16 أبريل، 2024 6:59 م
Search
Close this search box.

“التغير المناخي” .. ظاهرة مدمرة سوف تطال كل شيء !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

يبدو أن نقاط الثلج، التي تميز الاحتفالات بأعياد الميلاد، بدأت تتلاشى من الوجود بفعل التغير المناخي، خاصة في المنطقة الواقعة في نصف الكرة الشمالي، ونشرت صحيفة (الغارديان) البريطانية؛ تقريرًا ذكرت فيه أن هناك 6 مدن في “القطب الشمالي”، بداية من ولاية “آلاسكا” الأميركية وحتى دولة “فنلدنا” في أوروبا، تعاني بشدة من آثار ظاهرة التغير المناخي.

وشهدت فترة الربيع، في “السويد”، حدوث فيضانات؛ بينما ضربت ألسنة النار الكثير من الغابات القريبة خلال فصل الصيف، كما شهدت مدينة “روفانييمي”، العاصمة الإدرارية لإقليم “لابّي” بـ”فنلندا”، صيفًا شديد الحرارة والجفاف تخطت فيه درجات الحرارة 30 درجة مئوية على مدار عدة أسابيع متتالية، بينما بدأ فصل الشتاء متأخرًا لدرجة أن العاملين في تنظيم الرحلات السياحية اضطروا إلى تغيير خططهم، وإلغاء الرحلات الإستكشافية عبر البحيرات عندما وجدوا أن الجليد لا يزال شفافًا للغاية.

وصرح مدير مكتب “فيسيت روفانييمي”، “سنا كاركعينين”، لصحيفة (البايس) الإسبانية؛ بأن: “البحيرات عادة ما تكون مغطاة بالثلج، لكن المناخ تغير كثيرًا خلال السنوات الثلاث أو الخمس الماضية، إذ كان أكثر استقرارًا من الآن وبات ينتقل من درجات الحرارة المرتفعة للغاية إلى شدة البرودة بشكل مفاجيء”.

وفي مدينة “نورث بول” بولاية “آلاسكا” الأميركية، لم تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض سوى الأسبوع الماضي، بينما كانت تتساقط أول الثلوج في كل عام خلال تشرين أول/أكتوبر، لذا إعتاد سكان مدينة “فاريبانكس”؛ القريبة رؤية الأمطار الباردة خلال هذه الفترة من العام.

الزراعة تتأثر بشدة بالتغير المناخي..

ذكرت صحيفة (لابانغوارديا”، أن العالم مهدد بنقض الموارد الغذائية وضعف جودتها بسبب تأثر الزراعة بالتغير المفاجيء لدرجات الحرارة وإحترار الأرض، وحذرت من أن هذه الظواهر سوف تظهر بشكل أكثر كثافة خلال السنوات المقبلة.

وأصدرت “المفوضية الأوروبية” تقريرًا حول الأوضاع المناخية حذرت فيه من زيادة حدة التغير المناخي وأشارت إلى أن آثاره سوف تطال كل شيء حتى الأطباق التي نتناولها كل يوم، وذكرت أنه خلال فصل الصيف لعام 2018، شهدت “أوروبا” ظروفًا جوية قاسية كانت لها آثارًا خطيرة على المواد المزروعة، ومثال على ذلك أن الجفاف الذي شهدته المناطق التي تقع في منتصف القارة أدى إلى نقص كميات الحبوب في “الاتحاد الأوروبي”، بنسبة 8%، عن معدل السنوات الخمس الماضية.

وفي “فنلندا”؛ تعاني “غزالة الرنة” من تغير درجات الحرارة بشكل غير معتاد لدرجة أنها باتت مهددة بالإنقراض إذ تتضور جوعًا وتفقد حملها بشكل متكرر بسبب طبقة الجليد التي تغطي “العشب”، غذاءها الأساس.

العالم اتفق على تفعيل “اتفاقية باريس”..

وكانت الجولة الأخيرة من المفاوضات حول التغير المناخي، “كوب 24″، قد عقدت في “بولندا”، في 3 كانون أول/ديسمبر الماضي، بمشاركة 200 دولة، واستمر لنحو أسبوعين، وخلصت الجلسات إلى الاتفاق على تفعيل “اتفاقية باريس للمناخ”، المبرمة عام 2015، والتي استهدفت تقليل معدل ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى أقل من درجتين مئويتين لمحاولة إعادة الإتزان للبيئة والمناخ على الكوكب، بينما يتجه العالم نحو رفع النسب الحالية إلى 3 درجات مئوية خلال القرن الحالي.

وأشار مسؤول السياسات والإدارة العامة للتغير المناخي في الاتحاد الأوروبي، “مانويل كارمونا”، إلى أن عدم وجود سبل لإدارة ظاهرة التغير المناخي بشكل جيد سوف تفقد “أوروبا” مبالغ طائلة كل عام في التعامل مع آثاره، مشيرًا إلى أن المبالغ قد تصل إلى 240 مليار يورو كل عام، وشدد على خطورة الوضع والحاجة الملحة إلى التوصل إلى اتفاق أوروبي بشأن سياسات مواجهة آثار التغير المناخي.

والواقع أن الدول الفقيرة سوف تعاني الأمرين من هذه الظاهرة، في ظل رفض الدول الغنية دفع تعويضات لها، إذ سوف يضاف إلى “الفقر”؛ أوضاعًا معيشية صعبة بسبب التغير المناخي وآثاره.

سكان العالم خائفون من التغير المناخي..

يبدو أن سكان النصف الشمالي من الأرض يدركون جيدًا مخاطر التأخر في إتخاذ قرارات تحد من آثار التغير المناخي، إذ خرجت العديد من المسيرات المطالبة بسرعة التحرك للحد من توابع إحترار الأرض، بالتزامن مع جولة المفاوضات الأخيرة، ففي “ألمانيا” تجمع الآلاف للمطالبة بإتخاذ قرارات أكثرة جرأة لتقليص آثار الأزمة، وفي “بلجيكا” خرجت مسيرات حاشدة تطالب بسرعة التصرف ورفعوا لافتات مكتوب عليها: (لا يوجد كون آخر لنا)، و(ضعوا المناخ في الأولوية قبل السياسة)، كما خرجت مسيرات ليلية في “باريس”؛ شارك فيها نحو 25 ألف شخص، طالبوا بإتخاذ إجراءات إضافية للحد من الظاهرة المدمرة.

وطالبت مجموعة من المنظمات غير الحكومية المعنية بالزراعة، الحكومات بقدر أكبر من الإلتزام والحذر من آثار التغير المناخي.

وأشارت دراسة إلى أن 55% من الشعب الإسباني يخشون من تأثر أوضاعهم الاقتصادية من ارتفاع درجات حرارة الأرض، كما عبر 44% عن قلقهم من ظهور أمراض جديدة مرتبطة بالظاهرة المناخية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب