دعت الجبهة التركمانية، اليوم الثلاثاء، التركمان في كركوك والمحافظات الاخرى الى العصيان المدني والاضراب عن العمل ابتداء من يوم غد، احتجاجا على “استمرار استهداف التركمان”، وفي حين اتهمت مجلس النواب والحكومة العراقية بـ”اهمالهم لاسباب سياسية”، اشارت الى اطراف لم تسمها تحاول “الانتقام من المكون التركماني”.
وقال رئيس الجبهة التركمانية ارشد الصالحي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع عدد من ممثلي الاحزاب التركمانية ورئيس مجلس محافظة كركوك حسن توران وعدد من اعضاء المجلس، عقد في مقر الجبهة في المحافظة ان “التركمان يتعرضون لهجمة شرسة تطال مصالحهم وإعمال وأرواحهم ومناطق سكنام”، مضيفا انه “نتيجة لهذا الاستهداف قررنا اللجوء للعصيان المدني ابتداء من الساعة الثامنة من صباح يوم غد الأربعاء”.
واضاف الصالحي “اننا نوجه نداءنا للتركمان في العراق وخاصة في محافظة كركوك وقضاء طوز خورماتو، وندعوهم الى الاستجابة للاعتصام”، مبينا ان “الاعتصام سيشمل الموظفين في الدوائر الحكومية، فيما سيقوم التركمان من أصحاب المصالح الخاصة بإغلاق أبواب محالهم التجارية او مصالحهم”.
واكد الصالحي الى ان “الجبهة التركمانية طرقت كل الابواب ولم تحصل على حل لمشكلة استهداف التركمان في العراق، خاصة في المناطق المتنازع عليها”، مشيرا الى ان “هنالك من يريد الانتقام من التركمان في تلعفر وكركوك وطوزخوماتو”.
وتابع الصالحي ان “رسالتنا لم تسمع في مجلس النواب ومجلس الوزراء لأسباب سياسية، فهنالك إطماع على الأرض”، مشيرا الى انه “من المؤسف لم يكن أي اهتمام من الحكومة العراقية، وبدأنا نطرق الأبواب الدولية لضمان امن التركمان”.
واوضح الصالحي ان “اغتيال علي هاشم واحمد عبد الواحد كوجا، يجب ان يدفع الحكومة للتدخل بشكل مباشر”، مؤكدا”إننا لم نستسلم ولن نتنازل عن أرضنا ونحن عنصر قوة”.
وكان مبعوث الامم المتحدة في العراق مارتن كوبلر، ادان اليوم الثلاثاء، بشدة مقتل واصابة العشرات من المتظاهرين التركمان خلال هجمات بعدد من السيارات المفخخة بمحافظة صلاح الدين، فيما وفي حين اشار الى ان هذه الهجمات تزيد التوتر في منطقة طوز خورماتو “الحساسة”،اكد ان وضع المنطقة ينذر بـ”الخطر”، داعيا “الزعماء” لاتخاذ كافة الاجراءات اللازمة للتهدئة وضمان حماية الجميع.
وكانت الحكومة العراقية، اعلنت اليوم الثلاثاء، تشكيل لجنة برئاسة نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني وعدد من الوزراء لحسم الوضع الامني في قضاء طوز خورماتو شرق تكريت على خلفية التفجيرين الانتحاريين اللذين ضربا القضاء واسفرا عن مقتل واصابة ما لايقل عن 57 شخص، مبينة ان اللجنة ستنظر بتعويض المتضررين.
وشهدت صلاح الدين، اليوم الثلاثاء، مقتل واصابة 57 شخصا بتفجيرين انتحاريين يرتديان حزامين ناسفين فجرا نفسيهما، وسط خيمة للمعتصمين التركمان على الطريق العام قرب جسر اقصو، وسط قضاء طوزخورماتو،(90 كم شرق تكريت).
وكان العشرات من التركمان في قضاء طوز خورماتو قطعوا، يوم امس الأول الأحد، الطريق الدولي الرابط بين محافظتي بغداد وكركوك احتجاجا على الوضع الأمني في القضاء وما شهده من انفجار سيارتين مفخختين بالتزامن في حيين سكنيين تقطنهما أغلبية تركمانية وسط القضاء ما اسفر عن مقتل شخص وإصابة (28) آخرين بجروح متفاوتة.
وطالب المعتصمون التركمان بإرسال قوى “إضافية” من الجيش والشرطة وتشكيل قوات صحوة من التركمان لإعادة الاستقرار في القضاء، في حين أبدت الجبهة التركمانية دعمها لهذا الإجراء الذي اتخذه المتظاهرون “الغاضبون”.
فيما طالب مجلس محافظة صلاح الدين، امس الاول الأحد، الحكومة المركزية “بدعم لوجستي وفني للقوات الأمنية” في المحافظة، وفيما شدد على ضرورة “تلائم الدعم مع أساليب الأعمال الإرهابية”، عد عودة مشهد السيارات المفخخة “استهدافا مقصودا” لإفشاله.
وكان مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين أفاد، امس الاثنين، بأن “انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه، ظهر اليوم، مستهدفا مدير مكتب مكافحة الجرائم الكبرى في المحافظة العقيد غازي علي اثناء تواجده داخل الحرم الجامعي في جامعة تكريت بحي القادسية (5 كم شمالي تكريت)، ما أسفر عن مقتله في الحال وإصابة أثنين من أفراد حمايته بجروح بليغة”.
ويشهد قضاء طوز خورماتو الذي تسكنه غالبية من التركمان، بين مدة وأخرى، تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة وعمليات اغتيال تطال التركمان ومسؤولين في الحكومة، كان آخرها في 10/ 6/ 2013 نفذ بسيارة مفخخة كانت مركونة أمام مقهى شعبية في حي أقصو وسط القضاء وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص وإصابة 26 آخرين بجروح معظمهم إصاباتهم خطرة، وقبلها تفجير في 21 أيار 2013 اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص بينهم ضابط شرطة برتبة نقيب، وجرح 53 مدنياً بينهم خمسة أطفال وعدد من النساء، بتفجير مزدوج بسيارتين مفخختين قرب حسينية وسط قضاء طوز خورماتو، فيما قتل ستة مدنيين واصيب 67 آخرين بانفجار ثلاث سيارات مفخخة في منطقة امام احمد وبراوسلي وسط القضاء.
يذكر أن محافظة صلاح الدين مركزها مدينة تكريت، شهدت تصعيدا أمنيا واسع النطاق عقب اقتحام قوات الجيش العراقي لساحة اعتصام الحويجة في الـ23 من نيسان 2013، إذ قام مسلحون بالسيطرة على ناحية سليمان بيك، في(24 نيسان 2013)، وانسحاب قوات الجيش منها بعد 24 من الاشتباكات، فيما عاد المسلحون وانسحبوا منها، يوم الجمعة،(26 نيسان 2013) ليقتصر نشاطهم بعدها على عمليات كر وفر ضد قوات الجيش والشرطة.