27 أبريل، 2024 2:48 ص
Search
Close this search box.

“الثوار” بين تحذيرات الصدر وتهديدات الخزعلي .. انسحاب الحشد الشعبي وانتشار القبعات الزرقاء !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – هانم التمساح :

بعد مجازر عديدة إرتكبها (الحشد الشعبي) بحق المتظاهرين؛ راح ضحيتها مئات القتلى وآلاف الجرحى، أخيرًا صُدر قرار بانسحاب ميليشيات (الحشد الشعبي) من مواقع التظاهرات في “بغداد”، وتتزامن الخطوة مع انتشار ما يُعرف بـ”القبعات الزرقاء”، وهم مقاتلون من تيار الزعيم السياسي الشيعي، “مقتدى الصدر”، في “ميدان التحرير”، وسط “بغداد”، وبالتالي هدف الخطوة هو تجنب أي احتكاك بين (الحشد) و(التيار الصدري)؛ مما يؤدي إلى تدهور الوضع الأمني بطريقة شديدة الخطورة.

انتقادات لـ”فالح الفياض”..

وأكد مصدر في “وزارة الدفاع”، أن “المجلس الوطني للأمن”، الذي يضم رئاسة الوزراء ووزراء الأمن والمخابرات والداخلية والدفاع؛ قد قرر سحب جميع فصائل (الحشد الشعبي) من العاصمة، “بغداد”، فورًا ومنع تحرك أي فصيل من الحشد من مواقعه إلا بموافقة مسبقة.

وذكرت إذاعة (مونت كارلو) الدولية؛ معلومات موازية أن رئيس هيئة (الحشد الشعبي)، “فالح الفياض”، الذي حضر اجتماع “مجلس الأمن”؛ قد واجه انتقادات قوية بعد هجمات تعرض لها المتظاهرون في “جسر السنك” و”ساحة الخلاني”، والتي أوقعت عشرات القتلى والجرحى، ليلة الجمعة 6 كانون أول/نوفمبر الماضي، واتهمت بإرتكابها (كتائب حزب الله)؛ التي تعمل تحت إمرة “الفياض”.

ويأتي قرار سحب قوات الحشد بعد رسائل فرنسية وبريطانية وألمانية؛ طلبت من رئيس حكومة تصريف الأعمال، “عادل عبدالمهدي”، القيام بهذه الخطوة.

وخرجت مطلع تشرين أول/أكتوبر الماضي، تظاهرات مطلبية حاشدة تدعو إلى الإصلاح ومحاربة الفساد ومعالجة البطالة في البلاد. وشهدت الاحتجاجات أعمال عنف أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من المحتجين.

من هم أصحاب “القبعات الزرقاء” ولماذا انتشروا بالميادين ؟

أفادت مصادر في (سرايا السلام)، التابعة لـ (التيار الصدري) في “ذي قار”، الأحد، بأن أوامر صُدرت من القياديين في التيار لتوفير الحماية للمتظاهرين في “الناصرية”.

وقالت المصادر؛ إن: “عناصر السلام إرتدوا القمصان البيض والقبعات الزرق وهم متواجدين بكثافة بين المتظاهرين في ساحة الحبوبي وسط الناصرية، وفي مداخل الساحة”.

وقالت مصادر ميدانية؛ إن: “أصحاب القبعات الزرق قطعوا الشوارع الأربعة المؤدية لساحة الحبوبي ووقفوا على شكل مجاميع، ولم يسمحوا لأي أحد بالدخول دون تفتيش دقيق، فضلاً عن تواجدهم بين المتظاهرين للتنصت على الأحاديث التي تدور حول التصعيد والإعتداء على الممتلكات العامة والخاصة ودوائر الدولة”.

وتُعد (سرايا السلام)؛ تنظيم شيعي مسلح في “العراق” تابع إلى (التيار الصدري)؛ الذي يقوده الزعيم الشيعي، “مقتدى الصدر”، تم تشكيله بعد سيطرة جماعات مسلحة تتبع لتنظيم (داعش) على محافظة “نينوى” ومدينة “سامراء” وأجزاء واسعة من مناطق في “العراق”؛ وتم تشكيل هذه السرايا كقوة دفاعية عن المساجد والمراقد الشيعية والسُنية على حد سواء، وإنخرطت في القتال ضد تنظيم (داعش) في عدد من مناطق “العراق”؛ كـ”سامراء وديالى وآمرلي وجرف الصخر” وناحية “الإسحاقي”، وكان لها دور واضح في تلك المناطق، حيث تمكنت من تحرير منطقة “البحيرات” وفتح الحصار عن ناحية “آمرلي” في “صلاح الدين”؛ وتأمين مناطق عديدة في “سامراء” وتطهيرها، كما قادت بمعية الجيش العراقي والقوات الأمنية عمليات تحرير “جزيرة سامراء”، وأغلب عناصر وقيادات التنظيم يتبعون (التيار الصدري)؛ وهم مقاتلون وقيادات سابقة في (جيش المهدي) أو (لواء اليوم الموعود)، التنظيمات المسلحة التي تتبع (التيار الصدري)، وقد تم تجميدها في السنوات الماضية، مهمتها هي الدفاع عن مناطق “العراق” والمساجد والمراقد والمقدسات الدينية، والقتال ضد تنظيم (داعش) الإرهابي.

و(سرايا السلام)؛ تمتلك جناح إعلامي تولى نشر إصدارات ومقاطع مرئية حول عملياته، بالإضافة إلى أفلام وثائقية ومقاطع تعريفية حول أهدافه.

الصدر” يُحذر من حرب أهلية..

وكان زعيم (التيار الصدري) في “العراق”، “مقتدى الصدر”، قد حذر من إنزلاق البلاد إلى “حرب أهلية”.

وقال “الصدر”، في رسالة نشرها على صفحته الرسمية في (فيس بوك): “إذا لم تكن المظاهرات برأي البعض حلًا ولا الاعتصامات ولا الإضرابات حلًا.. فهل التمسك بالسلطة حل ؟!”.

وأضاف: “إذا لم تستطع السلطة أن ترمم ما أفسده سلفهم، فلا خير فيهم ولا بسلفهم”.

وتحدث “الصدر”؛ عن المتظاهرين، بالقول: “هم ثُلة أرادوا الكرامة وأرادوا العيش الرغيد وأرادوا وطنًا بلا فساد ولا مفسدين”.

كما حذر من إنزلاق البلاد في “حرب أهلية”، قائلًا: “كفى … لكي لا ينزلق العراق في آتون الفتنة والحرب الأهلية؛ فينتهي كل شيء ويتحكم في البلاد والعباد كل فاسد”.

وختم كلمته بالقول: “استقيلوا قبل أن تُقالوا.. أو أصلحوا قبل أن تُزالوا”.

وسبق لـ”الصدر” أن دعا، في الرابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي، إلى استقالة الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة “بإشراف الأمم المتحدة”.

وكان “الصدر” قد دعا أيضًا، أنصاره، إلى استئناف التظاهرات ضد الحكومة، مضيفًا: “العراق أمانة في أعناقكم فلا تضيعوه”.

الخزعلي” يهدد بمزيد من الدماء ومواكب الحسينيات تتواجد بكثافة..

وقالت مصادر ميدانية، إن: “المتظاهرين في الحبوبي أعلنوا عن البدء بالعصيان المدني إبتداءً من أمس، الإثنين، ولم تشهد ساحة الحبوبي تواجد أي عنصر أمني من أي صنف”.

وتابعت المصادر؛ إن: “المواكب الحسينية تتواجد بكثافة في ساحة الحبوبي؛ ومستمرة بتقديم الطعام والشراب للمعتصمين، ورفعوا لافتات تندد بالإعتداء على الممتلكات العامة والخاصة والمنازل”.

وأوضحت إن: “القوات الأمنية مستمرة بتطبيق حظر التجوال في جميع أنحاء الناصرية، ما عدا ساحة الحبوبي، حيث أبلغوا المحال التجارية بإغلاق محالهم وذهابهم لمنازلهم، بالإضافة إلى عدم السماح بحركة الدراجات النارية وعبور الجسور بين صوبي الشامية والجزيرة إلا للحالات الطارئة”.

من جانبه؛ أعلن زعيم ميليشيا (عصائب أهل الحق) العراقية، أن تظاهرات اليوم ستشهد سقوط أكبر عدد من القتلى.

وأشار “قيس الخزعلي”، زعيم ميليشيا (عصائب أهل الحق) العراقية، منذ أمس؛ إلى أن المظاهرات التي من المفترض أن تنطلق، اليوم الثلاثاء، ستشهد أكبر حصيلة من القتلى، منذ بدء الاحتجاجات في البلاد الشهر الماضي.

كما وصف “الخزعلي”، تظاهرات الغد؛ بـ”الحدث الخبيث”.

وزعم “الخزعلي” أن لدى ميليشياته معلومات عن: “مخطط لعمليات تخريب وقتل، غدًا، في بغداد”.

المتظاهرون يحذرون والحكومة ترفض إدانة “الحشد الشعبي” !

بدوره؛ حذّر بيان متظاهري “ساحة التحرير” في العاصمة العراقية، “بغداد”، الكتل السياسية وميليشياتها، من محاولة الإلتفاف على مطالب المحتجين.

ونوّه البيان بأن أطرافًا عراقية تسعى إلى تبرير قمع الانتفاضة.

كما رفض البيان اختيار الكتل السياسية العراقية لرئيس الحكومة الجديدة.

وأثار بيان لسفارات غربية؛ يطالب “بإبعاد الحشد الشعبي عن أماكن الاحتجاج”، حفيظة الحكومة العراقية التي اعتبرته: “تدخلًا مرفوضًا” في الشأن الداخلي. “بغداد” استدعت سفراء “بريطانيا وفرنسا” والقائم بالأعمال الألماني؛ للاحتجاج على البيان.

وصرح وكيل وزارة الخارجية العراقي، “عبدالكريم هاشم”، أمس الإثنين؛ أن “وزارة الخارجية” استدعت سفراء “فرنسا وبريطانيا والقائم بالأعمال الألمانيّ” مُجتمِعين، كما استدعت سفير “كندا”، في “بغداد”، على خلفيّة البيان المُشترَك الذي أصدرته هذه السفارات.

وأكد “هاشم” على أن الحكومة العراقية ترفض “ما أشتمل عليه هذا البيان من مضامين؛ وأنّه يُمثل تدخّلاً مرفوضًا في الشأن الداخليِّ للعراق، ومُخالفة واضحة لاتفاقيّة فيينا لتنظيم العلاقات بين الدول”.

وكان بيان مشترك لسفارات هذه الدول قد أدان استهداف المتظاهرين السلميين في “العراق”، كما طالب رئيس حكومة العراق المستقيل، “عادل عبدالمهدي”، بعدم السماح للجماعات المسلحة بـ”العمل خارج سيطرتها” وضمان إبقاء قوات (الحشد الشعبي) بعيدًا عن مواقع الاحتجاج.

في غضون ذلك؛ تواصلت الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة العراقية وإتساع النفوذ الإيراني في البلاد. كما لم يؤثر اغتيال الناشط المدني البارز، “فاهم الطائي”، (53 عامًا)، برصاص مجهولين، الأحد، في مدينة “كربلاء” المقدسة لدى الشيعة، على سير الاحتجاجات. فقد نُظم لـ”الطائي”، أمس، تشييع مهيب شارك فيه آلاف الأشخاص، في مدينة “كربلاء”.

كما تواصلت الاحتجاجات في “بغداد” وغالبية مدن جنوب البلاد، للمطالبة بـ”إسقاط النظام” ورفض الطبقة السياسية المتهمة بالفساد. وأطلقت دعوات للتظاهر، اليوم الثلاثاء؛ الذي عطل فيه الدوام الرسمي بمناسبة الانتصار على تنظيم “الدولة الإسلامية”، (داعش).

ويشار إلى أن مرآبًا يسيطر عليها محتجون، منذ أسابيع، عند “جسر السنك” القريب من “ساحة التحرير”، تعرض مساء الجمعة لهجوم مسلح أسفر عن مقتل عشرين متظاهرًا على الاقل وأربعة من عناصر الشرطة، وفقًا لمصادر أمنية وطبية، ما ولد سخطًا في عموم البلاد.

بدورها؛ اعتبرت “منظمة العفو الدولية” أن ما وصفته، بـ”الهجوم الجيد التنسيق”، من قِبل العديد من “الرجال المدججين بالسلاح في قافلة طويلة من المركبات”؛ يطرح “تساؤلات جدية حول كيفية تمكنهم من عبور نقاط التفتيش في بغداد وإرتكاب مثل هذه المذبحة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب