20 أبريل، 2024 1:31 ص
Search
Close this search box.

التليفزيون الروسي .. أداة بوتين لتشويه أوكرانيا و”تأثير زيلينسكي” يُحرج الكرملين !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

تحاول “روسيا” بقيادة الرئيس، “فلاديمير بوتين”، محاربة “أوكرانيا” على المستوى الشعبي، خاصة منذ التدخل العسكري الروسي، لذا فإن وسائل الإعلام، المسيطر عليها من قِبل الدولة، تسعى إلى تشويه صورة الدولة الجارة، منذ عام 2014، وتُركز بشكل أكبر على المسؤولين؛ إذ تصورهم بأنهم فسدة ومتسامحين مع الفاشية ومصادر للفقر إلى جانب كونهم قوميين ولا يتعاملون بعدل مع المسؤولين الروس.

لكن الصيف الماضي؛ شهد بروز ما عُرف باسم “تأثير زيلينسكي”، نسبة إلى الرئيس الأوكراني، “فلوديمير زيلينسكي”، خاصة بالتزامن مع موجة المظاهرات التي اجتاحت عدة مناطق روسية، لأن الرئيس الأوكراني لم يكن من السهل تشويه صورته، لأنه في النهاية، يعرفه المواطنون الروس؛ حتى قبل قدوم “بوتين” على رأس السلطة، بفضل العروض التي كان يقدمها ضمن برنامج (KVN) السوفياتي، وكانت حلقاته تعرض في التليفزيون الروسي، ويعتبرونه رجل لطيف، ولد وتربى في مدينة “كيرفي ريه”.

لذا كان لابد من البحث عن طريقة مختلفة لتشويه صورته، وعمدت وسائل الإعلام الروسية إلى تصويره على أنه مهرج ورجل تقديم عروض ولا يتمتع بخبرة سياسية، ومع ذلك لم تشوه صورته كليًا، وبحسب بيانات، “Levada-Center”؛ فإن 31% ممن استطلعت آراءهم، أرادوا أن يربح “زيلينسكي” قبل إجراء الانتخابات في “أوكرانيا”.

كما شهدت الأشهر الأخيرة؛ بروز شعبية “زيلينسكي”، في “روسيا”، بدرجة أكبر من شعبية “بوتين”، وبحسب بيانات مؤسسة، “Levada-Center”، فإن شعبية الأول بين المواطنين الروس وصلت إلى 73% مقابل 60% حصل عليهم رئيس الكرملين، وهو أمر غريب من الناحية التاريخية أن يحصل قائد الدولة الجارة الفقيرة على نتائج أفضل من الرئيس الأبدي لـ”روسيا”.

ومع ذلك؛ لا يزال يواجه “زيلينسكي” معضلة كبيرة أمام شعبه؛ وشهدت شعبيته تراجعًا كبيرًا، خاصة في ظل انخفاض درجات الحرارة الشديد الذي يضيف أعباء إضافية على المواطنين الذين يضطر بعضهم إلى دفع ما يزيد عن نصف رواتبهم لشراء الوقود اللازم للتدفئة.

موسكو توقف عرض مسلسل لـ”زيلينسكي”..

انتقل “زيلينسكي” من عالم الفن والكوميديا إلى عالم السياسة بهدف “تغيير الأوضاع”، ومنذ توليه الرئاسة في آيار/مايو الماضي؛ يتسائل كثير من الروس هل من الممكن أن يسهم انتصاره الرائع، بعد حملة ناجحة ضد النخبة السياسية، في كسر الجليد داخل المجتمع المدني الروسي، لكن حتى الآن لا تريد “موسكو” المزيد من تأثير “زيلينسكي”، وكانت أحدث مظاهر هذا الرفض قرار شبكة (تي. إن. تي) الروسية وقف عرض المسلسل الأوكراني، (خادم الشعب)، الذي يجسد فيه الرئيس الأوكراني دور مدرس جريء يفوز في الانتخابات الرئاسية بشكل غير متوقع، بعد يوم واحد من بداية عرض الموسم الثالث.

وتسيطر الدولة الروسية على وسائل الإعلام، وخاصة ما يعرض على التلفاز، وغالبًا يتم استبعاد أي برنامج يحتوي على سخرية من الرئيس، وكأنت أشهر واقعة إلغاء عرض برنامج (الدُمى)؛ الذي كان يقدمه، “فاسيلي غريغورييف”، بعد سخريته من “بوتين”، عام 2002، بعد استمرار عرضه لـ 8 سنوات.

جاء القرار بعدما لعب “زيلينسكي” بالألفاظ مستخدمًا لفظًا مهينًا للرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، إذ ظهر “زيلينسكي”، في المسلسل، محاطًا بمجموعة من مساعديه بينما يحاول اختيار ساعة جديدة لإرتداءها، فيقولون له: “إن بوتين يرتدي ساعة هوبلوت”، فيتسائل “زيلينسكي”: “بوتين.. هوبلوت ؟”، وهي جملة لها معنى جنسي في العامية الروسية، لكنها أكتسبت شهرة كبيرة منذ دخولها عالم السياسة، إذ باتت جملة “بوتين هوبلوت” شعارًا شعبيًا يردده المشجعون داخل الملاعب وفي المظاهرات منذ التدخل العسكري الروسي جنوب شرقي “أوكرانيا”.

وفيما يخص (خادم الشعب)، أقتطع الجزء الذي يحمل سخرية من الرئيس، لكن نظرًا لاختلاف التوقيت، لم يتمكن المسؤولون من قطعها في الوقت المناسب في بعض المناطق، لذا استطاع سكان المناطق الشرقية مشاهدة كيف سخر “زيلينسكي” من رئيسهم، بينما رفضت الشبكة الإدلاء بالمزيد من المعلومات حول الرقابة أو القص من المحتوى، مؤكدة أنه لم يكن متوقعا بث المزيد من الحلقات.

واستقبلت الطبقة السياسية المسلسل بكراهية شديدة، ومن جانبه، قال النائب، “فاديم مانوكيان”، إن عرض المسلسل على قناة روسية قرار مستفز وخطأ سياسي، مطالبًا بوقف بثه في الحال، كما صرحت النائة، “إلينا سوتورمينا”، بأن (خادم الشعب)؛ لم يحظ بأي اهتمام من جانب المشاهد الروسي، لكن منصة (أوكو) الرقمية أصدرت تقريرًا كشفت فيه أن شعبية المسلسل الأوكراني تخطت إقبال المستخدمين للإنترنت على مسلسل (تشيرنوبل)، الذي عرض لأول مرة، في آيار/مايو الماضي، وحقق نجاحًا كبيرًا.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب