فيما شيع تركمان العراق اليوم ضحايا تفجيرات بمناطقهم فقد بدأوا عصيانا مدنيا وسط دعوات لتشكيل قوة امنية تتشكل من مواطنيهم لحماية مناطقهم من تصاعد العمليات الارهابية وحفر خندق امني حولها والتلميح بتدويل قضية استهداف مواطني قوميتهم التي تمثل المكون الثالث في البلاد بعد العرب والاكراد.
تشييع وعصيان
فقد شيع مواطنوا كركوك (225 كم شال شرق بغداد) اليوم جثمان نائب رئيس الجبهة التركمانية علي هاشم اوغلو وعدد من ضحايا التفجيرات التي شهدها قضاء طوزخرماتو امس وادت الى مقتل واصابة اكثر من مائة شخص وسط دعوات لتشكيل قوات من المواطنين التركمان انفسهم لحماية مواطنيهم من العنف الذي يستهدفهم. وقد امتنع المواطنون التركمان اليوم عن العمل في اداراتهم ومحلاتهم واماكن عملهم حيث اغلقت الاسواق والمحلات التجارية ابوابها تنفيذا لدعوة العصيان المدني.
كما اعلنت محافظة صلاح الدين (175 كم شمال شرق بغداد) اليوم الاربعاء عطلة رسمية في قضاء طوز خرماتو لمدة يوم واحد والحداد في عموم المحافظة لمدة ثلاثة ايام على خلفية التفجيرات التي استهدفت مخيما للمعتصمين التركمان في القضاء امس وادت ايضا الى مقتل نائب رئيس الجبهة التركمانية العراقية ومساعد المحافظ ونجله. وقد بدأ مجلس المحافظة صباح اليوم اجتماعا لبحث الاوضاع في قضاء طوز خرماتو واتخاذ الاجراءات الكفيلة بحفظ الامن وردع الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها المواطنون.
وتركمان العراق سكان يبلغ تعدادهم حوالي ثلاثة ملايين نسمة يتركز معظمهم في محافظات كركوك ونينوى الشماليتين وديالى في الوسط وصلاح الدين شمال غرب.
دعوات لقوة من التركمان تحمي مناطقهم
يأتي ذلك في وقت طالب حزب توركمن ايلي الحكومة العراقية بالسماح فورا بتشكيل قوة تركمانية خاصة تتولى مهام ادارة الملف ألامني في قضاء طوز خورماتو وتشكيل لجنة ثلاثية للتنسيق في الملف الامني في مناطق التركمان تضم ممثلين عن الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان وعن المواطنين التركمان في العراق.
واشار الحزب في بيان صحافي اليوم الى ان المناطق التركمانية في العراق تتعرض منذ سنوات الى هجمات ارهابية وطيلة هذه ألاعوام قدم التركمان مقترحات عديدة الى الحكومة ألاتحادية وألاطراف المعنية تسهم في ترسيخ ألامن وألاستقرار في المناطق التركمانية الا انه جرى غض النظر عنها ولم تؤخذ بنظر ألاعتبار .. مشددا على ان الصراع الموجود بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان بهدف السيطرة على ماتسمى بالمناطق المتنازع عليها “المناطق ذات الغالبية التركمانية في العراق” قد أثر سلبا على الوضع ألامني في تلك المناطق “وحتى اليوم مازلنا نرى الشعب التركماني في العراق يتعرض الى هجمات ارهابية شرسة من جانب مراكز متعددة” من دون ان يذكر اسمها.
وحذر الحزب من ان الهدف من وراء ذلك هو ارغام التركمان على ترك مناطقهم والرحيل عنها والتي يعيشون فيها منذ أكثر من الف عام كي يتسنى للأخرين ألاستفادة منها.
واشار الحزب الى انه بغية ايجاد حل عاجل وسريع وايقاف نزيف الدم التركماني فأنه يجب الاسراع بتشكيل لجنة ثلاثية للتنسيق في الملف الامني في مدينة طوز خورماتو تضم ممثلين عن الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان والمواطنين التركمان والسماح الفوري بتشكيل قوة تركمانية خاصة تتولى مسؤولية ادارة الملف الامني في قضاء طوز خورماتو واتخاذ تدابير أمنية فنية في محيط القضاء عبر اقامة جدار كونكريتي عازل أو حفر خندق حول محيط مركز المدينة أسوة بماهو عليه الحال في بعض مناطق العاصمة بغداد.
كما دعا الحزب الجهات المعنية الى القيام بتمشيط المناطق المحيطة بقضاء طوز خورماتو من قبل قوة تضم في قياداتها ضباطا من أبناء المكون التركماني في العراق ودعم الكيانات السياسية في مدينة طوز خورماتو كي يتمكنوا من القيام بدورهم والمساهمة في ضبط الوضع الامني في القضاء. وناشد الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان ودول المنطقة وألامم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بالمساهمة في اتخاذ التدابير اللازمة لضبط الوضع ألامني في القضاء وانهاء الوضع المأساوي الذي تعيشه هذه المدينة. وطالب مجلس النواب العراقي بسن قانون خاص يتم بموجبه تحويل قضاء طوز خورماتو الى محافظة “لأن قضاء طوز خورماتو بالاضافة الى خصوصيتها التركمانية فانها تتميز بتعدديتها القومية والمذهبية بعكس مركز محافظة صلاح الدين الذي يطغى عليه لون واحد ” في اشارة الى المكون السني.
ومن جانبه طالب النائب التركماني عن ائتلاف العراقية نبيل حربو وزراء ونواب وعشائر وقادة المكون التركماني الى عقد مؤتمر تركماني موسع في بغداد لحماية المكون التركماني. وقال في مؤتمر صحافي اليوم ان مدينة طوز خورماتو تتعرض لاستهدافات متكررة ويقتل فيها التركمان . وهي تستنجد بالحكومة والبرلمان لنجدتها من العمليات الارهابية المستمرة دون ان تجد اي مبالاة لها.
واضاف حربوان الاستهداف الاخير الذي طال التركمان يمثل استهدافا سياسيا وقوميا ومناطقيا والمح الى امكان تدويل قضية التركمان قائلا ان من حق التركمان عندما يلمسون عدم مبالاة بقضيتهم وعدم وجود اذان صاغية من قبل السلطتين التنفيذية والتشريعية اللجوء الى الامم المتحدة والمنظمات الدولية والدول الناطقة باللغة التركية لحمايتهم. وشدد بالقول “ان على الجهات التي تخطط وتقتل التركمان ان تعلم باننا صامدون في مناطقنا ولن نتخلى عنها”.
التركمان : هناك اطماع في اراضينا
واكد رئيس الجبهة التركمانية العراقية ارشد الصالحي امس ان التركمان يتعرضون الى هجمة شرسة تطال مصالحهم واعمال وارواحهم ومناطق سكناهم ولذلك فقد قرروا اللجوء الى العصيان المدني وخاصة في محافظة كركوك وقضاء طوز خورماتو بمحافظة صلاح الدين . وشدد بالقول ان هناك اطماعا على الارض في اشارة الى مطالبة الاكراد بضم محافظة كركوك ومناطق اخرى متازع عليها خارجها الى اقليم كردستان الشمالي الذي يحكمونه منذ عام 1991.
واعلن الصالحي الاتفاق على توحيد جميع الاحزاب والكيانات التركمانية بمختلف انحاء العراق ضمن الجبهة التركمانية من اجل توحيد المواقف والمطالب لابناء هذه القومية. وطالب بتدخل أممي لحماية ابناء المكون التركماني من عمليات العنف التي تطالهم من خلال الامم المتحدة التي قال ان التركمان بدأوا يطرقون ابوابها بحثا عن امنهم واستقرارهم.
ومن جهته اكد وزير الدولة لشؤون المحافظات التركماني طورهان المفتي ان 40 الف نسمة من المكون التركماني وهم الغالبية في قضاء الطوز قد هجروا القضاء الى جنوب العراق وشماله وخارجه مع بدء الاحداث . وقال “فاتحنا مستشارية الامن القومي والامانة العامه لمجلس الوزراء بضرورة ايجاد حل جذري بعيدا عن الشجب والادانة ومن ذلك تشكيل قوة تركمانية او صحوات لحماية المناطق التركمانية مبينا ان التركمان لن يقفوا مكتوفي الايدي امام من يخرب ديارهم او يحاول تهجيرهم” .
وقتل امس مسؤولون تركمان بينهم نائبا رئيس الجبهة التركمانية ومحافظ صلاح الدين اضافة الى حوالي مائة شخص في تفجير انتحاري وقذائف وسط معتصمين بمدينة طوز خرماتو حيث قتل نائب رئيس الجبهة التركمانية العراقية علي هاشم ومعاون محافظ صلاح الدين احمد قوجة بالانفجار. واثر ذلك اعلنت الحكومة العراقية عقب اجتماع لها عن تشكيل تشكيل لجنة وزارية تتولى زيارة قضاء طوزخرماتو للوقوف على حجم الأضرار التي تعرضت لها المدينة وسكانها جراء الأعمال الإرهابية وإتخاذ الإجراءات اللازمة لتعويض الأضرار وإعادة إعمار القضاء ومساكنه المهدمة والأملاك المتضررة ووضع الخطط اللازمة لتأمين حماية القضاء من الهجمات الإرهابية وتوظيف أبناء القضاء في الحفاظ على الأمن والمساجد والحسينيات والمؤسسات الأخرى وتقدم اللجنة تقريرها الى مجلس الوزراء.
ويشهد قضاء طوز خورماتو الذي تسكنه غالبية من التركمان بين الفترة والاخرى تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة وعمليات اغتيال تطال التركمان ومسؤولين في الحكومة.