حذر رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري من بلاده تواجه ظروفا خطيرة دون حل أو ضوء في نهاية النفق الذي اشتد ظلامه ودعا الى عفو عام عاجل يشكل مشروعا نحو المصالحة الحقيقة وعربون ثقة بين السلطة والمواطن .
ازهاق أرواح العراقيين وتهجير المسيحيين
وقال الجبوري في رسالة الى العراقيين لمناسبة حلول عيد الفطر المبارك الذي احتفل سنتهم به اليوم الاثنين وشيعته غدا الثلاثاء وتسلمت “أيلاف” نصها ان “هذا العيد يأتي في ظرف استثنائي يفوق في حرجه ومشقته كل ما سبق من السنوات في تاريخ العراق الحديث حيث يزورنا العيد وأهلنا في المحافظات الست (السنية) في ظرف حرج من التهجير الذي طال ما يزيد على نصف سكانها في نينوى وصلاح الدين والانبار وديالى حيث تركوا ديارهم ومدنهم وقراهم فرارا بأرواحهم من نيران الصراع المسلح والذي تسببت به الجماعات الإرهابية والمليشيات وزادت مأساة العمليات العسكرية والتسبب في إزهاق أرواح المدنيين عزل ليس لهم ذنب إلا إنهم لا يملكون ثمن استئجار السكن والعيش الكريم في مناطق النزوح وإضافة إلى كل ذلك ارتفاع درجات الحرارة ونقص الغذاء والدواء والظروف البيئية والصحية المتردية والتي أدت إلى وفاة العديد من الأطفال والمرضى وكبار السن ويظهر ذلك جليا في مخيم الخازر ومخيم خانقين والسكن العشوائي للفارين من نار الحرب في مناطق سنجار وغيرها”.
واشار الى انه إضافة إلى ذلك “ما تعرض له إخوة الوطن من أبناء الديانة المسيحية من عملية تهجير جماعي تحت أجندة متطرفة تسيء إلى الإسلام وقيمه العظيمة المبنية على التسامح والإخوة والحب.
ظلام في نهاية النفق اشتد سواده ودعوة
ويأتي هذا العيد كذلك والعملية السياسية في العراق والتي تنتظرها أعين العراقيين بترقب في أمل أخير من محنة العراق التي طال انتظار حلها وزادت محنتهم وتكالبت عليهم الهموم وتنازعتهم أيدي الأعداء من الخارج ونشبت الكوارث إظفارها في جسدهم الذي صبر وانتظر طويلا دون حل يذكر أو ضوء في نهاية النفق الذي اشتد ظلامه واسودت حوالكه على العراقيين من كل الأطياف والأديان والأفكار والقوميات والمذاهب والتوجهات”.
ودعا الحكومة إلى “تبني عفو عام يستثني المتلطخة أيديهم بدماء الأبرياء بدليل قضائي واضح وتحت ظروف تحقيق عادلة وما عدا ذلك إخراج جميع المعتقلين الأبرياء والمتعلق باحتجازهم الحق العام وان يكون ذلك بقانون عاجل إلى البرلمان لإقراره سريعا وإدخال فرحة العيد بشمول هؤلاء الأبرياء بهذا العفو إن لم يسعفنا الوقت بإخراجهم ليكون هذا الإجراء خط مشروع نحو المصالحة الحقيقة وعربون ثقة بين السلطة والمواطن ليكون شريكا في حماية البلد متحملا مسؤولية ذلك كطرف فاعل وليس طرفا متشكك”.
معصوم : نعمل لحكومة بأسرع وقت لتتصدى للملفات الخطيرة
اما الرئيس العراقي فؤاد معصوم فقال في رسالة مماثلة انه سيسعى بالصبر والإصرار بكل إخلاص للتواصل مع الأطراف السياسية جميعاً بأسرع وقت بحسب السياقات الدستورية لتشكيل حكومة وطنية أساسها الشراكة الوطنية لتنجز مهماتها الأساس وعلى رأسها معالجة الملف الأمني والتصدي للإرهاب بكل قوة وحزم .
واضاف ان الحكومة المقبلة ستنظر بجدية في مواطن الخلل في بناء أجهزتنا الأمنية والعسكرية وسدّ كل الثغرات التي يمكن أن ينفذ من خلالها أعداء العراق اهتمام وبشكل جدي بأبناء شعبنا من الذين هُجّروا من مناطقهم قسراً، وأُجبروا على ترك مدنهم وقراهم بسبب الهجمة التكفيرية الظالمة عليهم وتوفير الأجواء الأمنية المناسبة لعودتهم إلى مناطقهم وتوفير الحياة الحرة الكريمة لهم ولكل أبناء العراق”.
ومن جهتها اعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق اليوم عن وفاة 150 طفلاً من نازحي مدينة الموصل بمحافظة نينوى شمال العراق بسبب ارتفاع درجات الحرارة والأمراض المعدية التي أصيبوا بها منذ بدء الأزمة في المدينة الشهر الماضي.
وقال عضو المفوضية فاضل الغراوي “توفي ما يزيد على 150 طفلاً منذ أزمة الموصل بسبب معاناة النزوح وارتفاع درجات الحرارة واصابتهم بالكوليرا .. وأكد ان الأطفال النازحين يعانون مأساة إنسانية فهناك نقص في الحليب والأغذية والكثير منهم يعيشون في مخيمات لا تتوفر فيها أبسط مقومات الحياة والآخرون مازالوا دون مأوى”. وطالب الغراوي منظمة يونيسف ومنظمة الصحة العالمية بتقديم مساعدات إغاثة عاجلة لأطفال العراق النازحين.
وتشير الإحصائيات التي أعلنت عنها حكومة إقليم كردستان الشمالي والمنظمات الدولية إلى أن عدد النازحين الذين لجأوا إلى محافظات ومدن الإقليم هرباً من المعارك في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم “داعش” في شمال وغرب البلاد منذ العاشر من حزيران (يونيو) الماضي تقارب المليون.