29 مارس، 2024 8:09 ص
Search
Close this search box.

التوجه السعودي الجديد إلى العراق .. تحت مجهر البحث الإيراني !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

كان الكثير من المحللين قد وصف السياسة الخارجية السعودية؛ برئاسة ولي العهد، “محمد بن سلمان”، بـ”الخروج على القواعد السعودية”، فلطالما أكدت السياسة الخارجية السعودية على معايير “الصبر والبراغماتية” طوال عقود، والإعتماد بشدة على الاستفادة من الثروات الوطنية في جذب الحلفاء.

مع هذا بدأت “السعودية”، مؤخرًا، حرب على “اليمن” لا يُرى لها نهاية واضحة في الأفق، بالإضافة إلى الفجوة بين أعضاء “مجلس التعاون الخليجي” و”قطر”، وخطف رئيس الوزراء اللبناني، “سعد الحريري”.

ونقطة اتصال كل هذه المشاريع؛ هي مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة وتوطيد سلطة “آل سعود”.

لكن، حتى الآن، فشلت هذه التوجهات في تحقيق الغرض المتوقع. مع هذا فـ”العراق” استثناء. حيث تتطلع “السعودية”، فيما يبدو، إلى دبلوماسية براغماتية تستهدف مد جسور العلاقات، (بعد عداء استمر 35 عامًا)، على إمتداد الأفق الطائفي.

وبحسب الإدعاءات السعودية؛ فالهدف الرئيس هو تقويض النفوذ الإيراني في “العراق”، حيث يوفر “العراق” فرصة لـ”السعودية”، (مقارنة مع سوريا ولينان)، للحصول على موطيء قدم. بحسب موقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ نقلاً عن (مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية) الإيراني.

لعبة قديمة : سياسة الطائفية (2003 – 2014)..

كانت “السعودية” تنافس “العراق”، (رغم الحدود التي تمتد حتى 800 كيلومتر بين البلدين)، من المنظور التاريخي، على النفوذ في المنطقة.

وتتوجس “الرياض” لقيام أي نوع من الحكم الشيعي في المنطقة، لأنه وطبقًا للإدعاءات السعودية يمثل هكذا أمر؛ تحفيز للكتلة الشيعية السعودية في المحافظة الشرقية.

ولم يكن بين البلدين علاقات طبيعية، منذ العام 1990، حين بادرت “السعودية” إلى قطع العلاقات مع “العراق”، على خلفية مهاجمة “صدام حسين”، دولة “الكويت”، وإزدادت الخلافات سوءً في العام 2003، لأن الهجوم الأميركي ضرب هيكل الحكومة في “العراق” وخلق نوعًا من الفراغ في السلطة.

وقد دعمت الحكومات السُنية، في “مجلس التعاون الخليجي”، و”تركيا”، الفصائل العراقية ذات التوجه السُني الواضح، حيث أغدقت “السعودية” الأموال على رجال الدين والقبائل السُنية الموالية؛ مثل “شقر”، بغرض تقييد النفوذ الإيراني.

وقد وصلت “وحدة الدراسات العراقية”؛ إلى نتيجة مفادها أن النخبة السعودية تكفلت بتوفير الدعم المالي للمتمردين السُنة، حيث أكد مسؤول عراقي تخصيص “السعودية” مبلغ 25 مليون دولار لأحد رجال الدين السُنة في “العراق”؛ أنفقها على شراء الأسلحة، لا سيما الصواريخ الروسية المضادة للطائرات.. لكن بالنهاية فشلت “السعودية” بتحقيق هدفها الرئيس بشأن تقييد النفوذ الإيراني في “العراق”.

وكما أعلن دبلوماسي سعودي رفيع المستوى، مؤخرًا، لـ”وحدة الأزمة الدولية”: “فقد تفوقت إيران علينا في كل مكان”.

تغييرات 2015..

سعت “الولايات المتحدة”، وحلفاءها، (بعد التقارب “العراقي-السعودي” في 2015)، لإقناع “الرياض” باستئناف المشاركات مع “بغداد”.

لكن الملك السعودي تجاهل هذه الدعوات؛ وتجنبت “السعودية” العمل مع حكومة تحظى، (كما تدعي السعودية)، بالدعم الإيراني.

وكانت “السعودية” تعتمد، قبل العام 2015، على شبكة من القنوات غير الرسمية في فهم التطورات العراقية. ومن ثم تعسر على “الرياض” فهم طبيعة المتغيرات العراقية وتقيد النفوذ الإيراني عن بُعد.

لكن غيرت “السعودية” سياساتها، في العام 2015. حيث تقرر عودة السفير السعودي إلى “العراق”، بعد قطيعة دامت 25 عامًا تقريبًا. وعُقدت اللقاءات الدبلوماسية بين الجارتين، حيث إلتقى رجل الدين الشيعي، “مقتدى الصدر”، المعروف بانتقاد السياسات السعودية الداخلية والخارجية، ولى العهد السعودي، “محمد بن سلمان”، في “الرياض”، صيف 2015.

في العام نفسه؛ زار وزير الخارجية السعودي، “عادل الجبير”، العاصمة “بغداد”، أعقبت زيارة رئيس الوزراء العراقي، “حيدر العبادي”، إلى “الرياض”. كما زار وزير الداخلية العراقي، “قاسم الأعرجي”، عضو “منظمة بدر”، “الرياض”، أكثر من مرة.

التحديات..

بشكل عام؛ تتلخص تحديات “السعودية” في إقامة علاقات سياسية مع “العراق”، في :

1 – يرقب العراقيون المساعي السعودية، منذ العام 2003، بنظرة سلبية. وينقد المسؤولون السياسيون في “العراق”، الدور السعودي، في إطلاق الجماعات “الجهادية-السلفية”؛ مثل تنظيم (داعش).

2 – إطلاع شيعة “العراق” على دور “آل سعود” التاريخي في التعريض بأبناء المذهب بالمملكة، حيث لا يعترف ملوك “السعودية” بالتوجه المذهبي لأبناء الطائفة الشيعية.

فضلاً عن الموقف من السياسة الخارجية السعودية، في “البحرين” و”اليمن”، باعتبارها حرب وإنتهاك لحقوق الشيعة.

3 – تطبيع “السعودية” مع “إسرائيل”؛ يزيد صعوبة المسألة بالنسبة للعراقيين الذين ينتقدون سياسات “الكيان الإسرائيلي” ضد الفلسطينيين.

النتيجة..

توجه “السعودية” الجديد، حيال “العراق”، هو عودة للدبلوماسية البراغماتية، حيث إعادة النظر في سياساتها الخارجية كنتيجة للاستفادة من أخطاء الماضي في “العراق”.

فلم يحول دعم الفصائل السُنية، على مدى عقد، دون تهميش أهل السُنة في “العراق” وتعاظم النفوذ السعودي.. وبينما تركز الصحف ووسائل الإعلام على الصراع “السُني-الشيعي”، في الشرق الأسط، تستهدف السياسات السعودية، في “العراق”، الاتفاق مع التوجه الشيعي بغرض المواجهة ضد “إيران”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب