19 أبريل، 2024 8:22 م
Search
Close this search box.

“الثوري” الإيراني يحشد قواته على الحدود .. عملية قد تدفع بـ”العراق” ليكون أرضًا للمواجهة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة من شأنها إشعال الوضع في “العراق”؛ بل أنها قد تدفع بإتجاه إتخاذ بلاد الرافدين واجهة للمعركة بين “إيران” و”أميركا”، حتى ولو حدث ذلك عن طريق الخطأ، أكدت مصادر كُردية أن “الحرس الثوري” الإيراني شرع في حشد قواته قُرب الحدود مع “إقليم كُردستان العراق”، ما يرجح تحضيره لعمليات عسكرية داخل قرى عراقية.

وأفادت المصادر، لموقع (السومرية نيوز)؛ بأن: “قوات تابعة للحرس الإيراني بدأت تتجمع بشكل لافت، خلال الأيام القليلة الماضية، قُرب الأراضي العراقية في إقليم كُردستان”.

وبَينت أن: “الحشد الإيراني الجديد يؤشر إلى احتمال وجود مخططات إيرانية لتنفيذ عمليات عسكرية داخل قرى عراقية حدودية في الإقليم”.

وأضافت أن: “هذه العمليات، التي يزمعها الحرس الثوري، جاءت ردًا على هجمات نفذتها أجنحة كُردية مسلحة معارضة ل‍طهران إنطلقت من مناطق عراقية حدودية في كُردستان”.

وتابعت: “قوات الحرس الثوري إتخذت جميع الإجراءات الإحترازية، وبينها التحسب لقصف مدفعي على مقرات أو مواقع أحزاب إيرانية في بلدات سيدكان وقلعة دزة ومناطق عراقية أخرى حدودية مع إيران”.

وأكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء “حسين سلامي”، خلال تفقده المناطق التي تتولى مهام الحفاظ على أمنها القوة البرية لـ”الحرس الثوري” في شمال غرب “إيران”، ومنها المرتفعات الحدودية لمدينتي “بیرانشهر” و”سردشت” المحاذيتين لكُردستان، أن جميع قمم الجبال على الحدود الشمالية الغربية للبلاد خاضعة بشكل كامل لسيطرة وإشراف “الحرس الثوري”.

عملية تصفية للجيوب المعارضة..

حول ما إذا كانت “بغداد” قد أعطت الضوء الأخضر لـ”إيران”؛ من أجل القيام بعمليات عسكرية شمالي “العراق”، ووجود تنسيق “تركي-إيراني” في عملياتهم العسكرية داخل الحدود العراقية، يقول رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية، الدكتور “واثق الهاشمي”: “تبقى منطقة شمالي العراق فيها إشكاليات كثيرة، فالسليمانية لها علاقات جيدة مع إيران، لكنها متوترة مع تركيا، في حين أربيل لها علاقات جيدة مع تركيا، إلا أنها متقاطعة مع إيران، فتوجد أحزاب كُردية إيرانية معارضة موجودة في شمال العراق ومدعومة من أربيل، وكذلك هناك أحزاب كُردية تركية مدعومة من السليمانية ومن أطراف أخرى، لذلك كل فترة نجد هجوم عسكري إما تركي أو إيراني، وهذا الهجوم الإيراني المزمع هو ليس الأول، وإنما سبقته عدة هجمات، فقبل أقل من شهر كان هناك توغل إيراني في شمال العراق، سبقه عملية قصف، وعلى هذا الأساس لا أستبعد أن تقوم القوات الإيرانية بعملية تصفية للجيوب التي تعارض إيران أو تعمل بالسلاح ضد الحكومة الإيرانية المتواجدة شمالي العراق”.

الحكومة العراقية لم يؤخذ منها الإذن !

وأضاف “الهاشمي”: “لا أعتقد أن هناك تنسيق (إيراني-عراقي)، فإيران وتركيا تتدخلان متى ما يشاءان، ولا يقومان بعمل حساب للحكومة العراقية، فكثيرًا ما تستدعي الحكومة العراقية السفير التركي في بغداد، للاحتجاج على العمليات العسكرية التركية داخل الأراضي العراقية، وممكن القول إن حكومة بغداد مستعدة للتعاون، ولكن ليست بالطريقة التي تقوم على أساس التوغل داخل الأراضي العراقية دون علمها”.

وأشار “الهاشمي” إلى: “إمكانية وجود تنسيق بين أنقرة وطهران حول العمليات العسكرية التي يقومان بها في شمال العراق، على الرغم من وجود مشكلة بينهما، حيث أنقرة تتهم طهران في أنها تدعم بعض الجماعات الكُردية المعارضة لتركيا، وبالمقابل طهران أيضًا تتهم أنقرة بدعمها جماعات كُردية معارضة لإيران، لكن هذا لا يعني عدم وجود تنسيق بينهما”.

وأوضح “الهاشمي” أن: “الولايات المتحدة قد تدعم بعض الجماعات الكُردية الإيرانية المعارضة للحكومة الإيرانية، لكن في الوقت نفسه تنسق مع أنقرة بخصوص أعمال تركيا العسكرية ضد حزب العمال الكُردستاني، وتحاول إبعاد قواعدها عن أي استهداف من الأطراف المتصارعة”.

مخاوف من تحول العراق لساحة للمواجهة..

وفي سياق ليس ببعيد؛ نشرت صحيفة (فايننشال تايمز) تقريرًا للكاتبة، “تشولي كورنيش”، تقول فيه إن “العراق” يجد نفسه أمام تحدٍ كبير في المواجهة الحالية بين “إيران” و”الولايات المتحدة”.

ويشير التقرير، إلى أن “العراق” لا يريد أن يدخل في الصراع بين حليفين مهمين له، ولا يريد أن يكون جماعة وكيلة بين جارة وحليف قوي له.

وتقول “كورنيش” إن القيادة العسكرية والسياسية في “العراق” اجتمعت، في القصر الرئاسي الفاخر في “بغداد”، لمناقشة موضوع واحد، وهو كيفية منع “إيران” وحليفته القوية، من شن حرب ضد بعضهما.

وتلفت الصحيفة إلى أن اللقاء، الذي عقد في 19 أيار/مايو 2019، جاء في وقت وصل فيه التوتر ذروته بين “الولايات المتحدة” و”إيران”، حول المشروع النووي ونشاطات “طهران” لنشر التأثير في الشرق الأوسط، وجاء في وقت أرسلت فيه “أميركا” تعزيزات عسكرية إلى منطقة الخليج، بعد تلقيها معلومات عن إمكانية تعرض المصالح الأميركية والحلفاء للتهديد.

ويفيد التقرير بأن المسؤولون خافوا من تحول “العراق”، الذي يشترك مع “إيران” بحدود طولها 1400 كيلومتر، وفيه حوالي 5 آلاف جندي أميركي؛ إلى جانب سلسلة من الميليشيات الشيعية الموالية لـ”طهران”، إلى ساحة للمواجهة، مشيرًا إلى أن “العراق” عانى من نزاع طويل مع “إيران”، وسابق على الغزو الأميركي عام 2003، الذي أطاح بالرئيس، “صدام حسين”، بالإضافة إلى أنه خارج للتو من حرب عمرها 4 أعوام للتخلص من “تنظيم الدولة”.

وتنقل الكاتبة، عن الرئيس العراقي، “برهم صالح”، قوله: “العراق هو نجاح يظهر بعد 4 عقود من النزاع.. ليست لدينا القدرة أو الطاقة أو المصادر أو الاستعداد لأن نكون مرة أخرى ضحية حرب جديدة بالوكالة”، وحذر “صالح” من موجة عنف جديدة قد تهز الآمال ببناء البلاد، ودعا جيران “العراق” وحلفاءه لعدم تقويض النجاح الذي حصل عليه “العراق” بصعوبة، وأضاف: “نقول العراق أولًا، ولا نريد تضييع استقرارنا، وعانينا بما يكفي من النزاعات”.

وتستدرك الصحيفة بأن المحللون يخشون من إنبعاث شرارة المواجهة من “العراق”؛ بسبب الميليشيات التي تدعمها “إيران”، وهي قوية لدرجة أن قادتها كانوا من الذين حضروا اجتماع القصر، مشيرًة إلى أنه تمت مقارنة صعودهم للسلطة والتأثير بصعود “حزب الله”، الذي أصبح القوة الرئيسة في “لبنان”.

واشنطن استجابت للتهديد..

وينوه التقرير إلى أن “واشنطن” تعاملت مع التهديد النابع من “العراق” بجدية، وقررت إغلاق القنصلية في “البصرة”، وطلبت من الموظفين غير الرئيسيين، في سفارة “بغداد”، مغادرة “العراق”.

وتشير الصحيفة إلى دور الفصائل المدعومة من “إيران”، أثناء الغزو، وحربها القوات الأميركية لتعود وتتعاون معها تحت مظلة “الحشد الشعبي”، التي شكلت عام 2014؛ لمواجهة “تنظيم الدولة”، لافتة إلى أن هذه الميليشيات، البالغ عدد عناصرها 100 ألف شخص، أصبحت قانونية، في عام 2016، وحصل قادتها على تأثير سياسي في انتخابات العام الماضي، وتم التصويت لصالح أشخاص تعدهم “أميركا” إرهابيين ودخلوا البرلمان.

تهدد سيادة العراق..

ويجد التقرير أنه، في الوقت الذي أثنى فيه الكثيرون على دور “الحشد” بمنع مقاتلي “تنظيم الدولة” من الوصول إلى “بغداد”، إلا أن زيادة سلطتهم السياسية والاقتصادية، منذ عام 2018؛ حولتهم لتحدٍ خطير تواجهه الدولة العراقية، مشيرًا إلى قول وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، إن الجماعات الشيعية التي تدعمها إيران “تهدد سيادة العراق”.

إيران أحبطت من حيادية العراق..

وتكشف “كورنيش”؛ عن أن عددًا من المشاركين في لقاء القصر فضلوا “طهران” على “واشنطن”، وقال مسؤول إن “إيران” شعرت بالإحباط من حيادية “العراق”، التي تم التأكيد عليها في ذلك اللقاء، وبعد ساعات وصلت قذيفة (كاتيوشا) على “المنطقة الخضراء”، التي تُعد مقرًا للسفارة الأميركية والمؤسسات الحكومية، وكان الهجوم واحدًا من هجمات لم يعلن أحد مسؤوليته عنه، وترافق مع عمليات تخريب لناقلات نفط في منطقة الخليج، فيما ربط “بومبيو”، الهجمات بـ”إيران”، إلا أن أحدًا لم يعلن مسؤوليته عن هجمات غير متقنة لم تتسبب بخسائر بشرية.

وتورد الصحيفة، نقلًا عن “ماريا فانتابي”، من مجموعة الأزمات الدولية، قولها: “كانت طريقة لفحص حدود الصبر الأميركي”، وأضافت أن الطرف الذي قام بها كان يعلم بأن خطوط إدارة “ترامب” هي وقوع ضحايا.

وبحسب التقرير، فإن قلق “أميركا” كان واضحًا قبل أسبوعين من لقاء القصر، حيث ألغى “بومبيو” لقاء له مع المستشارة الألمانية، “أنغيلا ميركل”، وسافر على عجل إلى “بغداد” لتأكيد القلق الأميركي من الجماعات الشيعية، مشيرًا إلى أن “واشنطن” لم تحدد طبيعة الخطر.

وتنقل الكاتبة، عن مستشار الحكومة العراقية لشؤون مكافحة الإرهاب، “هشام الهاشمي”، قوله إن المخابرات الأميركية “لديها تحيز تريد إثباته”، إلا أن مسؤولًا عراقيًا مخضرمًا تحدث عن “التهديدات القبيحة” من ميليشيات شيعية ضد منشآت أميركية، بما فيها شركات نفط ومواقع دبلوماسية، وبأن قادة عسكريون إيرانيون التقوا مع قادة الميليشيات العراقية.

دفع العراق للدخول في مواجهة..

وتبين الصحيفة أن ما زاد في المخاوف من قيام جماعة مارقة بدفع “العراق” للدخول في مواجهة بين “إيران” و”الولايات المتحدة”؛ هو الصاروخ الذي أصاب منشأة نفطية سعودية في “ينبع”، وتحمل “الحوثيون”، في “اليمن”، مسؤوليته، لتقول “أميركا” إن جماعة عراقية هي المسؤولة عنه.

ويستدرك التقرير بأن مسؤولًا عراقيًا قال إن الخطر الذي تتحدث عنه “أميركا” نابع من كتائب “حزب الله”، التي يبلغ عدد عناصرها 10 آلاف مقاتل، وصنفتها “واشنطن” جماعة إرهابية، إلا أن المسؤول العراقي شكك في التقييم الأميركي، وقال: “بحسب معلوماتنا فقد أعطى الإيرانيون الأوامر لهذه الجماعات بعدم الضرب”.

وتذكر “كورنيش” أن السفير الأميركي في “العراق”، حتى كانون ثان/ يناير 2019، “دوغلاس سيليمان”، عبر في تصريحات لموقع (لوفير)؛ عن خشيته من قيام جماعة لا تخضع لسيطرة “إيران” بعملية تتسبب بخسائر بين الأميركيين لتصنع لنفسها اسمًا، وبأنها هي التي طردت الأميركيين.

