16 ديسمبر، 2024 2:33 ص

الثورة مستمرة في لبنان .. سر صمود المظاهرات ضد حكومة “الحريري” !

الثورة مستمرة في لبنان .. سر صمود المظاهرات ضد حكومة “الحريري” !

خاص : ترجمة – لميس السيد :

أعلن الرئيس اللبناني، “ميشال عون”، أنه مستعد للتفاوض مع ممثلي المحتجين المتجمعين في جميع أنحاء البلاد، ولكن لم يأتي أي طرف للتفاوض؛ لأن لا يوجد من يمثل احتجاجات اليوم في “لبنان”.

رأت مجلة (فورين بوليسي) الأميركية أنه بعد مرور أكثر من أسبوع على أكبر الاحتجاجات المناهضة للحكومة في “لبنان” منذ أكثر من عقد، تظل المظاهرات بلا قيادة ودون قائمة رسمية من المطالب، وهذا هو سر قوتها وصمودها.

احتجاجات عفوية على كم الفساد المستشري..

قال “عمرو سكرية”، أحد المحتجين، إن المظاهرات أنطلقت بطريقة عفوية بحتة لا تنم عن أي تنسيق سياسي، حيث كان هناك عدد قليل من اللافتات والأعلام، مجرد غضب على الحكومة بعد قرار فرض الضرائب على مكالمات (واتس آب).

لكن عقود من الفساد والمحسوبية وسوء الإدارة إلى وصول “لبنان” إلى نقطة الإنهيار الاقتصادي. يقول المتظاهرون إن السياسيين سرقوا عشرات أو حتى مئات المليارات من الدولارات من خزائن عامة مدعومة بقوانين سرية. على الرغم من أن معظم اللبنانيون يعرفون أن هذا يحدث، إلا أن القليل منهم شعروا بأن لديهم القدرة على التصدي له.

لكن هذا الإحباط لم يستمر طويلًا. الآن، يقول معظم المحتجين إنهم يريدون ببساطة استقالة حكومتهم، وإلى أن يتحقق ذلك، سيبقون في الشوارع. كانت هناك مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن اللبنانية، ولكن لا توجد محاولة لتفريق المتظاهرين بشكل كامل.

“اليوم الحكومة تعتبرنا مواطنين”.. هكذا قالت “نور معتوق”، إحدى المتظاهرين، وتابعت: “لقد نجحنا بالفعل في شيء واحد؛ وهو أن ترى الحكومة شعوبها”. وأضافت: “بالفعل تحول اللبنانيون من تجمعات صغيرة إلى حشود كبيرة في الميادين من جميع الأعمار وكل الخلفيات الدينية والاقتصادية تقريبًا في الشوارع، في جميع أنحاء البلاد، مطالبين بتغيير الحكومة”.

فساد تركيبة الطبقة السياسية..

وكان رد “عون”، في خطابه: “لقد سمعت الكثير من الدعوات لإسقاط النظام، أقول لا يمكن تغيير النظام في الساحات؛ وممكن ذلك فقط من خلال مؤسسات الدولة”.

أوضحت مجلة (فورين بوليسي)؛ أن عادة ما يتم الاحتجاج في “لبنان” من قِبل الأحزاب السياسية أو مجموعات المجتمع المدني. لكن المظاهرات الحالية، لم يخبر أحد أي من المحتجين بالخروج إلى الشوارع، كما يبدو أنه لا يمكن لأحد أن يأمرهم بالعودة إلى منازلهم. يقول “سكرية”؛ أنه شارك في جميع الاحتجاجات التي شهدتها بلاده، منذ 2005؛ عندما خرج مئات الآلاف من اللبنانيين إلى الشوارع مطالبين بإنهاء الاحتلال العسكري السوري للبلاد.

أضاف “سكرية”: “ولكن هذه المرة مختلفة.. جميع اللبنانيون متحدون تحت الأعلام اللبنانية”.

قاد العديد من السياسيون الذين يقودون الأحزاب اليوم، المقاتلين، خلال الحرب الأهلية في “لبنان”. أعادت “اتفاقية الطائف”، التي أنهت الحرب، إعادة تأسيس نظام تقاسم السلطة القائم على الطائفية في البلاد.

ويقول العديد من المتظاهرين إن قادتهم عمدوا إلى تعزيز الانقسامات الطائفية في البلاد لإبقاء الناس خائفين وليقوى لديهم الشعور بالإعتماد على أحزابهم السياسية، حيث يقول العديد من الشباب، في الشوارع، إنهم لا يستطيعون الحصول على وظائف ما لم يدعموا زعيمًا سياسيًا أو ما يطلق عليها، “الواسطة”، باللغة العربية.

قالت “معتوق”: “لذلك نحن نقاتل من أجل التحرر من قادتنا”.

عندما أعلن رئيس الوزراء، “سعد الحريري”، عن مجموعة من الإصلاحات، هذا الأسبوع، شملت تعهدًا بمحاربة الفساد واستعادة الأموال المسروقة، ضحك المتظاهرون على وعوده. “إن خطاب الحريري مخيب للآمال أكثر من مستقبلي”، هكذا كان مدونًا على لافتة لشاب في وسط “بيروت”.

يرى الكثير من المتظاهرين إن حقيقة أن الحكومة ليس لديها من يحاول حتى التفاوض معها؛ هو نقطة القوة في تلك المظاهرات. في عام 2015، خرج عشرات الآلاف من المحتجين إلى شوارع “بيروت” بعد أن بدأت القمامة تتراكم وقادت حركة شعبية تسمى “طلعت ريحتكم”، أشهر من الاحتجاجات، والتي أتسعت لتشمل قضايا الفساد وسوء إدارة الحكومة.

في النهاية، أستؤنفت عملية جمع النفايات وتلاشت الاحتجاجات دون أي إصلاح هيكلي أو سياسي حقيقي. ويقول البعض أن سبب فشل الحركة، في 2015، كان الانقسامات بين القادة وهو ما يعتبر درس لمحتجي اليوم.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة