29 مارس، 2024 10:35 ص
Search
Close this search box.

التكنولوجيا .. المفتاح السحري لإعادة تأهيل المبتورين !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

تم تصميم الأطراف الإصطناعية لجعل الحياة أكثر راحة لبعض الأشخاص الذين أجبرهم المرض على بتر إحدى أطرافهم، لتهيأ مرتديها لبعض الحركات المحدودة، وتجنب جذب الإنتباه إلى إعاقتهم، (عن طريق ملء جاكيت فارغ، أو إخفاء الجذع)، كي يعود المريض إلى الحياة الطبيعية قدر الإمكان.

ومع مرور الوقت والتقدم التكنولوجي، بداية من الطفرة الهائلة التي شهدتها صناعة الهواتف المحمولة، نهاية بالتقدم في علم الروبوتات والطاقة الحاسوبية، أصبحت الأطراف الصناعية أخف وأسرع وأكثر كفاءة. إذ نجحت في تغير حياة المرضى بشكل كبير، وكانت عامل رئيس في نجاحاتهم.

“باتريك كين”.. التكنولوجيا حولته من معاق إلى شخص سوي..

روى “باتريك” تجربته مع الأطراف الإصطناعية، قائلاً: “عندما كنت في التاسعة من عمري، أعاني من بتر جزئي في الكف والأصابع، لذا كنت أستعين بالأطراف الإصطناعية المصنوعة من مادة السيليكون المهتريء، وهي أطراف صناعية تحاكي اليد والأصابع البشرية، وهو شيء غير ذي جدوى، لأنها مستحضرات تجميلية بحتة، لدرجة أنني رفضت إرتدائه بعد اليوم الأول. الآن، في سنّ الـ 21، وأنا طالب في السنة الثالثة في جامعة أدنبرة، أرتدي ذراعًا إلكترونيًا بأصابع ذكية تتحرك بشكل مستقل، والتي أعمل عليها باستخدام حركات عضلية محكومة في ساعدي، بالإضافة إلى تطبيق على هاتفي”.

وتابع: “عندما كنت طفلاً، أرتديت ساقًا صناعية قوية مربوطة بأشرطة كانت تسقط في كثير من الأحيان، في وقت سابق من هذا الصيف، تلقيت ساق ديناميكية جديدة مع إمتصاص الصدمات وشفرات ألياف الكربون، حيث أن التقدم في علم الروبوتات والطاقة الحاسوبية قد أدمج في الأطراف الإصطناعية، وأصبحت هذه الوظيفة ذات أهمية قصوى، وبدأت احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة النشطين، ولا سيما الأطفال، تؤثر في التصميم”.

وأضاف: “لقد ولدت مع مجموعة من الأطراف المعتادة، وعندما كان عمري تسعة أشهر، أصبت بداء (المكورات السحائية)، وهو عدوى خطيرة للدم، والتي قتلتني تقريبًا، نجوت منها، ولكن لأنني كنت قد أصبت بأضرار كبيرة للأنسجة، أصبح من الضروري بتر ساقي اليمنى أسفل الركبة، كل الأصابع على يدي اليسرى والأرقام الثانية والثالثة على يدي اليمنى. تعلمت أن أسير على ساق إصطناعية في سن 14 شهرًا، وأمضيت عمري بالأطراف الصناعية”.

واستطرد حديثه، قائلاً: “حتى آيار/مايو من هذا العام، كانت الساق التي أرتديتها بسيطة إلى حد ما: مقبس من ألياف الكربون مثبت بإحكام، وقطب من التيتانيوم متصل بقدم مضاد للماء. ولكن كان لها حدود، فليس بإمكاني السير عليها على الأسطح غير المستوية، مثل الشوارع المرصوفة بالحصى والشواطيء المرصوفة بالحصى وأيًا من المنحدرات الهامة – والتي، بالمناسبة، تصف معظم إدنبره”.

أصبحت أمشي على الأسطح المستوية !

