28 مارس، 2024 1:29 م
Search
Close this search box.

التليفزيون الإيراني الرسمي .. يمارس “حرب نفسية” ضد نجمات الـ”إنستغرام” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

قبل يومين عرض التليفزيون الإيراني الرسمي فيديو اعترافات نجمات (إنستغرام).. وظهرت “مائدة هژبري، والناز قاسمي، وشاداب شکیب، وکامي یوسفي” على شاشات التليفزيون.

وقالت “مائدة”، وهي تبكي، في اعترافاتها أمام التلفزيون: “لم أكن أنتوي نشر مقاطع لا أخلاقية.. لكنني رقصت على موسيقى ونشرتها بعد أن أبدى كثيرون إعجابهم”.

أرقصِ كي نرقص !

لم يعلم متابعيهم شيئًا عنهن؛ وعما حدث لهن منذ شهر تقريباً.. بالنهاية تحققت التوقعات وأعادت سلسلة من الأفعال وردود الأفعال تلك النجمتان إلى صدارة الفضاء الإلكتروني. وأطلق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عدد 2 “هشتاغ” دعمًا للفتاة التي عرفت بـ”راقصة إنستغرام”، تحت عنوان (‌‌#مائده_هژبري) و(‌‌#برقص_تا‌_برقصیم)، (أرقصِ كي نرقص).

وكان الفيديو المعروض على شاشات التليفزيون الرسمي ضمن برنامج (بيراهه- الطريق الوعرة)؛ يشبه العروض التربوية، ويلتزم القواعد والصور النمطية لصناعة البرامج في مؤسسة الإذاعة والتليفزيون. فقد اُذيعت الاعترافات على أجزاء وبشكل مختلط، بحيث تقدم صورة معقدة وخارقة للعادة عن حياة جيل  الشباب.

وتعمل الموسيقى التصويرية على خلق أجواء درامية تنذر بكارثة وشيكة. وكذلك الصفارات المتكررة كبديل عن بعض الكلمات، مثل: “خمور” أو “أسماء الأفراد”. بحسب قول “مهتاب دهقان” على موقع (راديو زمان) الإيراني المعارض.

من جهة أخرى؛ توحي رؤية هذه القطع إلى عقولنا بأنها اعترافات. وينبي خبراء علم النفس نظريتهم على فرضية “أن النساء يبدين السلوكيات التمثيلية” في التعبير بأشكال مختلفة؛ والخبراء الثقافيين في “محكمة طهران” يريدون، بالألفاظ البلاغية في وسائل الإعلام القومية، بيان حجم الضرر الذي تسببه الوسائل المجازية على فيزياء ونفسية الأفراد.

مائده

منهج الحصول على الاعترافات..

ومنذ استقرار نظام “الجمهورية الإيرانية”، يُستخدم أسلوب الحصول على الاعترافات وإعلان التوبة؛ بغرض إسكات الأصوات الشاذة اجتماعيًا وسياسيًا. والحصول على الاعترافات يدمر نفسية الشخص بالشكل الذي يتيح للمحقق والخبير في آتون الإستتابة صياغة ماضي ومصير الفرد نيابةً عنه.

يتعلم المُعترف، في هذه العملية، الاستفادة من الكلمات والمفاهيم المصطنعة من جانب المؤسسات الدولية والإيديولوجية في وصف حالته. وبعد عرض الاعترافات على الملأ تتضح بالضرورة للمخاطب قابلية الاستفادة من هذه المصطلحات والكلمات.

وبالتالي تريد الحكومة، من عرضها للاعترافات للجمهور، ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد.. الأول: الاستثمار الاجتماعي للشخص المقبوض عليه، أي أنهم يجعلون منه مجرد عروسة في عروض خيال الظل التي يقدمونها للجمهور. والثاني: بلورة مجتمع من خلال هذا الشخص الشاذ اجتماعيًا بحيث يحول النظام عبر جعله عبرة وبث الرعب دون ظهور حركات مشابهة. وفيما يلي سوف يتضح كيف تعزز السلطة والمؤسسات الأمنية إفلاسها، وإذا كان النظام يملك ذرة عقلانية فسوف تكون هذه العملية للحصول على الاعترافات الأخيرة من نوعها..

فشل الحكومة والشذوذ الاجتماعي..

قبل أشهر قلما كانت تحظى الأنشطة الفنية والترفيهية على تطبيق (إنستغرام) باهتمام أجهزة السلطة. وبدأ الاهتمام الأمني يزداد بالتوازي مع “انتفاضة الفقر” مطلع العام الجاري، و”حركة فتيات شارع الثورة”، وأدركت الأجهزة الأمنية أن للفضاء الإلكتروني وجود موازي ومنظم في مواجهة السلطة.

وربما لهذا السبب خُصصت المنابر الرسمية للحديث عن تفاصيل تلكم الظاهرة، ويتحدث التليفزيون الرسمي للمرة الأولى إلى نجوم (إنستغرام) ويسألهم عن أسرار نجاحهم ودوافع نشاطاتهم.

وتعكس إجابة فتايات (إنستغرام) أنهن مجرد نجوم بين عدد لا يُحصى من النجوم الأخريات اللاتي لمعن بمحض الصدفة. إحداهن ترقص لإدخال السرور على الآخرين، والأخرى لم تخطط للأمر وصنعت فيديو فقط لمجموعة ممن شاهدوها وأهتموا بها. ثم أدركن فجأة كيف يحب الآخرين متابعتهن، ومن ثم لمعن على (إنستغرام).

وينطوي “إعلان التوبة” على سخرية لاذعة. وعلى عكس الرسالة الأساسية للبرنامج التليفزيوني ورأي خبراءه، لم يعرض أي من الاعترافات لمسألة الأضرار المحتملة. ودشن سؤال: “هل تطبيق (إنستغرام) فضاء آمن ؟”.. لمسرحية تراجيدية، لكنها ساخرة.

وفي معرض الإجابة على هذا السؤال، قالت إحدى الفتيات: “مطلقًا !.. لو أني كنت أعلم يومًا أن مثل هذا، (الأمر)، سيحدث.. لما.. ! لكني نزلت تطبيق (إنستغرام)، ولكن صفحتي محدودة !.. وتقتصر على أسرتي.. والأصدقاء المقربين، يعني تقريباً حوالي 230 شخص”. وهي تعني بـ (الأمر) التعرض للاعتقال. والحقيقة لقد سُلبت تلك الفتاة الأمن النفسي بسبب التعرض للقبض والإجبار على الاعتراف، وليس بسبب القيود المفككة على الإنترنت.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب