11 فبراير، 2025 7:44 م

“الجمهورية الإسلامية” تكشف .. لعبة “ترمب” مع غزة ولبنان !

“الجمهورية الإسلامية” تكشف .. لعبة “ترمب” مع غزة ولبنان !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

طلبت مندوب الرئيس الأميركي للبنان؛ “مورغان أورتاغوس”، خليفة “عاموس هوكشتاين”، في لقاء مع الرئيس اللبناني؛ “جوزيف عون”، حظر مشاركة (حزب الله) في الهيكل الحكومي اللبناني الجديد، وقالت: “تمكنت إسرائيل من هزيمة (حزب الله)، ونحن نُعرب عن شكرنا العميق للكيان الإسرائيلي على هذا العمل الكبير”. بحسّب افتتاحية (الجمهورية الإسلامية) الإيرانية.

وفضلًا عن التدخل الواضح في الشأن اللبناني الداخلي، فقد كلفت الرئيس؛ “عون”، بتفعيل مشروع “الولايات المتحدة” بشأن نزع سلاح (حزب الله)، كشرط للحصول على الدعم الأميركي للحكومة اللبنانية الجديدة، وأبلغته أن بقاءه في منصب الرئاسة مرهون بتنفيذ هذه المطالب الأميركية.

خطة “ترمب” لقطاع غزة..

وبعد فترة قصيرة على مداخلات مندوب “ترمب” في الملف اللبناني، توجه وزير الخارجية الأميركي؛ “ماركو روبيو”، إلى الشرق الأوسط، والتقى قادة “الكيان الصهيوني” لمتابعة مخطط الرئيس الأميركي الاستعماري الرامي إلى تهجير سكان “غزة” الفلسطينيين.

وفي إطار هذه الخطة يعتزم “ترمب” السيطرة على شريط “غزة” على ساحل “البحر المتوسط”، وطقسه الجيد، وموقعه المناسب للرحلات السياحية، ويهدف إلى تعزيز أعماله المربحة وزيادة ثروته التي جاءت بسهولة عبر تشييّد الأبراج في “قطاع غزة”.

ردود فعل حاشدة..

وقد تعرضت مداخلات “ترمب”، في الشرق الأوسط؛ لا سيّما خطته الشريرة لتهجير شعب “غزة”، لردود أفعال كبيرة على المستوى العالمي، حتى داخل “الولايات المتحدة” نفسها، اعترض بعض نواب مجلسي “الشيوخ” و”الكونغرس” على طلبه واعتبروه مخالفًا للقوانين الدولية، وسعوا إلى استجوابه.

علاوة على ذلك؛ خرجت جميع الولايات الأميركية الخمسين في مظاهرات حاشدة احتجاجًا على إجراءت “ترمب” ضد شعب “غزة”، ووحدة “كندا، وغرينلاند، وبنما”، وسائر مداخلاته في شؤون الدول المختلفة، وطالب بعض المتظاهرين بتنحيته عن السلطة.

العودة إلى منهج الاستعمار القديم !

المَّلفت أن معارضة “ترمب” أصبحت موجة دولية اجتاحت العديد من أنحاء العالم، وتحولت إلى إجماع شعبي ضد الرئيس الأميركي الطامع الذي جعل من الهيمنة العالمية نهجًا له. ويشَّعر شعوب وقادة دول العالم أن “ترمب” عاد مرة أخرى إلى الاستعمار القديم، بعد أن كان يتبع الاستعمار الجديد الذي هو منهج القوى الغربية في القرن الأخير، وهو يسعى الآن إلى احتلال أراضٍ في قارات مختلفة. لكن جنونه الطفولي لن يدخل حيز التنفيذ وسوف يُضطر للتراجع عن كافة المناطق التي يطمع فيها.

جهله بطبيعة الشعوب الغزاوية واللبنانية..

ومن الواضح تمامًا أن الشعب الغزاوي؛ الذي قدّم مقاومة منقطعة النظير ضد جيش “الكيان الصهيوني” الدموي على مدار (16) شهرًا، لن يرضخ مطلقًا للطغاة.

والواقع أن فكرة “ترمب” عن الفلسطينيين؛ بشكلٍ عام والغزاويين بشكلٍ خاص، ساذجة جدًا وبعيدة عن الواقع المرتبط بهذا الشعب الشجاع والصلب. ويتضح من خلال تصريحات وإجراءات الرئيس الأميركي غير المتزن، أنه يفتقر كذلك إلى الإلمام الكافي بالشعب اللبناني، تمامًا كجهله بطبيعة سائر الشعوب.

وهو يفتقر إلى قُدرة فهم واستيعاب الحقيقة الواضحة المتعلقة بالشعب الغزاوي، الذي لم يرضخ للأجانب رغم مقتل أكثر من: (50) ألف نسمة، وتدمير أكثر من: (80%) من القطاع، وتحمّل أشهر من الجوع والعطش، وهي أنه لا يملك القدرة على إبعاد هكذا شعب عن موطنه.

خسارة مؤكدة..

وطلب “ترمب” إلى قادة “الأردن ومصر” استقبال شعب “غزة”؛ إلا أن كلاهما امتنع عن قبول هذا الطلب، وقال أحد نواب البرلمان المصري: “اقترح (ترمب) على الجنرال (عبدالفتاح السيسي) رشوة بقيمة (250) مليار دولار؛ لقاء استضافة شعب غزة في مصر، تمامًا كما قيل لولي العهد السعودي: تمتلك المملكة صحاري واسعة تصلح لإقامة دولة للفلسطينيين” !.

هكذا أفكار لا يُمكن أن تصدَّر إلا عن عقل معيب لدرجة أنه يُريد فصل أمة عن وطنها واستبدالها بعصابة عنصرية محتلة.

ومما لا شك فيه أن “ترمب” لن ينجح في تنفيذّ هكذا مشروع استعماري، كما ستشفل تدخلاته في “لبنان”، التي تتعارض مع المصالح الوطنية للشعب، والمدَّرجة في أجندته. فالشعبان الفلسطيني واللبناني يملكان سجل تاريخي يتمثل في رفض الأجانب، وهو الفصل الأبرز في تاريخهما. ومؤكد سيخسر “ترمب” في اللعبة مع “غزة ولبنان”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة