17 أبريل، 2024 11:46 م
Search
Close this search box.

التقديرات الأميركية الخاطئة لقدرات كوريا الشمالية النووية .. تضع “ترامب” في مأزق وتجعله يتراجع أمام “كيم” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة غير متوقعة، أبدى الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، مرونة في تعامله مع “كوريا الشمالية”، معلناً عن إستعداده لإجراء محادثات مع زعيم كوريا الشمالية، “كيم جونغ-أون”، معبراً عن الأمل بأن تؤدي المحادثات المرتقبة بين الكوريتين إلى خفض التوتر بشبه الجزيرة الكورية.

يتناقض مع التصريحات السابقة..

يتناقض هذا التصريح، الذي أدلى به “ترامب”، بشكل حاد مع تصريحاته العدائية حيال الزعيم الكوري الشمالي جراء التجارب النووية والصاروخية التي أجرتها “بيونغ يانغ” خلال أشهر مضت.

يمكن التحدث هاتفياً ولكن بشروط..

رداً منه على سؤال عن إمكان إجراء محادثة عبر الهاتف مع زعيم كوريا الشمالية، قال “ترامب”، من منتجع “كامب ديفيد” الرئاسي: “أنا أؤمن على الدوام بالمحادثات”.

مضيفاً: “سأفعل ذلك بالطبع، ليست لدي أدنى مشكلة بذلك”، مشيراً بالوقت نفسه إلى أن هذا لا يمكن أن يتم بدون شروط مسبقة.

يرحب بمحادثات الكوريتين..

رحب “ترامب” بمؤشرات التهدئة بشبه الجزيرة الكورية، ومن بينها المشاركة المرجحة لكوريا الشمالية بدورة الألعاب الأوليمبية الشتوية بكوريا الجنوبية. وقد عبر عن الأمل بأن تتخطى المحادثات المرتقبة بين الكوريتين الإطارَ الرياضي.

وأردف “ترامب”: “أود أن أراهم يتطرقون لما هو أبعد من دورة الألعاب الأولمبية”، متابعاً: “وفي الوقت المناسب، سنشارك”.

لا تراجع بخصوص شروط “ترامب”..

من جانبها، أوضحت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، “نيكي هالي”، إن إدارة الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، لم تغير الشروط المسبقة التي وضعها “ترامب” إزاء المحادثات مع كوريا الشمالية وسط تصاعد أزمة كوريا الشمالية النووية في شبه الجزيرة الكورية.

وأضافت “هالي”: “لا يوجد تراجع، (بخصوص شروط ترامب)، فما قاله، (ترامب)، في الأساس هو؛ نعم يمكن أن يكون هناك وقت يمكننا التحدث فيه مع كوريا الشمالية، إلا أن أشياءً كثيرة يجب أن تحدث قبل إجراء ذلك بالفعل”.

يجب أن تتوقف عن إجراء إختباراتها النووية..

تابعت “هالي” قائلة إن كوريا الشمالية يجب أن تتوقف عن إجراء الإختبارات النووية، كما يجب أن يظهروا رغبتهم في إجراء محادثات بشأن حظر أسلحتهم النووية، مؤكدةً على أن هذه الأشياء يجب أن تحدث.

لافتة إلى أن الولايات المتحدة ستكون “ذكية هذه المرة”، عندما تأتي إلى طاولة التفاوض مع زعيم الشطر الشمالي، “كيم جونغ-أون”.

وفي السياق ذاته، شددت “هالي” على أن “بيونغ يانغ” يجب أن توقف إختبار أسلحتها النووية لفترة زمنية طويلة لكي يُلبوا متطلبات بدء المحادثات مع واشنطن، مشيرة إلى خطورة الوضع في الشطر الشمالي.

تفصلها عدة أشهر عن توجيه النووي لواشنطن..

يبدو أن مرونة “ترامب” المفاجئة مع كوريا الشمالية لم تأت بشكل عفوي، وإنما كان مخطط لها مسبقاً بعد أن علم مدى خطورة التقدم النووي لبيونغ يانغ، فقد حذر “مايكل بومبيو”، مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، من إقتراب إمتلاك كوريا الشمالية قدرة على تهديد نووي للولايات المتحدة الأميركية.

قائلاً، مدير وكالة المخابرات الأميركية في مقابلة مع قناة (سي. بي. إس) الأميركية، إن “بيونغ يانغ” تفصلها “عدة أشهر” عن إمتلاك القدرة على توجيه تهديد نووي للمدن الأميركية.

وسأل المذيع مدير المخابرات، الذي أدلى في تشرين أول/أكتوبر من العام الماضي بتصريح مماثل حول قدرة “بيونغ يانغ” الصاروخية وتهديدها للمدن الأميركية، فقال “بومبيو”: “كل شيء لازال كما هو.. نعم عدة أشهر لا أستطيع أن أقول أكثر”.

واشنطن لديها تقييم لجاهزية كوريا الشمالية..

دافع مدير وكالة المخابرات عن واشنطن، قائلاً: “واشنطن لديها تقييم متطور للجاهزية القتالية للقوات المسلحة الكوريا الشمالية”، رداً على الإتهامات التي تقول بأن التقليل من شأن قدرات “بيونغ يانغ” النووية يمثل فشلاً لجهاز الإستخبارات الأميركية.

ولم يجب “بومبيو” على سؤال بخصوص ما إذا كانت الولايات المتحدة حصلت على أي معلومات من الجندي الكوري الشمالي الذي نجا مؤخراً بعد هروبه من بلاده إلى كوريا الجنوبية.

أخطأت في تقدير قدرات كوريا الشمالية..

في المقابل، أقرت الهيئات الأمنية الأميركية المختصة بأنها أخطأت في تقدير قدرات كوريا الشمالية في تطوير برامجها الصاروخية والنووية خلال الأشهر الأخيرة.

ونقلت صحيفة (New York Times)، عن مصادر في الحكومة والهيئات الأمنية الأميركية، قولها إن الإستخبارات الأميركية قامت مع بداية رئاسة “دونالد ترامب” بإبلاغه بأن “بيونغ يانغ” تحتاج لفترة تمتد إلى 4 سنوات لكي تتمكن من إنتاج صواريخ قادرة على الوصول إلى الأراضي اليابسة للولايات المتحدة، وهو ما سيفسح المجال، لإبطاء أو تعطيل تطوير هذه الأسلحة.

ولكن بعض المحللين أستنتجوا أن كوريا الشمالية تمكنت، لأول مرة في أيلول/سبتمبر الماضي، من تنفيذ إختبار ناجح لقنبلة “هيدروجينية” تفوق قوتها، وفقاً لتقديراتهم، قوة قنبلة “هيروشيما” بـ 15 مرة.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن كوريا الشمالية أستعرضت كذلك تكنولوجيتها الصاروخية والقدرة على الوصول إلى جزيرة “غوام” الأميركية، ومن ثم إلى الساحل الغربي الأميركي وبعد ذلك إلى واشنطن.

أسباب سوء التقدير..

ترى الصحيفة أن عدم قدرة الإستخبارات الأميركية على التنبؤ بنجاحات “بيونغ يانغ”، له عدة أسباب من بينها التصور بأن كوريا الشمالية ستحتاج لوقت طويل حتى تتمكن من إنتاج السلاح النووي تماماً كما حدث مع دول أخرى في فترة الحرب الباردة.

ولم تأخذ الإستخبارات بالإعتبار أن “بيونغ يانغ” قد تحصل على بعض التكنولوجيات الضرورية من الدول الأخرى، ولم تأبه الإستخبارات كذلك بالتجارب الصاروخية الكورية الشمالية في عامي 2016 و2017، وهو يصفه موظفو الإدارة والإستخبارات الأميركية بـ”أكبر خطأ في حسابات أميركا”.

محادثات الكوريتين تخفف من حدة الأزمة..

حول مدى جدية واشنطن في إجراء حوار مع “بيونغ يانغ”، عقب إعراب “ترامب” عن إستعداده للتفاوض مع كوريا الشمالية، ومحادثة “كيم جونغ-أون” هاتفياً، قال الخبير بالشأن الآسيوي، “وائل عواد”، إن المحادثات المباشرة بين الجارتين الكوريتين، ستخفف من حدة الأزمة في المنطقة التي يتوجه إليها أنظار العالم من أجل بناء الثقة بين الطرفين.

خطوة إيجابية..

موضحاً “عواد” أن تأجيل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية للتدريبات العسكرية المشتركة، خطوة إيجابية تمهد نحو فتح الحوار.

متوقعاً أن تأجيل “بيونغ يانغ” لتجاربها الصاروخية المحتملة، على صاروخ “باليستي” يتم التحضير له، في إطار تجديد الثقة تحت بند إجراء المباحثات.

وأن إرسال فريق الألعاب الرياضية الكوري الشمالي، إلى دورة الألعاب الأوليمبية في كوريا الجنوبية، هي تتمة لخطوات إيجابية في سبيل فتح إعادة الاتصال المباشر بين الجارتين، لوضع أرضية لحوار جاد.

لن يحرز نتائج إلا بمرونة الطرفين..

أختتم الخبير الآسيوي بقوله: “إذا ما تم هذا الحوار بشروط أميركية، فلن نحرز أي نتائج جديدة وملموسة، إلا إذا أتسم الطرفان بالمرونة وعادا إلى طاولة المفاوضات مع الدول السداسية، فإنها ستكون بداية لفتح حوار ومباحثات مستقبلية”.

تراجع الملفات أمام إحتجاجات طهران..

من جانبه قال الخبير بالشأن الأميركي، “عاطف سعداوي”، إن الأحداث الأخيرة والإحتجاجات التي شهدتها طهران، جعلت الملفات الأخرى تتراجع في الأهمية على جدول السياسة الأميركية، وعلى رأسها الملف الكوري الشمالي.

موضحاً إن تصريح الرئيس الأميركي بالقبول بفتح مباحثات مع “بيونغ يانغ”، لكن بشروط مسبقة، هو تصريح يتناقض بشكل حاد مع تصريحاته العدائية حيال الزعيم الكوري الشمالي من جراء التجارب النووية والصاروخية التي أجرتها “بيونغ يانغ” خلال أشهر مضت.

التخلي عن تطوير المنظومة الصاروخية..

عن الشروط المسبقة التي أشار إليها “ترامب” في حديثه قال “سعداوي”، ربما تكون هي ما أشار إليها ممثل الخارجية الأميركية “ريكس تيلرسون” في تصريحاته في كانون أول/ديسمبر الماضي، بتخلي “بيونغ يانغ” عن تطوير المنظومة الصاروخية والنووية الخاصة بها، من باب رفع سقف توقعات الطرفين من أجل الحصول على أقرب نتائج تقرب بين وجهتي نظر الطرفين حال إجراء المحادثات فعلياً.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب