وكالات – كتابات :
كشفت تقارير إعلامية، اليوم الخميس، عن صدور أوامر بإخلاء نحو: 120 أُسرة مسيحية من إحدى المجمعات السكنية؛ في “بغداد”، خلال الشهرين المقبلين، فيما يُحاول رجال دين مسيح: “إيقاف أو تأجيل” الإخلاء على أقل التقديرات.
وقالت وكالة الأنباء الكاثوليكية الأميركية إن: “مئات المسيحيين مهددون بالترحيل من مجمع يأويهم في بغداد مع حلول فصل الشتاء، بمهلة لا تتعدى نهاية رأس السنة، فيما يسعى المسؤولون الكنسيون في العراق إلى إقناع الحكومة بتأجيل الإخلاء، وإيجاد مأوى ملائم لهؤلاء وغالبيتهم ممن شردوا سابقًا”.
مجمع “السيدة العذراء مريم”..
وأضاف تقرير الوكالة الكاثوليكية؛ أن: “المجمع الكائن في بغداد يحمل اسم السيدة العذراء مريم، وهو مُشيّد على أملاك حكومية ويفترض أن يتم إخلاؤه في نهاية العام الحالي بأمر من السلطات الحكومية”.
وأوضح التقرير أن: “المجمع استضاف على مر السنوات الماضية، 120 أُسرة، أي نحو: 400 شخص، بينهم نازحون وأُسر فقيرة، بعد أن دمرت مناطقهم خلال فترة سيطرة تنظيم (داعش) على مناطقهم الأصلية”.
وذكر التقرير أن البطريرك الكلداني؛ الكاردينال “لويس رافائيل ساكو”، والمطران المساعد “باسيليو يالدو”، قاما مؤخرًا: بـ”زيارة المجمع؛ حيث تواجه الأسر المسيحية احتمال إخلائه”.
محاولات إيجاد بدائل..
وأشار التقرير إلى أن “ساكو” و”يالدو”: “يُحاولان إيجاد بدائل سريعة من أجل أن يتم إيواء الأعداد الكبيرة من المسيحيين في مواجهة خطر التشرد في الشتاء الحالي”.
ونقلت الوكالة عن “ساكو” قوله إنه: “قام بالتواصل مع المسؤولين الحكوميين بهدف تأجيل القرار أو إيجاد أماكن ملائمة من أجل إيواء المواطنين الذين لن يكون هناك سقف فوق رؤوسهم”.
وبينما أصدر “ساكو” بيانًا؛ ناشد فيه المسؤولين العراقيين: “تمديد المهلة الزمنية المحددة للإخلاء”، فإنه طالب الحكومة: بـ”المساعدة في إيجاد مكان من أجل إيواء هذا العدد الكبير من الناس”.
ونقل التقرير عن “ساكو” قوله: “نطلب من المسؤولين المحترمين النظر في هذه القضية الإنسانية المُلحّة وتقديم يد العون لهذه الأُسر التي من المستحيل بالنسبة إليها إيجاد سكن بديل بهذه السرعة، ساعدت الكنيسة هذه الأُسر بقدر ما بإمكانها. هذه أُسر عراقية وهذا وضع إنساني”.
ليست المرة الأولى !
ولفت التقرير إلى إنها: “ليست المرة الأولى التي يصدر فيها أمر بإخلاء مجمع مريم العذراء في بغداد، إذ أن قيادة عمليات بغداد أصدرت؛ في العام 2020، أمرًا من أجل إجلاء سكان المجمع”.
وتابع التقرير أن: “المئات من المسيحيين يُطالبون؛ وزارة المهجرين، بأن تتراجع عن قرارها بإغلاق المجمع وتفريق عشرات العائلات النازحة في المناطق المحيطة”.
ونقل التقرير عن إحدى النازحات في المجمع، “سهيلة عبدالكريم”، قولها: “خرجنا من سهل نينوى إلى قرقوش، ثم ذهبنا إلى محافظة دهوك، ثم جئنا إلى بغداد العام 2014. والآن نحن بمواجهة مصير مجهول”.
أما الطالبة المقيمة في المجمع؛ “مارس أسامة”، فقد قالت إنها: “غادرت حي الحمدانية وذهبت إلى بغداد”، مبينة أنه: “بعد افتتاح مجمع العذراء للنازحين انتقلنا إلى هنا للاستفادة من الخدمات المقدمة، خصوصًا أن المدارس قريبة من المجمع”.
كما نقل التقرير عن المطران “يالدو” قوله: إن “الكنيسة تعمل في الوقت الراهن على إعداد مراكز في عدة كنائس حول بغداد من أجل إيواء المسيحيين الذين يعيشون في هذا المجمع”.
وتابع المطران “يالدو” قائلاً؛ إن: “الكنيسة تبذل أقصى جهدها من أجل وقف تهجير الأُسر التي نزحت من عدة مناطق في سهل نينوى”، مضيفًا أن: “المجمع يأوي أيضًا عائلات مسيحية غير نازحة لا تملك القدرات المالية لإستئجار منازل للعيش فيها”.
وأشار “يالدو” إلى أن: “المسيحيين الذين يعيشون في المجمع؛ ينتمون إلى جميع الكنائس، بما في ذلك الكلدان والسريان الكاثوليك والسريان الأرثوذكس والآشوريون وغيرهم”.