8 أبريل، 2024 9:30 ص
Search
Close this search box.

“الجمهورية الإسلامية” ترصد .. 1402 شمسي عام سقوط الإنسانية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

نحن شعوب العالم؛ تابعنا خلال العام الشمسي المنصرم 1402هـ. ش، واحدة من أكبر الضربات الأخلاقية، والقانونية، وانتهاكات حقوق الإنسان. بحسّب افتتاحية صحيفة (الجمهورية الإسلامية) الإيرانية.

وبقدر ما كانت هذه الضربة عميقة يمكن اعتبارها سّقطة إنسانية. وما حدث خلال هذا العام؛ قوض كل البُنى التحتية للعلاقات العالمية والقوانين والمقررات الدولية، وفضح عدم فائدة المجامع الدولية؛ لا سيما منظمة “الأمم المتحدة” أكثر من أي وقتٍ مضى.

جرائم الإبادة في “غزة”..

ذلك أن وحشية وقسّوة الصهاينة في “غزة”؛ على مدار الأشهر الست الماضية، واستشهاد أكثر من: (32) ألف بريء، وإصابة أكثر من: (80) ألف آخرين، وتخريب آلاف المساجد والمدارس والجامعات والمراكز العلاجية والخدمية ومئات الآلاف من المنازل على رؤوس ساكنيها، يُمثل واحدة من الجرائم منقطعة النظر في التاريخ.

وأفظع جزء في هذه الجريمة، افتخار الصهاينة باستهداف الأطفال في أحضان الأمهات، وقتل النساء الحاملات. والأعجب أن يُفتي حاخامات الصهاينة بضرورة ارتكاب مثل هذه الجرائم، ويسّعدون بسّماع أخبار هذه المجازر، لا سيما قتل النساء والأطفال.

رد فعل المجتمع الدولي..

على المستوى العالمي؛ انقسّمت ردود الأفعال على جرائم الصهاينة إلى نوعين مختلفين، وكلاهما يسّترعي الانتباه والاهتمام، الأول: تضامن الشعوب حول العالم مع شعب “غزة” والاعتراض بشدة على جرائم الإبادة الصهيونية، والمطالبة بتحرير “فلسطين”.

الثاني: انقسم رد فعل الحكومات إلى ثلاثة أقسام، فالأول دخل المشهد دعمًا للفلسطينيين واتخذوا كل أشكال المواجهة ضد “الكيان الصهيوني”. الثاني: أعلن دعم “فلسطين” والاعتراض على جرائم الصهاينة من خلال إجراءات قانونية شملت قطع العلاقات مع هذا الكيان. الثالث: التجاهل أو تقديم الدعم والمسّاندة لـ”الكيان الصهيوني”، ويُشّكل هذا التيار للأسف أغلب الحكومات؛ ويشمل الكثير من الدول الإسلامية.

وهذا أمر غير طبيعي للغاية؛ ويعكس جبُّن وخضوع قادة الدول الإسلامية. والأهم في كل ما سّبق، هو استياء الشعوب في الدول الإسلامية؛ وبخاصة العربية، بشدة من جبُّن وعدم مبالاة حكامهم؛ إذ لم تسمح الحكومات للشعوب في الكثير من هذه الدول حتى بإقامة المظاهرات، والصدام مع كل من تسّول له نفسه الخروج دعمًا للغزاويين والكفاح ضد “الكيان الصهيوني”.

ويُعبر الكثير من أبناء النخبة في العالم العربي، والصحافيين، والمفكرين، عن آرائهم ووجهات نظرهم بشكلٍ مستقل، ويفضحون جرائم “الكيان الصهيوني” عبر وسائل الإعلام. وهذا الوضع يؤسس لانفجار سياسي في العالم العربي، قد يُفضي إلى مواجهة دامية بين الشعوب والحكام في العالم العربي.

دور أميركا والغرب..

من الوقائع الأخرى المخجلة في الحرب على “غزة”، دور قادة الدول الغربية؛ وبخاصة “الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا”، في استمرار الجرائم الصهيونية، والدعم المالي، والسياسي، واللوجيستي، والدعائي الشامل لـ”الكيان الصهيوني”.

وقد أثبتت هذه الحرب مقولة قائد الثورة؛ آية الله “الخميني”، قبل خمسين عامًا عن “الولايات المتحدة الأميركية، وأن تسّميته لها: بـ”الشيطان الأكبر”، يتطابق والواقع تمامًا، كما أن وصف: “الغدة السرطانية بالمنطقة”؛ يصّدق تمامًا على “الكيان الصهيوني”.

الحرب “الروسية-الأوكرانية”..

من الأحداث الأخرى التي مثلت سقوطًا للإنسانية خلال العام الشمسي 1402هـ. ش، استمرار الحرب الأوكرانية والتي بدأت بالاعتداء العسكري الروسي على “أوكرانيا”، وطوّت عامها الثاني بالمخالفة لما وعد قادة (الكرملين) بتحقيق النصر في فترة وجيزة.

تلك الحرب التي خلفّت مئات الآلاف من القتلى وكم هائل من المصابين والمعاقين والمشّردين. وبغض النظر عن شكل نهاية هذه الحرب، فإن الخاسر الحقيقي سيكون “روسيا وأوكرانيا”؛ وليس الـ (ناتو) و”الولايات المتحدة وأوروبا”.

في إيران..          

وفي “إيران” لم تختلف للأسف السياسات الداخلية، والخارجية، والاقتصادية، والثقافية خلال العام 1402هـ. ش، ونشرت وسائل الإعلام التي لعبت دور النقاد المنصف، الكثير من المواد الإعلامية، لكن أثبت المسؤولون من جديد أنهم لا يقبلون النقد.

ومع ارتفاع معدلات التضخم، والغلاء الفاحش، والاعوجاج الثقافي والاجتماعي، فالله وحده يعلم المصير الذي ينتظر بلادنا.

وقد وجّه المرشد الأعلى ببث الأمل، وكأنما لا يعلمون أن الأمل ينبثق عن أداء المسؤولين لا بالكلام. وعليهم أن يفهوا حقيقة أن الأمل لا يزهر بالقرارات، وإنما يجب أن يرى المواطن انعكاسات مظاهر الأمل في حياته.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب