11 أبريل، 2024 3:39 م
Search
Close this search box.

“التمساح” يكشف .. صراع نفوذ واستعراض عضلات المؤسسات الأمنية الإيرانية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

كان “محمود واعظي”، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، قد نبّه رئيس هيئة الإذاعة والتليفزيون الإيرانية، خلال اجتماع مجلس الوزراء، بشأن مسلسل (التمساح)، وشكا التعاطي السيء للمسلسل مع “وزارة المخابرات” وغيرها من المؤسسات كـ”المجلس الأعلى للأمن القومي” و”وزارة الخارجية”.

وهذا التنبيه يعيد إلى الأذهان، العام 1998، وإذاعة برنامج (المصباح) التليفزيوني على (القناة الأولى)، حيث وجه “روح الله حسينان”، السياسي المتشدد، من خلال البرنامج عدد من الاتهامات لأعضاء الحكومة، آنذاك، و”وزارة المخابرات”؛ بشأن عمليات القتل المتسلسلة، الأمر الذي استدعى منع رئيس هيئة الإذاعة والتليفزيون من حضور اجتماع مجلس الوزراء. بحسب موقع (راديو الغد) الأميركي الناطق بالفارسية.

تفوق مخابرات “الحرس الثوري” على وزارة المخابرات..

وبعد مرور عشرين عامًا لا يبدو رئيس الجمهورية في مكانة تخوله التعامل بنفس هذا الأسلوب مع رئيس هيئة الإذاعة والتليفزيون، حيث اقتصرت ردود الأفعال على هذا التنبيه الفارغ وتغريدات “حسام الدين آشنا”، مستشار الرئيس، “حسن روحاني”، وتلميح “محمد جواد ظريف”، وزير الخارجية.

والسؤال: لماذا تبدو حكومة “روحاني”، التي تموج بالكثير من الشخصيات الأمنية، بمثل هذا العجز إزاء هذا المسلسل الأمني ؟!

قبل الإجابة على السؤال، لابد من البحث في موضوع آخر. دعونا نفترض كما يدعي فريق مسلسل (التمساح)، أن أحداث المسلسل بالكامل تقوم على معطيات واقعية مأخوذة عن مصادر أمنية مقربة مثل منظمة استخبارات “الحرس الثوري”؛ التي تفوقت على “وزارة المخابرات”، خلال السنوات الماضية، في عدد من الملفات المهمة، مثل القبض على مزدوجي الجنسية، وعدد من نشطاء البيئة، وعدد من المسؤولين عن قنوات (التليغرام)، وعضو فريق المفاوضات النووية، “وبابك زنغاني”، بل لم يسلم وزير المخابرات من الاتهامات، وتم الفصل في جميع هذه الملفات بمساعدة السلطة القضائية، في حين لم تحقق رؤية “وزارة المخابرات” أي نتائج.

رسالة قديمة !

وفي ضوء هذه المعطيات؛ حيث تفوقت مخابرات “الحرس الثوري” على “وزارة المخابرات”، وإثبات فرض الحد الأكبر من السيادة على العلاقات الإيرانية المخابراتية والأمنية، فما الحاجة للبوح بهذا الانتصار والوقوف وراء إنتاج مسلسل تليفزيوني ؟

والإجابة تستدعي البحث في العلاقات الرئيسة. وأنسب نقطة للبداية هي؛ رسالة 24 من قيادات “الحرس الثوري”، عام 1999، للرئيس الإيراني، آنذاك، “محمد خاتمي”. وقد كُتبت هذه الرسالة التحذيرية بعد أربعة أيام على اندلاع مظاهرات “الحرم الجامعي” من العام نفسه، حيث تقدم هذه الرسالة نموذج عام لكيفية تعامل “الحرس الثوري” مع الحكومة.

ولقد لعب “الباسيج” دور حجز الزاوية في هذا التعامل. وأتبع “الحرس الثوري” نفس الأسلوب، عام 2001.

قاعدة “خاتم الأنبياء”..

ومن المنظمات التي أعتمد عليها “الحرس الثوري”، في المواجهة ضد الحكومات المختلفة، قاعدة “خاتم الأنبياء”، وقد بلغت هذه القاعدة ذروة نشاطها في عهد، “أحمدي نجاد”، حيث عين “رستم قاسمي”، رئيس قاعدة “خاتم الأنبياء”؛ وزيرًاً للنفط؛ في حكومة “أحمدي نجاد”. و

لم يقتصر تعاظم قوة قاعدة “خاتم الأنبياء”، باعتبارها قناة “الحرس الثوري” المالية وأداة سيادته على المشاريع العمرانية والاقتصادية، وإنما هيأت كذلك لقمع القطاع الخاص. باختصار لعبت قاعدة “خاتم الأنبياء”، آنذاك، نفس دور “الباسيج” على الساحة السياسية.

في الوقت نفسه إزدادت رؤية “الحرس الثوري” الأمنية قوة. وقد اتضحت هذه الرؤية في الأعوام الأخيرة من حكم، “أحمدي نجاد”، لكن “منظمة مخابرات الحرس الثوري” أبدت نفسها بشكل أكبر باعتبارها نصل الهجوم في حكومة “حسن روحاني”.

في هذه الفترات الثلاث؛ تحول قطاع الإعلام لـ”الحرس الثوري”، الذي شمل في البداية المساعدة السياسية للإذاعة والتليفزيون، ثم إطلاق عدد من وكالة الأنباء والمواقع الإلكترونية كخطوة ثانية، وأخيرًا ظهور قنوات (أفق) و(أوج)؛ وتعاظم الجيش الإلكتروني إلى أحد أدوات “الحرس الثوري” الهجومية.

بعبارة أدق، ما نراه في مسلسل (التمساح) ليس صراع قوة جديد أو حدث عجيب؛ وإنما استمرار منطق للأنشطة المؤسسية والتي جمعها، “حسن روحاني”، في قوله: “الاستثمارات، والمواقع الإلكترونية، والصحف، ووكالات الأنباء، القدرات العسكرية، وغيرها من مظاهر استعراض القوة”.

إن تسليط الضوء على هذا المسلسل في وسائل الإعلام الإيرانية وشبكات التواصل الاجتماعي؛ ليس بالضرورة نتاج حساسية ورد الفعل المجتمع أو رد فعل سياسي ذو معنى. ويذكرنا هذا المسلسل بجروح حكومة، “حسن روحاني”، والجروح الأمنية الحكومية، والأهم كما يقول المسؤولون؛ محاولة الاستيلاء على عدد من إنجازات الحكومة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب