خاص : ترجمة – لميس السيد :
صرح كبار القادة الأميركيون، على متن حاملة الطائرات الأميركية (إبراهام لينكولن)، لشبكة (سي. إن. بي. سي) الأميركية؛ إن الوجود العسكري الأميركي في منطقة الخليج ليس إلا بهدف ردع أنشطة “إيران” وتعزيز الاستقرار في المنطقة، وإنما ليس لشن الحرب ضدها.
وتستضيف حاملة الطائرات، التي يبلغ وزنها 100 ألف طن، مجموعة 44 مقاتلاً مختلفًا؛ بالإضافة إلى طائرات الهليكوبتر والطائرات الأخرى.
على جانب آخر، تم تكليف الأسطول الخامس للبحرية الأميركية بدوريات على مساحة 2.5 مليون ميل مربع من المياه، وشهدت زيادة في القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة وسط التوترات المتصاعدة بين “الولايات المتحدة” و”إيران”.
رمز الوجود الأميركي في الخليج..
في معرض تعليقه على التواجد الأميركي في منطقة الخليج، صرح النقيب، “ويليام ريد”، قائد الجناح الجوي على متن الحاملة: “هدفنا هو عدم خوض الحرب مع إيران. إن ردعنا يسعى إلى زيادة الاستقرار في المنطقة، وحرية الحركة، والتجارة”.
وأضاف “ريد” أن حاملة الطائرات الأميركية، الموجودة حاليًا في “بحر العرب”، هي: “رمز كبير للوجود الأميركي في الخليج، وهذا بدوره يضيف الاستقرار إلى المنطقة”. يشرف “ريد” على 77 طائرة مرتبطة بمجموعة الضربات الأميركية ضد “إيران” في الخليج.
أكدت الشبكة الأميركية أن المعتقد الشائع لدى طاقم (إبراهام لينكولن) أن القوات جاهزة للرحيل في أي وقت من منطقة الخليج، حيث تستضيف حاملة الطائرات مجموعة من 44 مقاتلاً مختلفًا؛ بالإضافة إلى طائرات الهليكوبتر.
تم تكليف الأسطول الخامس للبحرية الأميركية بحماية حوالي 2.5 مليون ميل مربع من مياه الخليج. وأستحوذت الحافلة على المسؤولية الكاملة عن القوات البحرية في “الخليج العربي” و”خليج عُمان” و”خليج عدن” و”البحر الأحمر” و”بحر العرب”، حيث شهد عمل الأسطول أهمية متزايدة في الأشهر الأخيرة نتاج التوتر القائم بين “الولايات المتحدة” و”طهران”.
جدير بالذكر؛ أنه تعرضت ست ناقلات نفط تجارية لأضرار بالقرب من مدخل “الخليج العربي”، في أيار/مايو وحزيران/يونيو 2019، في هجمات يشتبه أن “واشنطن” قد ألقت باللوم فيها على “طهران”. في 20 حزيران/يونيو 2019، أسقطت “إيران” طائرة تجسس أميركية بدون طيار، مما دفع إدارة الرئيس، “دونالد ترامب”، إلى إعداد ضربة عسكرية على البلاد التي يزعم “ترامب” أنه ألغاها قبل التنفيذ بـ 10 دقائق.
حماية تدفق “النفط” في العالم..
دفعت الأحداث إلى ارتفاع أسعار “النفط” مؤقتًا، وأبرزت ضعف الموارد التي تتدفق عبر “مضيق هرمز” الحيوي. يظل المضيق نقطة الإختناق ذات الأهمية الاستراتيجية، حيث تضيق خطوط الشحن على بُعد بضعة أميال فقط؛ وينطلق منها 20% من إمدادات “النفط” في العالم من العديد من المنتجين، بما في ذلك “المملكة العربية السعودية”، وهي الأكبر في المنطقة، ومعظمها إلى الأسواق الآسيوية.
أشار القبطان، “ريد”، إلى أن 21 مليون برميل من “النفط”، الذي يمر عبر المضيق كل يوم هو قضية عالمية، وليست مجرد قضية أميركية، وهذا هو جوهر دور “الولايات المتحدة” في المنطقة. حتى أن “ترامب” قد عبر عن قلقه بشأن دور “أميركا” في حماية المضيق و”النفط” الذي يمر به، قائلاً في 24 حزيران/يونيو 2019، أن المستفيدين من هذا الخام يجب عليهم حماية سفنهم.
وقال “ريد” إن “الولايات المتحدة” تستخدم أصولها الخاصة للتأكد من أن التدفق الحر للتجارة والتجارة يتم بدون عوائق، مضيفًا أنها لا تفعل ذلك بمفردها، ولكنها توفر الردع. “نحن على استعداد للرحيل، ونقوم بمهمة الوجود هذه، لردع وعدم خوض الحرب مع إيران”.
على جانب آخر، يرى الإيرانيون الأمر بطريقة مختلفة. ردًا على الوجود الأميركي المتزايد في الخليج، وجهت “طهران” أصابع الاتهام إلى “واشنطن” بسبب ما تقول إنها تتسبب في مزيد من عدم الاستقرار الإقليمي.
وكتب “ظريف”، عبر موقع (تويتر)، الجمعة: “الخليج الفارسي هو شريان الحياة الحيوي، وبالتالي أولوية للأمن القومي في إيران التي تصون الأمن البحري منذ فترة طويلة”. وأضاف: “مع مراعاة هذا الواقع، فإن أي وجود من خارج المنطقة مسلّم بأنه مصدر لإنعدام الأمن – رغم الدعاية. إن إيران لن تتردد في حماية أمنها”.
إسرائيل تدخل على خط الخليج..
وفي السياق ذاته؛ اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، “عباس موسوي”، أن: “احتمال تواجد قوات الكيان الصهيوني في الخليج الفارسي يشكل تهديدًا سافرًا لإيران”.
جاء ذلك ردًا على إعلان “إسرائيل” عن استعدادها للإنضمام إلى تحالف عسكري أميركي لحماية الملاحة في الخليج.. أي وجود خارج المنطقة هو بحكم التعريف (أ) مصدر لإنعدام الأمن”. “إيران لن تتردد في حماية أمنها”.
ولكن بالنسبة للكابتن “والتر سلاوتر”، الضابط القائد لـ (إبراهام لنكولن)، فإن الأمر كله يتعلق بالردع والقوة التي تتمتع بها مجموعة الضربات في المنطقة. وهو يشرف على طاقم مكون من 5400 وحاملة تنطلق منها 80 إلى 90 رحلة يوميًا.
“إنها (الحاملة) مساحة 4.5 فدان من الأراضي من السيادة الأميركية التي يمكنني قيادتها في أي مكان في العالم. ونحن نمثل قوة (911 ن)، حيث نتصدى لكل شيء في مضيق هرمز”.
مع القدرة على السفر حتى 30 عقدة وأكثر، أو ما يقرب من 35 ميلًا في الساعة، يمكن أن تصل الحاملة إلى “مضيق هرمز” في أي وقت من الأوقات.
قال “سلاوتر”، لشبكة (سي. إن. بي. سي)، إن الحاملة لم تغامر بذلك في أقصى الشمال حتى الآن، ولكنها مستعدة إذا طلب منها ذلك. على الرغم من أن الوجود الأميركي لم يوقف حتى الآن؛ ما يصفه الخبراء بأنه تصعيد من جانب “إيران”، إلا أنه متأكد إلى حد ما من أنهم يعرفون أن الأميركيين موجودون هناك، ويراقبون الموقف جيدًا.