وتلفت الصحيفة إلى أن منطقة الخليج شهدت توترًا هذا الصيف، خاصة بعد إسقاط الإيرانيين طائرة أميركية مُسيرة، وردت “واشنطن” بالتحضير لضربة انتقامية أوقفها “ترامب” قبل عشر دقائق، مشيرًة إلى أن مخاوف العراقيين لم تتلاش بعد إحباط الهجوم، خاصة أن “ترامب” قال، قبل أشهر، أثناء زيارة له للقوات الأميركية في “العراق”، إن بلاده تستخدمه لمراقبة التصرفات الإيرانية.

حليفين مهمين..

ويورد التقرير، نقلًا عن “صالح”، قوله: “معضلة العراق هي أن الولايات المتحدة حليف مهم له.. وإيران هي حليف مهم”، فهو يمثل منطقة تجارية مهمة لـ”إيران”، وهناك علاقات اجتماعية ودينية، ويتدفق كل عام ملايين الحجاج الإيرانيين على “العراق”.

تحول إلى دويلة تابعة..

وترى الكاتبة أن من المفارقة أن الإطاحة بـ”صدام حسين” منحت “إيران” فرصة لتوسيع تأثيرها الإقليمي، وسيطر على الحكم، منذ عام 2003، المنفيون العراقيون الذين لجأوا إلى “إيران”، حيث تم تحضير أحزابهم وقادتهم هناك، لافتة إلى أن نصف المقاعد البرلمانية يحتلها نواب لديهم ولاءات واضحة لـ”إيران” والميليشيات التي تدعمها.

وتنقل الصحيفة عن المتشددين في الإدارة الأميركية، قولهم إن تأثير “إيران” على الحكومة والجماعات الوكيلة عنها حول “العراق” إلى دويلة تابعة، مشيرًة إلى أن “نوري المالكي”، الذي حكم “العراق” لمدة 8 أعوام، يرفض هذه المزاعم، وقال إنه صافح الأميركيين، وعقد صفقات معهم، واستفاد في الوقت ذاته من “إيران”.

ويجد التقرير أن تأثير الأخيرة القوي على “العراق” يعني أنه لو قررت الإدارة الضغط على الحكومة فيه؛ فإن المعتدلون فيها سيميلون نحو “إيران”، وقال “المالكي”، الذي أجبرته إدارة “باراك أوباما” على التنحي، عام 2014: “سياسة القوائم السوداء والعقوبات والحصار والتهديد بالحرب؛ لن تؤدي إلا إلى زيادة أعداء أميركا”.

وتستدرك “كورنيش” بأن شخصيات مثل؛ “هادي العامري”، الذي يقود “منظمة بدر”، وعاش سنوات في “إيران” قبل عودته إلى “العراق”، واتهم بإدارة فرق الموت، ويدافع عن “إيران” بشكل مطلق، يثير المخاوف، مشيرًة إلى أنه مدح دور “إيران” في الحملة ضد “تنظيم الدولة”، ووصف قائد “فيلق القدس”، في “الحرس الثوري”، “قاسم سليماني”، بـ”صديقنا وليس عدونا”.

وتفيد الصحيفة بأنه مع ذلك، فإن البعض يرى أن استبدال “العامري”، الزي العسكري بالبدلة المدنية، وتبنيه خطابًا قوميًا وشعار “العراق أولًا”، قد يجعله الشخص الذي يمكن لـ”الولايات المتحدة” التحدث معه، وإضعاف التأثير الإيراني والخطاب الطائفي “السُني-الشيعي”، الذي أعاق الوحدة الوطنية، وجعل “العراق” عرضة للتدخلات الخارجية.

محاولة لاستهداف المرتبطين بإيران..

وينوه التقرير إلى أن الكثيرين فسروا العقوبات، التي فرضت على قادة عراقيين بذريعة الفساد، على أنها محاولة أميركية لاستهداف الشخصيات المرتبطة بـ”إيران”، خاصة أن هذه الشخصيات، كـ”العامري”، دفعت بإتجاه خروج المستشارين الأميركيين للجيش العراقي، مشيرًا إلى أن هذا لم يمنع “العامري” من لقاء المسؤولين الأميركيين، لكنه لا يزال ناقدًا لما يراه موقفًا متهورًا للإدارة الأميركية من “إيران”، ويقول إن موقف “إيران” أكثر حكمة بألف مرة من موقف “أميركا”.

وتختم (فايننشال تايمز) تقريرها؛ بالإشارة إلى أن قادة “العراق” يريدون التركيز على مشكلاته الداخلية النابعة من زيادة السكان المتسارعة، وحاجة البلاد إلى المؤسسات التعليمية، ومع ذلك يشعر ساسة عراقيون أن “أميركا” و”إيران” لا تسعيان للحرب، لكنها قد تحدث بالخطأ، كما يقول وزير الخارجية العراقي السابق، “هوشيار زيباري”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب