التوتر يغلق 39 مركزا انتخابيا والمساجد تدعو للتصويت

التوتر يغلق 39 مركزا انتخابيا والمساجد تدعو للتصويت

يتوافد العراقيون منذ صباح اليوم الأربعاء، الى مراكز الاقتراع في عموم المحافظات العراقية، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة، وتحليق منخفض لمروحيات عسكرية وطائرات مراقبة من دون طيار وانتشار لقوات الجيش والشرطة. فيما أشارت المعلومات الأولية الى ارتفاع الخروقات الانتخابية، خصوصاً من قبل القوات الأمنية، ولصالح رئيس الحكومة نوري المالكي.

وكشف المراقب الدولي المعتمد في بغداد، جون ماكنمار، عن تسجيل 23 خرقاً انتخابياً، بينها 12 خرقاً أحمراً يطعن بشرعية الانتخابات، في عدد من المراكز ببغداد والأنبار وكربلاء وميسان والسماوة، غالبيتها ارتُكبت من قبل قوات نظامية تابعة للجيش والشرطة.
وأوضح ماكنمار، في حديث لـ “العربي الجديد”، أن “الانتخابات تجري على نحو متفاوت بين مدينة وأخرى، لكن هناك خروقات انتخابية كبيرة تم تسجيلها ورفعها الى مكتب بعثة الأمم المتحدة بالعراق، من بينها اجبار مواطنين على انتخاب قائمة رئيس الوزراء ومنع قوات الجيش من وصول المواطنين من مكونات معينة الى مراكز الانتخاب، وتهاون في إجراءات حمايتهم من مليشيات مسلحة، فضلاً عن دخول مسؤولين ووزراء، الى مراكز الانتخابات وإعاقة وصول مراقبين دوليين ومحليين الى الأنبار من قبل قوات تابعة لوزير الدفاع، وهو مرشح للانتخابات. كما تم رصد تأخر وصول صناديق الاقتراع عن مدن معينة لها ولاءات معروفة”. ولفت المراقب الدولي الى أن قائمة رئيس الوزراء نوري المالكي، أكثر القوائم خرقاً للنظام والقانون، تليها قائمة وزير الدفاع سعدون الدليمي، ثم قائمتي “التيار الصدري” و”متحدون”.

نداءات من المساجد
ووجهت العشرات من مساجد العاصمة بغداد، نداءات الى المواطنين بالتوجه الى مراكز الاقتراع للتغيير وتحدي، ما وصفته بإجراءات الجيش التعسفية ضد المواطنين. وطالب جامع الإمام أبو حنيفة النعمان في الأعظمية الأهالي للنفير الى صناديق الاقتراع من أجل ألا يقتل العراق مرة أخرى. فيما دعا مفتي الديار العراقية رافع الرفاعي العراقيين، للمشاركة بالانتخابات بشكل كبير نساءً ورجالاً. وقال الرفاعي في اتصال هاتفي مع “العربي الجديد” إنها “مسألة مصير وهوية واثبات وجود هناك من يحاول إبعاد العراقيين السنة عن الانتخابات ويجب ألا نسمح لهم بذلك”.

إقبال متفاوت
وقال المتحدث باسم مفوضية الانتخابات عزيز الخيكاني إن “نسبة إقبال المواطنين خلال الساعة الأولى من فتح صناديق الاقتراع متفاوتة حسب المحافظات، اذ شهدت محافظات الوسط والجنوب وبغداد نسباً أعلى من باقي المناطق الغربية والشمالية”، مبيّناً أن “أي مشاكل لم تسجل  لدينا حتى الآن على مستوى انسيابية التصويت”، متوقعاً أن “ترتفع نسبة الاقبال خلال الساعات القليلة المقبلة”.
وبلغت النسبة بحسب وزارة الداخلية، حتى ساعات الظهر الأولى، بالتوقيت المحلي، 34.66 في المئة، كما تمّ اغلاق 39 مركزاً انتخابياً لأسباب أمنية في محافظات عدة.
وأفاد عضو منظمة “تموز” لمراقبة الانتخابات، خالد فرحان، لـ”العربي الجديد”، بأن “حركة المواطنين تجاه صناديق الاقتراع لا تزال محدودة حتى الآن لكن نتوقع أن ترتفع أكثر”، مضيفاً أن “12 حالة مشادة كلامية وعراك بالأيدي وإطلاق نار في الهواء وقعت قرب مراكز انتخابية، بين أنصار للمالكي، وكتل أخرى. كما تم تسجيل خروق انتخابية لقوات الأمن، تمثلت في دخولها الى مراكز الاقتراع بسلاحها والترويج للمالكي”، معقّباً بأن “حظر التجوال حد بشكل كبير من حركة المواطنين وإقبالهم على المراكز”.
ويتنافس في الانتخابات البرلمانية 9032 مرشح على 328 مقعداً في مجلس النواب المقبل، بمشاركة أكثر من 21 مليون ناخب. وعلم “العربي الجديد”، أن “كلاً من رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته نوري المالكي، ورئيس المجلس الأعلى عمار الحكيم، ونائب رئيس الوزاء حسين الشهرستاني، وأعضاء في البرلمان العراقي أدلوا بأصواتهم في محطة اقتراع خاصة وسط المنطقة الخضراء”.
وقال المالكي في حديث قصير للصحافيين عقب خروجه من محطة الاقتراع إن “فوز ائتلاف دولة القانون مؤكد بالانتخابات البرلمانية، لكنني أتحدث الآن عن حجم هذا الفوز ومقداره. وأنا مستعد للتحالف مع أي جهة لتشكيل الحكومة الجديدة بشرط عدم طائفيتها وأن تحترم الهوية العراقية”، مضيفاً أن “الأجهزة الأمنية سترد بشكل واضح على أي محاولة للتدخل في عمل المراكز الانتخابية للتأثير على النتائج”.
من جهته، دعا زعيم المجلس الإسلامي الأعلى عمار الحكيم، الى تشكيل فريق سياسي متجانس لإدارة الحكم في البلاد، مؤكداً احترامه لقرار الشعب العراقي في اختيار مرشحيه. وقال الحكيم في حديث الى عدد من وسائل الإعلام، عقب الادلاء بصوته، إن “التجربة العراقية تبقى تجربة مميزة، وحققت الكثير من الانجازات. وشاركنا في حملة انتخابية وتنافسنا بشرف. واليوم هو يوم القرار وسيجري احترام قرار الشعب في اختيار مرشحيه”.
وأضاف الحكيم: “قلوبنا مفتوحة وأيدينا ممدودة للجميع، ونريد أن نشكل فريقاً سياسياً متجانساً لإدارة البلاد يساهم في بناء البلاد خلال السنوات المقبلة، وما يهمنا هو الفريق المتجانس وليس تشكيل حكومة شراكة أو الغالبية السياسية، لأن عدم تشكيل هذا الفريق سيعني بقاء العراق متخبطاً”.
كذلك، أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر خلال إدلائه بصوته في الانتخابات بمدينة النجف:”لقد جئنا للإدلاء بأصواتنا تضامناً مع جمهورنا ومن أجل تغيير المواقع في البلاد الحالي، وأدعو العراقيين الى التغيير لتحقيق رفاهية للشعب العراقي”.

قتلى في هجمات على مراكز الاقتراع
وترافقت عملية الاقتراع مع هجمات استهدفت الناخبين والقوات الأمنية قرب مراكز الاقتراع، وأسفرت عن مقتل وجرح نحو 47 عراقياً، في الرمادي وسامراء والموصل وكركوك وبعقوبة. وقال مصدر رفيع بوزارة الداخلية العراقية أن هجوماً صاروخياً استهدف أربعة مراكز في الرمادي وسامراء، أسفرا عن مقتل مدنيين اثنين ورجل أمن واصابة 12 آخرين. فيما قتلت سيدتين، وأصيب ثلاثة مواطنين اخرين بانفجار عبوة ناسفة استهدفت مركزاً انتخابياً في بلدة الدبس شمال غرب كركوك. وقتل خمسة عراقيين بينهم ثلاثة من رجال الأمن، وأصيب خمسة آخرين في حصيلة أولية لتفجير عبوة ناسفة بمحيط مركز انتخابي شمال شرق مدينة بعقوبة.
وفي الموصل، قتل ضابط بالجيش وجندي وأُصيب أربعة آخرين بانفجار عبوتين ناسفتين متزامنتين استهدفتا مركزاً انتخابياً في منطقة الساحل الأيسر شرقي الموصل.
 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة