“التمييز”.. مازال يطارد طموح النساء السياسي في جنوب آسيا

كتبت – بوسي محمد :​

ظهر عدد لا بأس به من النماذج الناجحة من النساء في شبه القارة الهندية، حيثُ تقلدن المناصب السياسية الهامة، وحققن خلال فترة تقلدهن لبعض المناصب الرئاسية والقيادية نجاحاً كبيراً، وتأتي على رأس القائمة “أنديرا غاندي” التي شغلت منصب رئيس وزراء الهند لثلاث فترات متتالية، و”بينظير بوتو” رئيس وزراء باكستان الأسبق، والزعيمة السياسية في بورما “أون سان سو تشي”، و”ماماتا بانيرجى” أول إمرأة هندية تترأس ولاية البنغال الغربية بعد 34 عام من الحكومات الشيوعية المتعاقبة، وهي نجمة لامعة لمحبيها وأطلقوا عليها “ديدى” أي الأخت الكبرى من باب التودد، ويرجع حب الناس لها وشعبيتها كونها أول إمرأة في شبه القارة الهندية تتولى مقاليد السلطة دون أن تكون شقيقة أو نجلة أو زوجة رجل سياسي كبير، وغيرهن من النساء اللائي اثبتن أن المرأة لا تقل قدرة عن الرجل.

وكانت “سريلانكا” في 1960، أول دولة في العالم تتولى رئاسة الحكومة فيها إمرأة وهي “سيريمافو باندارانايكي”، هكذا استهلت مجلة “الإيكونوميست” البريطانية تقريرها الأحدث، والتي سلّطت فيه الضوء على قضية تهميش دور المرأة في المجتمع الآسيوي، وقلة مشاركتها في المجال السياسي.

27% فجوة بين الرجال والنساء
تشير المجلة البريطانية، إلى أنه رغم كل هذه النجاحات اللائي حققتها النساء في مجال السياسية، إلا أن الإحصاءات تكشف عن وجود فجوة كبيرة بين النساء والرجال بنسبة 27%، وحصة النساء الهنديات العاملات أقل من نصف المستوى مقارنة بالنساء العاملات في “الصين والبرازيل”، والحال كذلك في “بنغلاديش” المجاورة.

لافتة “الإيكونوميست”، إلى أنه في عام 2012، وجد المسح الأسري أن “4: 5 من النساء الهنديات في حاجة إلى إذن أزواجهن أو العائلة لزيارة عيادة محلية”، وقال “33.3 أن النساء في الهند لا يسمح لهن بالذهاب وحدهن”، في حين “قال أكثر من النصف من الأشخاص، أن النساء لا يستطعن زيارة متجر أو حتى صديق دون الحصول على موافقة شخص آخر، وقال 70٪ من الأشخاص أن النساء في الهند لا يشعرن بالأمان حال إذا كان العمل بعيداً عن المنزل، واعتقد 52٪ أنه من الطبيعي للزوج أن يضرب زوجته إذا غادرت المنزل دون علمه”، وعلى الرغم من طرح قانون جديد في عام 2005 لحماية المرأة من العنف الأسري، إلا أنه وجد أن الهند تسجل حدوث حالة عنف أسري كل خمس دقائق.

قلة النساء المشاركات في الحياة السياسية
تؤكد المجلة البريطانية، إلى أن النساء يشكلن نسبة 12% من مجلس النواب في “البرلمان الهندي”، موضحة أن نصيب المرأة من المقاعد منذ 50 عاماً ارتفع بنسبة 6% في مجلس النواب، ويرجع الفضل في هذا للقوانين التي تحدد إما ثلث أو نصف المقاعد للمرشحات.

في وقت سابق من شهر شباط/فبراير المنصرم، قام عدد من الرجال المعترضين على الجهود الرامية إلى فرض حصة للمرأة في الإنتخابات المحلية بأعمال شغب في “ناغالاند”، وهي دولة تقع على الحدود مع ميانمار، إعتراضاً على حق مشاركة النساء في خوض المجال السياسي.

ورأت الإيكونوميست، أن هذه الإضطرابات أزاحت الستار عن أسباب بطء التقدم في المساواة الجنسية. مؤكدة على أن قضية تمكين المرأة سياسياً وتعزيز مشاركتها الفعالة في العمل السياسي مازالت منقوصة بشكل ملحوظ، ولم تحظ بإهتمام كبير على أجندة الأحزاب السياسية الحكومية، وذلك بسبب الواقع الإجتماعي السائد ورسوخ النظرة الدونية للمرأة.