20 أبريل، 2024 4:04 ص
Search
Close this search box.

“الجمهورية الإسلامية” .. خسارة “تريزا ماي” خسارة لـ”أميركا ترامب” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: ترجمة – محمد بناية :

تنحت “تريزا ماي”، رئيس وزراء بريطانيا، عن السلطة ومن المقرر أن تتقدم باستقالتها، يوم 7 حزيران/يونيو المقبل.

حيث واجهت “ماي” هزيمة ثقيلة؛ بعد الفشل للمرة الثالثة في إقناع “مجلس العموم” البريطاني بخصوص مشروع الانسحاب من “الاتحاد الأوروبي”، (البريكست)، وأقرت بالنهاية أن عليها التخلي عن رئاسة “حزب المحافظين” ومنصب رئيس وزراء “بريطانيا” لشخص آخر. بحسب صحيفة (الجمهورية الإسلامية) الإيرانية.

الإنهيار لبريطانيا والاتحاد الأوروبي..

والواقع؛ أن فشل رئيسة وزراء “بريطانيا” هو بمثابة هزيمة كبرى لكل أنصار الانسحاب البريطاني من “الاتحاد الأوروبي”. وقد بذل، حتى أنصار هذا التوجه، كل إمكانياتهم على مدى ما يقرب من ثلاث سنوات، بغرض تهيئة أجواء تنفيذ مشروع، (البريكست)، بأي ثمن، ولكن يحصلون على نتائج قليلة مهما إزدادت محاولاتهم.

وهذه الظاهرة تجعل “بريطانيا” على وشك السقوط، حيث دول مثل؛ “إيرلندا” و”أسكتلندا” و”إقليم ويلز”،  “الاتحاد الأوروبي”، إلى البقاء والاستمرار، حتى بعد انسحاب “بريطانيا”، ومن ثم فقد تهيأت أجواء تفكيك هذه المجموعة وتداعي “بريطانيا”.

علاوة على ذلك، تعارض جميع الدول أعضاء “الاتحاد الأوروبي”، لا سيما الدول الرائدة مثل “ألمانيا” و”فرنسا” بشدة سياسات “لندن”، حيث تتطلع بالتعامل الجاد مع “بريطانيا” إلى تسوية الأزمة قبل الانسحاب البريطاني للحد من الأضرار التي سوف يتعرض لها الاتحاد.

ولم تحظى غرامة الـ 60 مليار يورو بقبول الحكومة البريطانية، خلال السنوات الأخيرة، لكن الاتحاد يسعى بتلك السياسات المتشددة ضد “بريطانيا” للحيلولة دون تكرار تجربة، (البريكست)، حتى لا يساور الآخرين رغبة الانسحاب من الاتحاد.

تحقيق أهداف “ترامب” في تفكيك الاتحاد الأوروبي..

وأكثر ما يثير حساسية ومخاوف “الاتحاد الأوروبي”؛ هو أجواء “دونالد ترامب”، (السياسية-الدعائية)، بخصوص (البريكست)، والتي تعكس توافق أنصار (البريكست) الرئيسيين مع سياسات “ترامب” المعادية لـ”أوروبا”، وأنهم بصدد تنفيذ مشاريع “واشنطن” طويلة المدى ضد وجود “الاتحاد الأوروبي” بل والقضاء عليه وعلى العملة الأوروبية الموحدة.

وكان “دونالد ترامب”؛ قد طالب مرارًا، خلال المنافسات الانتخابية، بسقوط “الاتحاد الأوروبي” والقضاء على “اليورو”، ولم يخفي هذه الميول المعادية لـ”أوروبا” حتى بعد الإقامة بـ”البيت الأبيض”. ولم يتورع عن تكرار رغبته في انسحاب “فرنسا”، وسائر الدول الأوروبية من الاتحاد، ودعّم حفّز الفرنسيون على إتباع “بريطانيا” والانسحاب من الاتحاد.

من ثم؛ فإن فشل “تريزا ماي” و”حزب المحافظين”، بـ”بريطانيا”، في هذه اللحظة الراهنة، هو بمثابة فشل كبير لـ”أميركا ترامب” أيضًا، فشل في تحقيق رغبته بتفكيك “الاتحاد الأوروبي”. وخلال السنوات الأخيرة؛ قدم “دونالد ترامب” الكثير من الوعود للحكومة البريطانية بتوطيد العلاقات، لكن خاضت “بريطانيا” من جهة تجربة الفشل في الانسحاب من “الاتحاد الأوروبي”، ولم ولن تنجح من جهة أخرى في تحقيق أي من وعود “واشنطن” بأوضاع “سياسية-اقتصادية-تجارية” أفضل مع “الولايات المتحدة”.

ويطالب، طيف كبير من البريطانيين، باستمرار التواجد في “الاتحاد الأوروبي” وهم يعتقدون أن حكومة المحافظين استخدمت الحيل والسياسات المخادعة في استفتاء، (البريكست)، وخدعت الرأى العام في مرحلة إتخاذ القرار على مستقبل العلاقات مع “الاتحاد الأوروبي”.

لكن الأهم أنه في حال عودة “بريطانيا” إلى “الاتحاد الأوروبي”، فسوف يُنظر لها دائمًا بعين “الجزء غير المتناسب” والسعى أكثر من أي وقت مضى للتعامل معها باعتبارها “عضو مؤقت”. ولا يجب تجاهل أن “بريطانيا” كانت تقريبًا تعارض باستمرار قبل (البريكست) سياسات “الاتحاد الأوروبي”؛ ولم ترفض فقط العملة الأوروبية الموحدة، “يورو”، وإنما لم تكن على استعداد للحصول على عضوية منطقة “شنغن” والقبول باتفاقية “ماستريخت” وتبعاتها.

والحقيقة أن حيرة “بريطانيا”، اليوم، هي نتاج السياسات الخاطئة بالتتبع الأعمى لـ”الولايات المتحدة” ما أدى إلى تراجع مكانة الحكومة البريطانية باعتبارها زائدة أميركية مثيرة للخجل، وأضحت أداة تنفيذ السياسات الأميركية المعادية لـ”أوروبا”.

والسؤال الذين يتعين على المسؤولين الإجابة عليه : ما هي مكاسب “لندن” من مثل هذا السلوك ؟

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب