9 أبريل، 2024 3:19 م
Search
Close this search box.

التناحر القطري الإماراتي على “القرن الإفريقي” .. يثير القلق الإقليمي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

تحولت منطقة القرن الإفريقي لساحة نزاع بين دولتي “الإمارات” و”قطر”؛ في ظل الخصومة الخليجية مع “الدوحة”.

تقول مجلة (فوربس) الأميركية؛ أن الإمارات وقطر يتباريان لتصدر زمام المبادرات على طول ساحل شرق إفريقيا، من “السودان” إلى “الصومال”، حيث تعهدتا باستثمارات بمليارات الدولارات وتدفقات كبيرة من المعونة.

أصبحت العلاقات الدبلوماسية والعسكرية والتجارية بين البلدين على المحك، وتعتبر معركة النفوذ بين البلدين هي الأشرس، وفقاً للكميات الكبيرة من “النفط الخام” الذي يمر عبر هذه المياه في طريقها من “الخليج” إلى “قناة السويس” وما وراءها.

وكانت آخر سلسلة حلقات المنافسة بإفريقيا، هي إعلان “قطر”؛ خلال الأسابيع القليلة الماضية، خطة بقيمة 4 مليارات دولار مع حكومة “السودان” لتطوير “ميناء سواكن” على البحر الأحمر. وجاء هذا الإعلان بعد بضعة أشهر فقط من موافقة “تركيا”، الحليف الوثيق لـ”قطر”، على تطوير منشأة بحرية في “سواكن”، وهي علامة واضحة على أن دولة “الإمارات العربية المتحدة” – التي كانت أكثر دول الخليج نشاطاً في هذا الجزء من إفريقيا – تواجه تحدياً لجهودها وموقفها في تلك المنطقة من العالم.

تقهقر دور الإمارات..

على الرغم من تصدر “الإمارات” لمناحي الإستثمار في إفريقيا، إلا أن العلاقات شهدت توتراً في الفترة الأخيرة، حيث كانت “دبي” تقود الطريق في إفريقيا، على مدى العقد الماضي أو أكثر، بعد أن أقامت شراكات مع “غيبوتي” وجمهوريتي “بونتلاند” و”أرض الصومال” الانفصاليتين.

لكن حدث، في شباط/فبراير الماضي، أن ألغت حكومة “غيبوتي” عقد “شركة موانيء دبي العالمية” بإدارتها “ميناء دوراليه” بغيبوتي. واتهمت “موانيء دبي العالمية” حكومة غيبوتي “بالإستيلاء غير القانوني على محطة الحاويات”؛ في ما وصفته بأنه محاولة لإجبارها على إعادة التفاوض بشأن شروط عقدها. وإستجابة لإجراءات الحكومة، أطلقت “موانيء دبي العالمية” إجراءات في “محكمة لندن” للتحكيم الدولي.

وكان قد حدث قبل هذا الخلاف بـ”ميناء دوراليه”، أزمة كبيرة بين “غيبوتي” و”الإمارات”، في نيسان/إبريل 2015، عندما قررت السلطات الغيبوتية طرد القوات العسكرية التابعة لـ”الإمارات العربية المتحدة” و”المملكة العربية السعودية” من القاعدة العسكرية في “أوراموس”، عقب إشتباك بين قائد سلاح الجو في غيبوتي، “وهيب موسى كالينلة”، ونائب القنصل الإماراتي، “علي الشحي”.

ومع ذلك؛ لا تزال “الإمارات العربية المتحدة” تحتفظ بنفوذ قوي في “أرض الصومال” و”بونتلاند”، وهما جمهوريتان أعلنتا انفصالهما عن “الصومال”، لكن لا تعترف بهما الحكومات الأخرى.

تقوم “موانيء دبي العالمية” بتطوير الميناء والمنطقة الحرة في “بربرة”، بالشراكة مع حكومة “أرض الصومال” والحكومة الإثيوبية.

كما تقوم دولة “الإمارات العربية المتحدة” بتطوير قاعدة عسكرية بالقرب من “ميناء بربرة”، وقد وافق البرلمان الصومالي، في شباط/فبراير عام 2017، على إبرام العقد في ظروف مثيرة للجدل.

وفي “بونتلاند”، تدير شركة “P & O Ports”، المملوكة لحكومة “دبي”، “ميناء بوصاصو” بموجب اتفاق مدته 30 عامًا تم الاتفاق عليه في نيسان/أبريل من العام الماضي.

وتعتبر العلاقة مع “بونتلاند” من بين الدول الأطول أمداً لدولة “الإمارات العربية المتحدة”، حيث قامت “أبوظبي” بتمويل برنامج تدريبي لشرطة “بونتلاند” في عام 2010.

كما قدمت “الإمارات” التدريب للجنود الصوماليين في العام الماضي. ومع ذلك؛ فإن كل صفقة تقوم بها حكومة “الإمارات”، أو الشركات الإماراتية، في “أرض الصومال” و”بونتلاند” من شأنها أن تقوض علاقتها بالحكومة المعترف بها دولياً في “مقديشو”.

مبادرات قطر في إفريقيا.. إزعاج للمنطقة..

على جانب آخر؛ تبدو “قطر” حريصة على استغلال الإمكانيات في إفريقيا، حيث تعهدت بتقديم مساعدات قيمتها 385 مليون دولار للسلطات الصومالية، وأكدت دعمها لحكومة “مقديشو” في “مؤتمر للمانحين في لندن”، في أوائل آذار/مارس الماضي.

وتنسق “الدوحة”، بالتوازي مع إجراءات “أنقرة”، حيث تعمل “مجموعة البيرق” التركية في “ميناء مقديشو”، منذ أيلول/سبتمبر 2014، ولدى “تركيا” أكبر قاعدة عسكرية لها بالخارج في العاصمة الصومالية، وأنقرة أيضاً لديها أكبر سفارة لها في الصومال.

وترى المجلة الأميركية أن “الصومال” تعتبر ذات قيمة كبيرة؛ لوجود فرص تجارية مباشرة تستحق استغلالها بالنسبة لـ”قطر”، وهي في الوقت نفسه منطقة مفيدة كقاعدة لعمليات “الإمارات” و”السعودية” في “اليمن”.

ونقلت (فوربس)؛ عن “تيموثي ويليامز”، من المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز دراسات دفاعي في لندن، قوله حول إن المبادرات المختلفة لدول الخليج “بدأت تزعج النظام الإقليمي بالمنطقة”.

ويشير، على وجه الخصوص، إلى أن قرار “قطر” بتقديم التمويل لمشروع “سد النهضة” الأثيوبي قد أثار غضب “مصر”، كما أن الانتشار العسكري لدولة “الإمارات العربية المتحدة” في “إريتريا”؛ “قد أدى إلى تدهور علاقاتها المتوترة أصلاً مع إثيوبيا والسودان”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب