خاص : ترجمة – آية حسين علي :
يتبع الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، إستراتيجية مكررة من أجل النيل من منافسيه، إذ يعتمد على عملية مكتملة هدفها تشويه سمعة المرشح المنافس له بين الناخبين، وكان قد استخدم نفس التكنيك أثناء حملته الانتخابية السابقة ضد المرشحة عن الحزب الديموقراطي، “هيلاري كلينتون”؛ إذ تعمد التشكيك في صحة قواها العقلية.
في البداية كان “ترامب” يستهدف النيل من “بيرني ساندرز”، خاصة بعد النتائج التي أحرزها في الانتخابات التمهيدية لـ”الحزب الديموقراطي”، في ولايات: “لوا” و”نيوهامشير” و”نيفادا”؛ ليُعتبر بذلك منافسًا قويًا له، ومنذ ذلك الحين يُلقبه الرئيس بأنه: “مجنون” و”اشتراكي”، (نعم لا داعي للاستغراب، فهو وصف يستخدم للإزدراء في المصطلحات السياسية الأميركية)، لكن بعد فوز المنافس الأقوى، “جو بايدن”، في “الثلاثاء العظيم”؛ وعودة حملته إلى الحياة من جديد أنصب تركيز “ترامب” وحملته على نائب الرئيس السابق، “باراك أوباما”.
وحذر مستشارون في الإدارة الأميركية السابقة، حملة “بايدن” الانتخابية، من ضرورة أخذ الأمر بدرجة عالية من الجدية، وصرح المستشار الأول لـ”كلينتون”، “فيليب راينس”، بأن: “بايدن لا يُرد على الإعتداءات اللفظية، لكنه يحتاج إلى الرد لأن هذا القيل والقال يؤثر في الرأي العام”.
التشكيك في قوى “بايدن” العقلية !
على غرار ما فعله مع “كلينتون”، يتسائل الرئيس بشكل متكرر عن القدرات العقلية التي يتمتع “بايدن”، البالغ من العمر (77 عامًا)، حتى أنه صرح في خطبه بأن المرشح الديموقراطي، في حال فاز في الانتخابات؛ فإنه سوف يحكم البلاد من دار لرعايية المسنين، ولم يتوقف الأمر عند حد تلقيبه بأنه: “جو النعسان”، إذ نشر تغريدة على (تويتر)؛ كتب فيها: “بصراحة، لا أعتقد أن بايدن يعرف ما هو المنصب الذي ينافس من أجله”.
كما تضمنت انتقادات “ترامب”، لمنافسه الديموقراطي، أيضًا الإشارة إلى أخطاء سابقة إرتكبها السيناتور السابق، وصرح لمحطة (فوكس نيوز)، الأربعاء الماضي، إن “بايدن”: “كان دائمًا ميالًا للوقوع في الأخطاء، وكان دائمًا يُوضع في مواقف حساسة لهذا السبب”، كما يُكرر مستشارون وأصدقاء وأقارب للرئيس توصيفات لـ”بايدن” تحمل نفس المضمون.
وذكر الرئيس أمثلة، تُثبت، في رأيه، عدم قدرة “بايدن” على مواجهة الصعوبات التي قد يواجهها خلال الحملة الانتخابية حتى يصل إلى الرئاسة، ومن بين الأمور التي أشار إليها تصريحه في آخر مناظرة، في ولاية “كارولاينا الجنوبية”؛ إذ قال إنه، منذ عام 2007، قُتل أكثر من 150 مليون أميركي بأسلحة نارية، كما ألمح أيضًا إلى أنه خلط بين زوجته وأخته أثناء الاحتفال بفوزه في “الثلاثاء العظيم”؛ إذ أمسك بيد أخته وقال: “هذه زوجتي”، ثم أمسك بيد زوجته وقال: “هذه أختي”، ثم بعد ذلك تدارك الأمر وفسر سبب الخلط بأنهما قد تبادلا أماكن الوقوف.
أوكرانيا ورقة رابحة..
يعتبر “ترامب” أن الحديث عن علاقة “هانتر”، ابن “بايدن”، بشركة “بوريسما” الأوكرانية، ورقة رابحة، لذا فهو يتعمد استغلالها كلما تحين له الفرصة، وعلى الجانب الآخر، أكد الجمهوريين أنهم سوف يكثفوا تحقيقاتهم حول علاقة أسرة “بايدن” بالشركة المُشار إليها، لكن ما لا يُشير إليه الرئيس أو حزبه هو المحاكمة البرلمانية التي خضع لها “ترامب” بسبب مطالبته لدولة خارجية بفتح تحقيق مع “بايدن”.
ولم تتوقف حملة “ترامب” عند محاولة تشويه “بايدن” فقط، وإنما تطال أيضًا إدارة “أوباما”، التي كان يُمثل جزءًا منها، وفي أحد تغريداته وصفها بأنها: “الإدارة الأكثر فسادًا في التاريخ”.
توقعات بنتائج ضعيفة..
توقعت مسؤولة الاتصالات في حملة “كلينتون” لعام 2016، “جينيفير بالميري”، أن يكون للحملة التي يطلقها “ترامب” ضد منافسيه، منذ عدة أشهر، نتائج زهيدة بين الناخبين الديموقراطيين والمستقلين، وأضافت أن: “حملة ترامب تهاجم بايدن وأسرته بقوة منذ أكثر من عام، لكن لا يبدو أنها أثرت في الناخبين”.