التليفزيون الإيراني يقرأ .. مقترح تشكيل لجنة الخليج في “البرلمان الإيراني” (1)

التليفزيون الإيراني يقرأ .. مقترح تشكيل لجنة الخليج في “البرلمان الإيراني” (1)

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

عدم ثقة دول الخليج في “الجمهورية الإيرانية”، والانتشار المكثف للقواعد العسكرية الأجنبية؛ وبخاصة الأميركية بالمنطقة، كان بمثابة أولوية عسكرية وأمنية بالنسّبة للسلطة الإيرانية، الأمر الذي حال دون الاستفادة الاقتصادية من الخليج وجزره الثمانية وعشرون.

وحول هذا الموضوع استضاف البرنامج الإذاعي؛ (با اندیشه ورزان-مع المفكرين)، عبر أثير الإذاعة والتليفزيون الإيراني، كلًا من: “محمد رضا محمدی”، باحث أول في قضايا الشرق الأوسط والخليج، بمؤسسة الدراسات المستقبلية للعالم الإسلامي، و”مسعود رضایی”؛ قائم مقام مركز دراسات الخليج، للحديث عن محاور الإمكانيات الاقتصادية للخليج، وتطوراته الجيوسياسية على الاقتصاد الإيراني.

أهمية الخليج..

  • في رأيكم ما هي أهمية الخليج ؟

“محمد رضا محمدی” : في التعامل مع أهمية الخليج؛ علينا الابتعاد عن النظرة الأحادية، حيث ترتبط بهذا الموضوع مناقشات سياسية، واقتصادية، وأمنية، وثقافية.

من المنظور الاقتصادي؛ يقع: 565 مليار برميل نفط في منطقة الخليج عند مصّب “مضيق هرمز”؛ وهي تشمل حوالي: 63% من احتياطي النفط العالمي المعروف. مع الأخذ في الاعتبار لمسّألة أن هذا النفط رخيص الثمن؛ حيث أن عمق الخليج الضحل يجعل من استخراج هذا النفط اقتصادي للغاية، وحتى في فترات انخفاض أسعار النفط بشدة؛ (وقد حدث ذلك مرارًا)، فإن استخراج النفط من الخليج اقتصادي للغاية.

وحاليًا يؤمن الخليج نسّبة: 41%، من النفط العالمي. وعلى عكس السّائد في “إيران”؛ والعالم بخصوص تراجع أهمية النفط، توقعت دراسة مؤسسة الطاقة الأميركية؛ عام 2019م، أن يضطلع الخليج بتأمين: 65% من النفط العالمي بحلول العام 2030م.

وتشتمل الدراسة على الجوانب الاقتصادية والاستثمار الكبير في استخراج النفط من منطقة الخليج. وينطوي البُعد الآخر لأهمية الخليج، بالتواجد العسكري للقوى فوق الإقليمية. على سبيل المثال يحمل الأسطول الأميركي الخامس الموجود بـ”البحرين”؛ نحو: 07 آلاف جندي من القوات الجوية الأميركية. وهناك في “الكويت”: 13 ألف جندي تحت مُسّمى الجيش المركزي الأميركي، وفي “عُمان”: 700 جندي، بينما تضم القاعدة الأميركية في “قطر” حوالي: 13 ألف جندي أميركي. ويتواجد: 05 آلاف جندي أميركي في قاعدة (الظفرة)؛ بـ”الإمارات”.

كذلك لا يُجدر تجاهل الاختلافات القومية والدينية بين الشمال في “إيران” والجنوب في الدول العربية، الأمر الذي جعل من الخليج جغرافيا سياسية شديدة التوتر.

“مسعود رضایی” : لو نُريد دراسة الإمكانيات المجهولة في الخليج، فإن علينا التركيز بالطبع على مسألة الجزر؛ حيث تمتلك “إيران” عدد: 28 جزيرة، بينها: 16 قابلة للسُّكني وتنفيذ مشروعات عمرانية وصناعية مختلفة.

لكن للأسف؛ كان هناك على مدى العقود الأخيرة عزوف عن تطوير المناطق الشمالية الإيرانية من الخليج، ولم تتم الاستفادة من الإمكانيات المحتملة للجزر الإيرانية، وهو ما يعكس عدم اهتمام الحكومات الإيرانية بالاستفادة من إمكانيات الخليج.

وتتضح أهمية الجزر بالنسّبة لـ”الجمهورية الإيرانية”، حين ننظر إلى دولة كـ”الإمارات”؛ التي أنشأت جزر صناعية على الضفة الجنوبية للخليج. وأول التداعيات السّلبية لذلك التفاوت بين شمال وجنوب الخليج، هو عدم امتلاك “إيران” كدول الخليج القدرة على التنمية وتهيئة مجالات التطورات الأساسية.

لذلك كان لابد في رأي من القيام بخطوة تشكيل لجنة جزر الخليج في “البرلمان الإيراني” قبل أي شيء آخر، بهدف التخطيط لتطوير الجزر وتقوية التجارة البحرية وكذلك تنمية السياحة.

التكامل مع الخليج..

  • يعود سبب الاختلاف في الخليج الفارسي إلى العوامل السياسية.. كيف يكون التحرك على مسّار التكامل ممكنًا ؟

“محمد رضا محمدي” : توجد في منطقة الخليج: 04 حوزات جغرافيا سياسية: الأولى: شبه القارة في الشمال الشرقي، والثانية: “إيران” في الشمال، والثالثة: ما بين النهرين في الشمال الغربي، والأخيرة: “السعودية” في الجنوب.

والحوزات الرئيسة في الشمال والجنوب؛ حيث تميل حوزة الشمال إلى التعامل بين القوى الإقليمية، بينما التناقض الداخلي وعدم الاعتماد على النفس داخل حوزة الجنوب.

والواقع أن الدول التي تشكلت على الضفة الجنوبية للخليج، تفتقر إلى المؤشرات اللازمة لبناء الدولة والعلاقة بين الحكومة والشعب؛ وينعدم الشعور الوطني المشترك بين أبناء هذه الشعوب.

والملاحظة الأخرى حول دول الخليج في المقارنة مع “إيران” هي تثبيّت الوحدة الجغرافية الإيرانية رغم تعاقب الحكومات، بينما لم تصل الدول العربية حتى الآن إلى مرحلة تثبّيت الجغرافيا.

بعبارة أخرى، هناك مخاوف بين هذه الدول من انهيار الهيكل الجغرافي بالقضاء على السلطة. والهدف الرئيس للسياسة الخارجية الإيرانية في رأيي هو ضرورة تعزيز هذه القضية بالنسبة للحكومات انطلاقًا من فهم “إيران” الكامل لملاحظات ومخاوف هذه الدول حديثة النشأة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة