خاص : ترجمة – عبدالرحمن محمد عبدالعظيم :
وصف وزير خارجية الصين، “وانغ يي”، الإدارة الأميركية، بأنها العامل الأكبر في حالة الاضطراب التي يعيشها العالم، وقال: “تسيء واشنطن استغلال الإمكانات الحكومية في تدمير وإنهاك مصالح كافة دول العالم”.
ورغم أن الوزير الصيني كان يتحدث بشكل أساس عن تضاد المصالح الصينية والأميركية؛ وتحديدًا الحرب “الاقتصادية-التجارية” للطرفين واحتجاجات “هونغ كونغ”، إلا أن دور “الولايات المتحدة” التخريبي لا يقتصر فقط على “الصين”. ولكن إزدادت وتيرة هذا الدور التخريبي، على الساحة العالمية على نحو أثار قلق السياسيين والعسكريين الأميركيين وعدد كبير من حلفاء “واشنطن” ودفعهم إلى الاعتراض. بحسب صحيفة (الجمهورية الإسلامية) الإيرانية.
من أجل النفط..
ورغم أن سياسات وتدخلات “الولايات المتحدة” في الشرق الأوسط ليست جديدة، إلا أنها إتخذت مسارات مثيرة للتعجب تحت إدارة، “دونالد ترامب”، الذي وإن إدعى انسحاب القوات الأميركية من “سوريا”، فقد دخلت “سوريا” قوافل عسكرية جديدة، خلال الأيام الماضية، لاحتلال المناطق والمنشآت النفطية السورية.
وتحوز هذه الملاحظة أهمية بالغة من حيث تعلق “ترامب” بالنفط، بحيث يقول بكل وقاحة أنه يحب رائحة “النفط” !..
والواقع أنه مشغول بالسطو على الثروات النفطية السورية، وحذر من قسوة رد الفعل على أي محاولة للسيطرة على المصادر النفطية شرقي “الفرات”. ورغم أن خطاب “ترامب” لم يكن موجهًا لمخاطب بعينه، لكن يبدو أنه كان موجهًا للحكومة الروسية والجيش السوري؛ على خلفية قصف القوات الروسية مرارًا قوافل شاحنات النفط السوري، (التي سرقها تنظيم داعش)، بإتجاه “تركيا”.
أضف إلى ذلك، أن مبعوث “كوريا الشمالية” في منظمة “الأمم المتحدة” كان قد وصف أداء الإدارة الأميركية، حيال الزعيم الكوري، بـ”الخيانة”، وقال: “لم نرى من الولايات المتحدة سوى الخيانة، ولن نسمح باستمرار هذا الوضع المتذبذب”.
“ترامب” يدمر المنطقة..
في الوقت نفسه، ندد “العراق”، حكومةً وشعبًا، بزيارة نائب الرئيس الأميركي، “مايك بنس”، غير القانونية إلى “العراق”، لما تمثله من إنتهاك واضح للسيادة العراقية بعد زيارة الأخير لـ”أربيل”؛ دون تنسيق مع الحكومة المركزية في “بغداد”.
وبالتالي يتعارض الدور الأميركي في دول: “سوريا” و”العراق” و”ليبيا” و”لبنان” و”الخليج”؛ مع مصالح شعوب المنطقة وأتاح لـ”الولايات المتحدة” عمليًا القيام بما تشاء، بل لم تعد تعبأ أساسًا بالمعارضة والمواجهة بين الشعوب والحكومات. بل يشكو شركاء “الولايات المتحدة”، تجاريًا واقتصاديًا، من أداء، “ترامب” ويستشعرون المرارة جراء فرض “الولايات المتحدة” مخططاتها عليهم، وإجبار سائر دول العالم على تطبيق القرارات الأميركية من خلال سياساتها وقوانينها عابرة الحدود، بحيث لا يملكون خيارًا سوى التتبع الأعمى لـ”الولايات المتحدة”.
والأفضل، بعد مراجعة الدور الأميركي التخريبي في تكوين وتنظيم وتزويد طيف كبير من الشبكات الإرهابية حول العالم، التوعية بأن “الولايات المتحدة” هي المصدر الرئيس “للإرهاب الحكومي” ومفتاح انفجار الكراهية والشر على المقياس العالمي.
والواقع لقد جندت “الولايات المتحدة”، (باستغلال قواعد بياناتها)، بالواقع عددًا كبيرًا من التنظيمات الإرهابية ناهز 85 دولة حول العالم، بما فيها (داعش) و(القاعدة) و(طالبان)؛ وغيرها من التنظيمات الإرهابية السرية على اختلاف إمكانياتها.
إن العمل على زعزعة استقرار الحكومات والضغط “السياسي-الاقتصادي-النفسي” على الشعوب، لا يقتصر على الدول التي لا تقع تحت نطاق التأثير الأميركي، وإنما يتعداها إلى الدولة الحليفة مثل: “تركيا” و”العراق” وطيف من الدول العربية في المنطقة، وتجاهلت كافة حقوق الدول من استقلالية وسيادة وطنية وسيادة أرضية وإرادة سياسية على نطاق عالمي، ولا يقبل هذا تحت أي ظرف أو مبرر.