خاص : ترجمة – محمد بناية :
بالتوازي مع تغاضي الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، يقوم ولي العهد السعودي، “محمد بن سلمان”، بجولة إقليمية إبتدأها بزيارة “البحرين”، حتى تكتمل جهود الإدارة الأميركية لتنقية وتطهير الوجه الرئيس في مقتل، “جمال خاشقجي”، وآلاف اليمنيين.
ولقد دعت بعض الشعوب الإسلامية إلى الحيلولة دون استقبال “بن سلمان” في بلدانهم؛ بالتوزاي مع تجاهل “دونالد ترامب” تصاعد وتيرة الاحتجاجات ضد جرائم ولي العهد السعودي.
“المجنون” فقط من يدافع عن “بن سلمان”..
وبحسب افتتاحية صحيفة (الجمهورية الإسلامية) الإيرانية، فقد وصف “ليندسي غراهان”، السيناتور الجمهوري المعروف بالولايات المتحدة، “بن سلمان”، بالمجنون، ضمن انتقاداته الحادة لمواقف “ترامب”. وقال: “المجنون فقط يقدم مثل تلكم الإمتيازات له، (أي ترامب)”.. علاوة على ذلك فقد وصف الكثيرون، سواءً داخل “الحزب الجمهوري” أو الحزب المنافس، أداء “دونالد ترامب” إزاء جريمة قتل “جمال خاشقجي”، بـ”غير المقبول”، وطالبوا بالمواجهة الجادة والحاسمة مع جرائم “بن سلمان”..
وكانت وسائل إعلامية أميركية وأوروبية قد ذكرت أن “دونالد ترامب” طلب إلى الـ (سي. آي. إيه) و”وزارة الخارجية الأميركية” تقديم تقارير موجهة عن جريمة قتل “جمال خاشقجي” بالشكل الذي يصرف سهام الهجوم عن “بن سلمان” ونسبة الجريمة، بموجب رغبة “ترامب”، إلى “عناصر مارقة”، إلا أن تقرير الـ (سي. آي. إيه) أشتمل على جملة ملائمة؛ وهي أن تنفيذ هكذا جريمة ما كان ليحدث بدون أمر أو موافقة “بن سلمان”.. في حين جاء موقف “وزارة الخارجية”، وتحديدًا، “مايك بومبيو”، متقارب من موقف “ترامب” وأفتقر إلى التأكيدات الازمة لتقديم “بن سلمان” باعتباره المسؤول عن جريمة قتل “خاشقجي” بشكل حاسم. وبغض النظر عن تلكم الملاحظات السياسية، فقد أصبح “ترامب” حاليًا شريكًا لـ”بن سلمان” في الجريمة، وهو يسيء استغلال أي فرصة للتغطية على الحقائق الواضحة.
استعراضات غسل السمعة..
من جهة أخرى؛ بجولته في “الإمارات” و”البحرين”، والمشاركة في بعض المحافل السعودية، يحاول “بن سلمان” بتلكم الاستعراضات أن يعيد الأوضاع إلى حالتها العادية. وهذه الترتيبات تؤكد أنه من غير المتوقع أن يشهد البلاط السعودي الفاسد أي مساءلة بشأن جرائم “بن سلمان”، وإنما سوف يحصل بسهولة على فرص جديدة للإستفادة من الأساليب الخداعية والعمل على تنقية تطهير الشخص الذي إرتكب أقذر جريمة.
وما يحوز الأهمية هنا؛ هو موقف “دونالد ترامب”، الذي يسعى لإخفاء مثل هذه الجرائم. لأن معايير الرئيس الأميركي، “ترامب”، تنحصر في المصالح المادية، وهي ليست معايير جديدة مطلقًا، وإنما لطالما تبنت “واشنطن” هذه السياسة تجاه جميع الأنظمة الفاسدة حول العالم، ولكن لم تكن بمثل هذه الوقاحة قبلاً.
وليت “ترامب” أعرب عن أمله في عدم تكرار مثل هذه الجريمة، من باب المحافظة على الشكل الظاهري للقضية، لكن ما يقوله “ترامب” هو بمثابة “شيك على بياض” لـ”السعوديون”، وتحديدًا “بن سلمان”، يفيد أن “واشنطن” سوف تعمل بمقتضى مصالحها حال تكرار هذه الجريمة البشعة مستقبلاً، وأنها سوف تغطي على جرائم الأنظمة الفاسدة والمحمية مع تعهد التغاضي عمدًا عن كل شيء.
ولذلك ليس من قبيل الصدفة أن قطاعًا عريضًا من الأنظمة الخانعة لـ”الولاية المتحدة” قلما يولي أهمية للرأي العام وجرائمهم المعلنة والسرية، بل إنهم يرتبكون هذه الجرائم أمام الكاميرات. والملاحظة الحيوية أن جريمة مقتل “خاشقجي” تحتل المرتبة الأخيرة في قائمة جرائم “آل سعود”، وهي وإن كانت كبيرة، لكن لا يمكن مقارنتها بالجرائم “السعودية” في “اليمن وسوريا والعراق والبحرين”.
في ظل هذه الأوضاع؛ قلما تولي “أميركا ترامب” الأهمية لإنعكاسات جرائم هذه الأنظمة الخانعة والخاضعة للسيادة الأميركية، بينما تزداد الجرائم الأميركية التي تتعارض والإنسانية بين شعوب العالم، بحيث لم يعد بمقدور “ترامب” وأصدقاءه التغطية على هذه الجرائم.