توجه الى العاصمة السعودية اليوم الجمعة وفد عراقي من التحالف الوطني العراقي “الشيعي” برئاسة رئيسه ايراهيم الجعفري وعضوية نواب يمثلون تشكيلاته السياسية للتعزية بوفاة امير منطقة الرياض سطام بن عبد العزيز آل سعود وحمل تصورات من أجل دفع المملكة للعب دور في حث الزعماء العراقيين السنة بعدم السماح بتصدير أزمة سوريا الى العراق .
فقد غادر بغداد الى الرياض وفد من التحالف الوطني برئاسة رئيسه ابراهيم الجعفري وعضوية الشيخ خالد العطية رئيس كتلة دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي والنواب عبد الحسين عبطان وقاسم الاعرجي وبهاء الاعرجي وعادل شرشاب وعمار طعمة وعبد الحسين الياسري يمثلون مكونات التحالف في مهمة معلنة تهدف الى تديم التعازي بوفاة امير منطقة الرياض الامير سطام بن عبد العزيز آل سعود الذي رحل الثلاثاء الماضي عن 76 عاما.
وتأتي زيارة الوفد العراقي الى الرياض في وقت اعلن في بغداد اليوم عن ارسال المالكي برقية تعزية ومواساة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية بوفاة الامير سطام أعرب فيها عن خالص تعازيه ومواساته كما بعث ب تعزية ومواساة مماثلة إلى الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي.
وقال مصدر عراقي مطلع أن “الهدف من الزيارة هو حمل تصورات التحالف من أجل دفع المملكة إلى لعب دور في حث زعماء العراق السنة الى إيقاف التظاهرات لأن الحكومة شرعت بتنفيذ أغلب مطالبهم المشروعة وعدم السماح بتصدير الفوضى الجارية في سوريا إلى العراق”. وأضاف أن “الوفد سيطلع المسؤولين في السعودية على ما تم تنفيذه من مطالب المتظاهرين المشروعة من قبل الحكومة”.
وكشف النائب عبد الحسين عبطان احد اعضاء الوفد الذي توجه الى الرياض في تصريح نقله موقع ”المسلة” المقرب من الحكومة العراقية ان “هناك تنسيقاً مسبقاً حول ذهاب الوفد الى السعودية، وسيكون هناك استقبال رسمي للوفد العراقي” وقال ان “السعودية بلد اسلامي وعربي وذو دور مهم جداً في المنطقة والعالم ونحن اصحاب مبادرة في موضوع العلاقات الطيبة والنموذجية مع كل دول العالم وبالذات مع الدول الشقيقة ومنها المملكة العربية السعودية”.
وكان المالكي قال في حوار أجرته معه صحيفة الشرق الأوسط اللندنية على هامش القمة الإسلامية في القاهرة السبت الماضي “الآن ما زلنا في نية البحث عن آفاق لعلاقات قوية مع السعودية، ونسعى لأن يكون هناك تعاون مع الدول التي نعتقد أنها في ظل التطورات الحديثة مثلت حالة الاعتدال، والسعودية تمثل هذا”.
ومن جانب اكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، على عدم امكانية اختزال العلاقة بين العراق والسعودية بـ”مسؤول أو حكومة أو نظام” . وقال زيباري في لقاء اجرته معه صحيفة ”الرياض” السعودية ان “هناك رغبة في تطبيع العلاقات مع المملكة بشكل كامل بأن يكون السفير غير المقيم مقيماً وتفتح السفارة السعودية في بغداد”. واشار زيباري الى انه “لا يمكن اختزال العلاقة بين المملكة والعراق بمسؤول أو حكومة أو بنظام؛ وان لدينا جوانب مهمة مع المملكة في الأمن والأزمة في سوريا وإيران ووضع المنطقة ككل وغيرها مع وجود حدود طويلة”.
واضاف ” لا يمكن أن نتجاوز هذه العلاقة، نحتاج بعض الإجراءات لبناء ثقة، وبالتأكيد هنالك مجموعة من العوامل تساعد، ومن جانبنا أقول إن إعلامنا مسيء للعلاقات” مضيفا ان “مسألة السجناء والتعاون من أجلهم تزيد من الثقة إضافة إلى التبادل التجاري، والموضوع الآخر مهم هو فتح منفذ عرعر”.
وفيما يتعلق بمدى تأثر العراق بما يجري في سوريا اوضح زيباري، ان “الوضع في سوريا له تأثير ولا استبعد ذلك وهذا ما كنا نقول عنه وإخواننا في الخليج والدول العربية لم يستمعوا له؛ من أن استمرار هذه الأزمة سيؤثر على أوضاعنا الداخلية والقادم اسوأ”. وأشار الى ان من اسباب ذلك “أن عملية التغيير غير مسيطر عليها، لذلك على الأكثر سيكون هناك صراع ومواجهة بين السنة والشيعة في المنطقة، بحكم المصالح والقوى الإقليمية التوازنات، لذلك هنالك رأي وطرح بأن إذا تمت تسوية الأزمة السورية بشكل سريع كلما تجنبنا التطرف وانتقال الصراع إلى صراع مذهبي”.
يشار الى ان العلاقات العراقية السعودية، لم يجر تطبيعها حتى الآن برغم تغييرالنظام السابق كما ان تلك العلاقة كثيرا ما تشهد التوترات على خلفية الاختلافات الطائفية اضافة الى ان قضية السجناء المحكومين في كلتا الدولتين لم يتم حسمها حتى الآن برغم الوعود الكثيرة.
يذكر ان الحكومة العراقية قدمت العديد من المساعدات للشعب السوري من خلال احتضانه الأسر السورية النازحة وإيوائهم في مخيمات كما اعلنت عن موقفها الداعم للحل السلمي للازمة السورية .