خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
بخلاف الرفض الشعبي على مستوى العالم؛ والإدانات الشعبية المتوالية على مدار العام الماضي على خلفية جرائم الإبادة في “غزة ولبنان”، دانت الحكومات هجوم “الكيان الصهيوني”؛ صباح السبت 26 تشرين أول/أكتوبر 2024، على عدة مناطق إيرانية في محافظات “طهران، وخوزستان، وإيلام”. بحسب تقرير أعدته ونشرته صحيفة (الجمهورية الإسلامية) الإيرانية.
دول أدانت العدوان منذ ساعاته الأولى..
وعقب الهجوم مباشرة دانت بشدة أكثر من ثلاثين دولة في “آسيا، وإفريقيا، وأوروبا” هذا الاعتداء. وكانت “باكسـتان، واليابان، وسـورية، ولبنان، واليمن، ومصر، إندونيسيا، وماليزيا، والسعودية، وعُمان، وقطر، والبحرين، وتركيا، والعراق”، التي نشرت في الساعات الأولى من الاعتداء العسكري الصهيوني، البيانات والتصريحات التي تُدين هذا الكيان.
و”السويد” أيضًا من بين الدول الأوروبية التي انضمت إلى الفريق الذي أدان العملية الإسرائيلية. كما أدانت الحكومات الليبية، والجزائرية، والموريتانية، و”تونس، وفنزويلا، وإفريقيا الجنوبية، والمالديف”، العملية الإسرائيلية، وأنها تتعارض مع الميثاق الدولي. ومن المحافل والمنظمات الدولية كذلك، نشر أمين عام “الأمم المتحدة”، و”مجلس التعاون الخليجي”، و”رابطة العالم الإسلامي”، البيانات التي تُدين “الكيان الصهيوني”.
رسائل الإدانات الدولية الواسعة..
وهذه التحركات السياسية العاجلة أثبتت حقيقتين على الأقل، الأولى: أن الحق كان في جانب “الجمهورية الإيرانية”؛ التي قامت بحركاتها وفق الحق القانوني المعروف دوليًا، وأنها التزمت الضوابط والمقاييس المعروفة.
الثانية: أن اعتداء “الكيان الصهيوني” تم بدون التزام بالمقررات الدولية، وأن هذا الكيان يرتكب أي خطأ يريده.
والملاحظة الجديرة بالاهتمام؛ أن هذا الموقف قد يمُثل نوعًا من التطور في رؤية السلطة العالمية للوقائع؛ حيث قرر المسؤولون في الدول المختلفة كسر الصمت وإدانة الوحشية، مع استمرار جرائم “الكيان الصهيوني” وانتقالها إلى دول أخرى غير “فلسطين”، وتنشر التوتر في عموم الشرق الأوسط دون حسيب أو رقيب، ودون أدنى التزام بالقوانين الدولية؛ حتى أن هذا الكيان لم يرحم “قوات حفظ السلام الدولية”، وهاجم مقر هذه القوات، وتخريب محتوياتها، وقتل هذه القوات ذات الحصانة الدولية، ضاربًا عرض الحائط بالقوانين الدولية المقبولة من جميع حكومات العالم.
وقد اتبع االصهاينة نفس هذا السلوك الوحشي مع المراسلين، كما لم يرحم المستشفيات والمرضى في المراكز الطبية، وشردهم واللاجئين في الخيام وحتى في مراكز “الهلال الأحمر” الإغاثية.
جرائم الكيان الصهيوني بلا حسيب أو رقيب !
وحتى الآن قتل “الكيان الصهيوني” الآلاف من عناصر “قوات حفظ السلام”، والمراسلين، والإغاثيين، والأطباء، وطواقم التمريض، والمرضى، دون اعتناء المسؤولين الصهاينة باحتجاجات المنظمات الدولية مثل “الأمم المتحدة”.
من جهة أخرى، تمكنت “محكمة العدل الدولية” من الفصل في شكوى حكومة “إفريقيا الجنوبية” ضد جرائم “بنيامين نتانياهو” ورفاقه في الجيش والحكومة الإسرائيلية، وتجريمهم، وتهديدهم بالملاحقة حتى أن قاضي هذه المحكمة تعرض لغضب اللوبي الصهيوني في الغرب و”الولايات المتحدة”، وعزله من منصبه بعد إصدار عقوبة ضد قادة “الكيان الصهيوني”، والمطالبة باعتقال رئيس الوزراء الصهيوني، وجنرالات جيش الاحتلال !!
هذه الواقعة المؤسفة إنما تكشف عن الفساد الواسع والعميق في طبقات الحكم العالمي المختلفة، والدعم غير المشروط لمرتكبي الجرائم على المستوى الدولي، وعدم فائدة المؤسسات والمحافل الدولية؛ بل و”محكمة العدل الدولية”.
وفي ضوء هذا الوضع المحزن الذي يُعاني منه العالم المعاصر، ينبغي التفاؤل بإجراء أكثر من (30) دولة حول العالم، إدانة العدوان العسكري الصهيوني على “إيران”، وغيرها من جرائم كيان الاحتلال.
وهذه خطوة إيجابية في اتجاه تعاون الحكومات مع الشعوب لمكافحة القسوة، والجريمة، والسير على طريق التحالف المناهض للصهيونية.
ويجب على جهاز الدبلوماسية الخارجية الإيرانية، أن يستغل هذا الحدث الإيجابي بذكاء، ومحاولة تطويره. ويجب أن يكون اللجوء إلى الدبلوماسية لاستئصال الورم السرطاني الصهيوني من المنطقة، مبدأ رئيسًا على جدول أعمال الجهاز الدبلوماسي. وهذا هو الطريق الذي سينجح إذا أخذ على محمل الجد.