يصور “باتريك” النقلة في حياته، قائلاً: “في نيسان/أبريل 2016، بدأت العمل مع أوزور، وهو مطور للأطراف الصناعية يقوم بعمل مفاصل وأطراف متطورة في مجال التكنولوجيا لمبتوري الأطراف، وكان رائدًا في نوع جديد من الإرتباطات التي تساعد على التوازن والوزن. بعد ذلك بعامين، في صباح مشرق في آيار/مايو، توجهت إلى مركز (بيس ريتيفيشن) في ستوكبورت، حيث كان أخصائي العلاج الطبيعي يناسبني بقدمه الجديدة. كنت متوتر قليلاً، حيث كنت أذهب إلى نفس مركز الأطراف الصناعية في هامبشاير منذ أن كنت في الثانية، ولكن الآن بعد أن قضيت الكثير من وقتي في إسكتلندا، أصبح الدافع طويلاً للغاية. لقد قابلني بول، وهو أخصائي الإصابات الجديد، عند الباب. كنت قد تحدثت إليه في أحد أيام تدريب (أوزور) قبل بضعة أشهر، سألني بولس وأخصائي علاج طبيعي عن الكثير من الأسئلة وطلبوا مني أمشي طول الغرفة عدة مرات، لاحظوا أن ساقي اليمنى كانت تقترب من بوصة قصيرة، وهي حقيقة لم تحدث لي أبدًا. عندما كانوا مقتنعين بأن لديهم كل المعلومات التي يحتاجونها، قاموا بعمل فحص كامل على ساقي، وبعد ثلاث ساعات فقط، تم تركيب مقبس اختبار بسيط على التقنية الجديدة، وكما وصف بولس كل مكون؛ وكيف تم تصميمه لمساعدتي في الانتقال، ويمكن لقدمي التعامل مع الأرض غير المستوية، (يعني أيضًا أنني يمكن أن أرتدي النعال). يوضع ذراع ليف صغير من ألياف الكربون فوق الشفرة داخل القدم، في كل مرة أتخذ خطوة، ينحني وزن جسدي بالقدم قليلاً، ويدفع الرافعة ويسحب الهواء خارج المقبس. وهي مصممة لتقليد قدم الإنسان قدر الإمكان، وكلها تبدو رائعة”.

وواصل: “كانت خطواتي الأولى في المحطة الجديدة غير مستقرة،عندما وضعت وزني خلال الطرف الإصطناعي، شعرت بضغط على الكعب، أتضح أنني كنت أضيع الكثير من الجهد في المشي على ساقي اليمنى. فجأة، كانت ساقي الجديدة تعيدني إلى مجهودي، كانت مريحة للغاية، وغادرت العيادة بعد خمس ساعات، في السابق، كان المشي جهدًا كبيرًا، ولكن في ذلك المساء، وجدت نفسي أتجول في حديقة صديقي للإستمتاع بها”.

وتابع حكايته؛ قائلاً: “أتذكر سنوات مضت؛ كيف تألمت أمي بسبب مرضي، كان من بين صناديق التصفّح تلك والأضواء الوامضة التي نامت عليها أمي، متعهدة بعدم مغادرة المستشفى بدوني، يتعامل الأشخاص مع هذه المواقف المؤلمة بشكل مختلف، وكانت طريقة أمي في التعامل معها هي إتقان آلية رعايتي، لقد جعلتها مهمتها فهم الغرض من كل أنبوب، ومعرفة أي ضوء يعني، وتنبيه ممرضة بمجرد حدوث تغيير على الشاشات، يمكنني القول أنني استمدت القوة من والدتي”.

وواصل: “خلال الأيام والأسابيع التالية، ظهرت مشاكل مختلفة، لقد أصبحت مدمنًا على المورفين، الذي كنت أحصل عليه لتخفيف الألم، حتى استقرت، ليتم نقلي من العناية المركزة إلى جناح عالي الاعتماد، كانت محنة مرضي اختبارًا لعائلتي، لقد أرتأت والدتي في فهم الأجهزة الطبية والوحدة الجديدة”.

وأضاف: “بعد نقلي من العناية المركزة، خضعت لعملية جراحية ثانية، أصبحت بضعة من أطراف أصابعي سوداء، لأن الأكسجين لم يصل إليهم، وكانت عائلتي تتوقع مني خسارة بعض منها، وبعد ذلك لوحظ انتشار أسوداد على ساقي، عادت ساقي اليسرى إلى طبيعتها بعد بضع ساعات، لكن الساق اليمنى بقيت سوداء. عندما حدث هذا، كان ذلك يعني أن النسيج كان ميتًا، لذلك لم يكن هناك خيار سوى البتر”.

وواصل: “الأرجل الإصطناعية ليست لها رموز (باركود)، اكتشفت أنا وأمّي ذلك في رحلة إلى السوبر ماركت عندما كان عمري حوالي سنتين، أعتدت أن أجلس في مقعد الطفل في عربة الترولي، مع ساقتي الإصطناعية المعقدة التي كانت مقيدة بعدة شرائط، بين الإمعاء المجمدة والأسماك الطازجة سمعت صوت والدتي، يليها صيحات بصوت عال من كل شخص آخر في الممر الذي شهد للتو ساقي تسقط، التقطتها أمي ووضعتها في عربة التسوق مع البقالة”.

وأضاف: “تحولت حياتي بعد تركيب الأطراف الإصطناعية، كل شيء أصبح أسهل أعتدت على فتح زجاجات المياه عن طريق شدها بين فخذي والإلتواء بكلتا اليدين، لم يعد مظهري في حاجة للشفقة عند السير في الأماكن العامة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب