كتبت – آية حسين علي :
أثبتت أحدث الدراسات أن التعرض للضغوط من شأنه أن يكون عاملاً إيجابياً في حياة الإنسان، وأن الأمر يعتمد على تصرفه وأفكاره.
وخلال عقود مرت، كان المفهوم العام لدى الناس أن التعرض للضغط أمراً سيئأ، ونُسبت إليه الكثير من المشكلات الصحية، مثل اضطرابات الجهاز الهضمي وأمراض القلب والأوعية الدموية.
كما أن هناك معلومة شائعة بأنه لا يُنصح بالعيش في حياة مليئة بالضغوط للحفاظ على العلاقات الشخصية.
والسؤال هنا.. هل كل هذه المفاهيم صحيحة ؟
دراسات للتأكد من صحة الموروثات..
يسعى العلماء للتأكد من مدى صحة المفاهيم المتوارثة لدينا، وبحث العلماء موضوع علاقة التعرض للضغوط بالإصابة بالأمراض الأخرى.
وأجريت دراسة في الولايات المتحدة على 30 ألف شخص بالغ على مدار 8 سنوات، لتحديد درجة الضغوط التي تعرضوا لها وفحص من توفوا منهم.
وثبت أن احتماليات الوفاة ازدادت 43% بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في بيئة بها ضغوط كثيرة، وهو ما يتوافق مع الثقافة العامة لدينا.
عدو أو صديق..
قالت أخصائية الصحة النفسية، الأميركية “كيلي ميك مغونيغال”، خلال محاضرة حضرها أكثر من 10 ملايين شخص، إن “هذه النتيجة كانت للأشخاص الذين كانوا يعتقدون أن التعرض للضغوط ضار بالصحة”.
وأوضحت أن أفكارنا حول الضغوط هي ما تحولها إلى عدو أو صديق، والأمر في النهاية يعتمد على ذواتنا.
ويمكن أن تتمتع بعقلية تنموية أو متجمدة، أو تعتقد أن النجاحات المحرزة تم تحقيقها بفضل جهودك أو بسبب تركيبك الجيني، كما يمكن أن تكون أفكارك أكثر لطفاً مع الضغوط التي تتعرض لها.
وهذا يمكن تنظيمه، وهو ما أثبتته الباحثة “أليا كروم”، من خلال تجربة أجرتها في جامعة “ييل” الأميركية، حيث طُلب من مجموعة من الطلاب أن يشاهدوا خلال أسبوع، تسجيلات مصورة قصيرة حول تأثير الضغوط على الصحة والآداء العام والتعلم.
وكان تأثير هذه المقاطع مختلفاً، فمنهم من أعطته نظرة ودية بينما بالنسبة لآخرين وضعتهم في أسوأ حالاتهم، وبعد أسبوع تم تحديد أنواع عقليات الطلاب أمام الضغوط.
وأظهر الطلاب، الذين استقبلوا مقاطع الفيديو بنظرات ودية، تصرفات أكثر إيجابية من الذين تلقوا الفيديوهات بطريقة سلبية.
وتقول “كروم”: “سنتمكن من تطوير عقليات تساعد على تخطي العقبات بنجاح، بنفس الطريقة التي تم العرف من خلالها على فوائد الضغوط”.
فوائد الضغوط..
من بين فوائد التعرض للضغوط، يبرز إفراز هرمون “الأدرينالين” الذي يعطينا الطاقة لتنفيذ المهام بسرعة خيالية.
تذكر عندما تركت إنجاز أمر مهم حتى آخر لحظة، ربما بسبب غياب التنظيم، لكنك وقتها كنت تصارع الوقت لإنهاءه في أقصر فترة، ذلك لأن التعرض للضغط ولد لديك كمية أكبر من “الأدرينالين”.
كما يساعدنا في دفع هرمون “أوكسايتوسين”، المعروف بـ”هرمون الحب”، لأنه يقربنا من الأشخاص من حولنا، وفقاً لما قالته “مك مغونيغال”.
والخلاصة، أن الهدف ليس أن تعيش حياة مليئة بالضغوط، وإنما إذا أردنا ألا تسبب لنا الضرر علينا التركيز على الجوانب الإيجابية، ووفقا ما أثبته العلم فإن الأمر يتعلق بمدى نظرتنا للأشياء.
