23 أبريل، 2024 12:54 م
Search
Close this search box.

“الجمهورية الإسلامية” : أميركا تسترجع سجلها الأسود بـ”العراق” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تطرق الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، في إطار حديثه عن التكاليف الأميركية الباهظة في “العراق”، والتي ناهزت الـ700 مليار دولار، للتبعات المؤلمة بالنسبة لـ”الولايات المتحدة”، ودعا مراكز إتخاذ القرار للبحث في أسباب إجبار الطائرة الرئاسية في رحلة التسلل الأخيرة إلى “العراق”، على إطفاء المصابيح أثناء الهبوط رغم التكاليف الباهظة ؟.. وتنطوي هذه المقولة بالطبع على عدد من النقاط المهمة، حيث يتعين على “ترامب”، من منطلق موقعه كرئيس لـ”الولايات المتحدة”، الإحاطة بكل الملاحظات المتعلقة بذلك، وطرح هكذا سؤال إنما هو من قبيل الجهالة والخداع في حين أنه هو نفسه عدد الكثير من الأسباب والعوامل المؤثرة في هكذا ظاهرة. بحسب صحيفة (الجمهورية الإسلامية) الإيرانية في افتتاحيتها.

تغيير خريطة الشرق الأوسط..

أولًا: رغم أن هذا المبلغ، 700 مليار دولار)، هو المدون في حسابات الحكومة الأميركية، لكن وطبقًا لتقارير مراكز الرقابة الأميركية؛ فإن جزءً كبيرًا من هذه التكلفة غير حقيقي.

من ذلك أن فواتير تكاليف تنفيذ بعض الأعمال لا وجود لها في العالم الخارجي، وهو ما يكشف بدوره عن عمليات فساد مالي هائلة في آتون العمليات العسكرية الأميركية بـ”العراق”.

ثانيًا: الوجود العسكري الأميركي في “العراق”، وما ترتب عليه، (وإن كان السبب المعلن مواجهة نظام “صدام حسين”)، هو عملية متعددة الأوجه وتحقيق الهدف منها يتطلب دفع تكلفة كبيرة من جيوب دافعي الضرائب الأميركيين.

وتعليقًا على تبرير العمليات العسكرية الأميركية بـ”العراق”، قال “بوش الصغير”: “سوف تهمون بعد 50 عامًا طبيعة الأهداف المخبوءة وراء احتلال العراق”.

والواقع أن الإحاطة بأهداف “واشنطن”، من احتلال “العراق”، وتبعات ذلك لا يتطلب 50 عامًا، وإنما يمكن الآن رصد الكثير من هذه الأهداف الأميركية الإستراتيجية، ومنها على سبيل المثال العمل لـ”تغيير خريطة الشرق الأوسط” وبناء حزام أمني جديد خلف الحدود الفلسطينية المحتلة.

ولو أن وزير الخارجية السابقة، “هيلاري كلينتون”، كانت قد أدعت إحتواء الشرق الأوسط لكل التنظيمات الإرهابية، ومنها تنظيم (داعش)، والحقيقة هي أنه رغم تدشين هكذا مخطط شيطاني في فترة رئاستها جهاز الدبلوماسية الأميركية، لكن الجذور تعود إلى ما قبل ذلك بسنوات.

العراق بين إستراتيجية الاحتلال وأوهام “ترامب” !

والواقع أن مهمة الشركات الأمنية الأميركية في “العراق”، ومنها شركة “بلاك ووتر” وتشكيل “مجالس الصحوة” بعضوية بقايا شبكة “البعث” الجهنمية، كان هو النطفة الأساسية التي تمخضت عن ظهور (داعش) وسائر التنظيمات الإرهابية في “العراق”.

وكذلك فإن مشروع تقسيم “العراق” و”سوريا”، ومشروع سيطرة (داعش) والتنظيمات الإرهابية على “سوريا” و”العراق”، ومشروع تسليم مقعد “سوريا” بـ”الجامعة العربية”، للعناصر الإرهابية، وعشرات المشاريع الأخرى إنما يستلزم توفير الأجواء والأدوات التي تستدعي الوجود “العسكري-المخابرات” الأميركي المباشر في المنطقة.

وليس من قبيل الصدفة إصرار “الولايات المتحدة” على تنفيذ متطلباتها رغم رفض حكومة “بغداد” لمطالب “دونالد ترامب” الثلاثية دون إلتفات للسيادة العراقية أو مجرد التفكير في العقبات. ومن العجيب أن يتوقع الرئيس الأميركي، مع علمه بكل الزوايا الخفية والظاهرة لسجل بلاده الأسود وحلفاءها بالمنطقة، أن يبسطوا له السجاد الأحمر في “العراق” وأن يستقبلوه بحفاوة باعتباره رئيس الدولة التي كان من المقرر أن تحيل “العراق” إلى جنة الديمقراطية في الشرق الأوسط، ومن تكون محل حسد كل شعوب المنطقة؛ بحيث يأملون لو أن بلادهم كانت قد تعرضت للهجوم والإعتداء الأميركي المسلح !

لكن؛ وبعد مشاهدة حجم الدمار الذي خلفته “أميركا” وحلفاءها، في “سوريا” و”العراق”، كان على رجال “دونالد ترامب” أن يعملوا على تنفيذ تسلله إلى “العراق”، وإدخاله بشكل حقير وإطفاء المصابيح.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية، “كونداليزا رايس”، ومستشار “بوش الصغير” للأمن القومي الأميركي، قد طلبت، قبل سنوات، إلى الأوساط الجامعية الأميركية دراسة أسباب الاستياء من “الولايات المتحدة” في الشرق الأوسط رغم التكاليف الباهظة.

والمؤكد أن “رايس” كانت تعلم؛ وإنما تحاول إبداء نفسها كجاهلة بالأسباب، لكن ومع الأخذ في الاعتبار من هجوم الصحافي العراقي، “منتظر الزيدي”، بالحذاء على “بوش الصغير”، خلال زيارته الرسمية إلى “العراق”، يبدو تسلل “ترامب” إلى “العراق” غير مثير للعجب.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب