسكري الأميركي على مقر “الحشد الشعبي”، بمحافظة “الأنبار” العراقية، والذي أودى بحياة أكثر من 28 قتيل فضلاً عن عشرات الجرحى، إنما يفضح جزءً من أهداف الإدارة الأميركية ب”العراق” تحت غطاء المظاهرات الاحتجاجية في مختلف المدن العراقية.
والواقع أن الهدف الأميركي، وبعض الدول الإقليمية، من نشر الفوضى بـ”العراق”، هو القضاء على قوى ناشطة مثل، “الحشد الشعبي”، حتى يفقد الشعبية والدعم القانوني. ومن ثم فرض العزلة على الاختيار الشعبي؛ على غرار ما حدث في عهد، “صدام حسين”، وما قبله، وتسليم السلطة إلى من يستجيبون للقرارات الأميركية والسعودية والصهيونية. بحسب صحيفة (الجمهورية الإيرانية).
المحاولات الأميركية للنفاذ..
في حين تتولى الخيارات الشعبية زمام السلطة في “العراق” الحالي، فالقاعدة أن كل من يمتلك صوتًا يحدد المسؤولين. ويعترف الدستور العراقي بحقوق محددة لكل من أتباع المذاهب والطوائف المختلفة؛ بل وحتى أتباع الديانات الأخرى، وعدم التمييز بين الشيعة والسُنة والكُرد والعرب والتُركمان، بل يتمتع أتباع الديانات الأخرى بجميع الحقوق القانونية.
لكن “الولايات المتحدة” اخترعت، بالتعاون مع “الكيان الصهيوني” وبدولارات “سعودية-إماراتية”، تنظيم (داعش) الإرهابي، بحيث يحكمون سيطرتهم على “العراق” و”سوريا”.
فقد أُصيبت “الولايات المتحدة” بالحيرة على خلفية الفشل في تمرير دستورها المفضل في “العراق”، عشية احتلال “العراق” وإسقاط، “صدام حسين”. وحال ذكاء وحكمة المرجعية دون تنفيذ الرغبات الأميركية، وكُتب الدستور بجهود مستمرة من حضرة، آية الله “السيستاني”، على نحو يحفظ استقلال “العراق” ويحظى بالدعم الشعبي ويمنح كل الطوائف وأتباع الديانات والمذاهب حق المشاركة في تقرير مصيرهم.
والآن تتخوف الإدارة الأميركية، وحلفاءها بالمنطقة، إزاء عدم القدرة على تسكين المحسوبين عليها في الهيكل الحكومي، وتعتمد للاستفادة من الاضطرابات بغرض إجراء تغييرات أساسية على هذا الهيكل وفتح طرق للنفوذ.
خطورة إجراء انتخابات مبكرة..
في غضون ذلك؛ يصب للأسف بعض قادة الأحزاب الشيعية المتطرفة المياه في مستنقع العدو بإجراءات تخالف الضوابط، ويهيئون الأجواء أمام تحقيق أهداف الأجانب. فإجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة، والمطروح حاليًا على جدول الأعمال، من جملة الإجراءات التي سوف تضُر بالأحزاب والتهدئة العراقية. وهذه الخطوة؛ فضلاً عن أنها سوف تغرق “العراق” في حالة من عدم اليقين مدة أشهر، سوف تضع المزيد من التحديات أمام هيكل السلطة لا أحد يعلم متى يتخلص العراقيون من شرارها.
و”العراق” يحتاج حاليًا إلى مكافحة فورية ضد الفساد الإداري أكثر من أي وقت مضى، ومواجهة الأزمات الاقتصادية والمواجهة الجادة ضد الإرهاب، الذي مازال يطبق على “العراق”.
وللأسف تعاني الأحزاب من الاختلاف والتشتت بدل أن تتحد في مواجهة هذه المشكلات، وبهذا يتم تأجيل الحلول إلى زمن غير معلوم.
في ظل هذه الأجواء؛ أساءت “الولايات المتحدة” استغلال الفرصة وهاجمت مقرات “الحشد الشعبي” للثأر من العناصر التي خلصت “العراق” من شرور تنظيم (داعش) الإرهابي؛ والأغراض “الأميركية-الصهيونية” المشبوهة.
وقد نشرت الإدارة الأميركية بيانًا بمناسبة الهجوم، وذكرت أن الهدف من الهجوم هو الانتقام من “إيران”، وكتبت في تبرير هذه الإدعاء: “تأتي هذه الحملة كرد على الهجمات المتكررة على القواعد التي تستضيف قوى التحالف … و(كتائب حزب الله) على علاقة قوية بإيران؛ ومنها تحصل على الدعم”.
والواضح أن هذا عذر غير مبرر يستهدف تبرير الجريمة التي نفذتها “الولايات المتحدة” ضد القوات العراقية على أرض “العراق”. والأهم أن أساس وجود القوات الأميركية في “العراق”، هو إعتداء واضح على السيادة الوطنية الشعبية العراقية، ويجب تقديم المسؤولين الأميركيين إلى القضاء بتهمة إنتهاك السيادة العراقية.
هذه الغطرسة الأميركية تؤكد عدم وجود أي بديل عن اتحاد الأحزاب والسياسيين العراقيين للمحافظة على استقلال وسيادة البلاد. وأن قناعتهم بالحقوق القانونية المنصوص عليها في الدستور كفيل بتوفير الهدوء وإحباط مخطط الأجانب.