26 أبريل، 2024 5:20 م
Search
Close this search box.

“الترامادول” .. ترياق جماعة “بوكو حرام” ضد الخوف والجوع والإرهاق !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

قال أحد عناصر جماعة “بوكو حرام” النيجيرية المسلحة، إن إدمان المقاتلين لـ”الترامادول” المخدر بات معروفًا، مشيرًا إلى أن تناول هذه الأقراص المخدرة لم يعد مقصورًا على عناصر الجماعة فقط؛ وإنما أصبح معتادًا أن يسخدمه الحراس والمواطنين المنضمين إليهم في حربهم ضد الجماعة المتطرفة.

وأضاف، خلال حواره مع صحيفة (الموندو) الإسبانية، أنه حتى الأطفال في المدن النيجيرية الكبيرة؛ مثل العاصمة “أبوغا” و”لاغوس” يتناولنه.

وقَبل المقاتل تناول سيجارة عرضها عليه الصحافي، لكنه طلب منه إبقاءها معه حتى الليل كي يتمكن من تدخينها بعد الإفطار لأنه يصوم رمضان (!).

مخدر المقاتلين..

قال أحد سكان شمال نيجيريا للصحيفة الإسبانية إن المقاتلين في “بوكو حرام” عادة ما يتناولون المواد المخدرة ويهجمون على المواطنين وهم عرايا سكارى، ويقومون بأعمالهم الوحشية بينما يرددون هتافات “الله أكبر”، ومع ذلك من السهل القضاء عليهم.

وأضاف أنه قتل 7 منهم وأصاب إثنين آخرين، مشيرًا إلى أن تحالف دول الساحل المكون من أربعة جيوش لمحاربة جماعة “بوكو حرام”، التي تسببت في وقوع آلاف القتلي منذ نشأتها قبل 9 أعوام، يعرف جيدًا أن العناصر المتطرفة يحملون دائمًا في جيوب بذلاتهم أقراص بيضاء تعرف باسم، “مخدر المقاتلين”، وهي عبارة عن أقراص “ترامادول”.

وكانت أربع دول إفريقية قد شكلت تحالفًا من أجل أن تشارك جيوشها في محاربة “بوكو حرام” هي؛ “نيجيريا والكاميرون وتشاد والنيجر”.

24 مليون قرص مخدر..

ولا يعد نقل هذه المواد المخدرة من “الهند” إلى شمال “نيجيريا” أمرًا سهلاً، خاصة على الجماعات الصغيرة، لأن الجماعات ذات النفوذ العالي فقط هي من تتمكن من تهريبها، مثل منظمة “ندرانغيتا” الإيطالية، وفي تشرين ثان/نوفمبر 2017، حذرت “الوكالة الأميركية لمكافحة المخدرات” السلطات الإيطالية من أن”ندرانغيتا” تقوم بتهريب “الترامادول” من خلال شبه جزيرة “كالابريا”، وعندما وصلت شرطة الجمارك إلى المخبأ الذي يخزنون فيه المخدرات وجدوا به 24 مليون قرص مخدر يقدر قيمتهم بـ 58 مليون يورو؛ كانت في طريقها إلى ميناء “مصراتة” في “ليبيا”، ليتم بيعها إلى الإرهابيين في دول غرب إفريقيا.

وتأثير “الترامادول”، الذي يصنع أساسًا في “الهند”، مشابهًا إلى حد كبير لما يحدثه “الهيروين” ويعد مادة اقتصادية للغاية تستخدمها الجماعات الجهادية مثل (داعش)، وهو مخدر كيميائي قوي للغاية وسعر الشريط المكون من 10 أقراص 50 سنتًا.

كذلك يتناولون مخدرًا كان معروفًا قديمًا؛ لكنه أصبح محظورًا منذ الثمانينات من القرن الماضي، يعرف باسم “كبتاغون”.

لا توجد رقابة دولية..

أكدت “منظمة الصحة العالمية” على أنه لا توجد رقابة دولية على تداول “الترامادول”، وهو ما تسبب في توافره وبيعه بدون وصفة الطبيب في عدة دول، وأصبح هذا الدواء، الذي صُنع أساسًا لتخفيف الآلام التي تسببها الأمراض الخطيرة، يستخدم بصفته ترياقًا ضد الجوع والخوف والإرهاق، ويستخدم “الترامادول” لتسكين الآلام في العالم كله، ليس فقط في القارة السمراء، وإنما وصل إلى دول بعيدة عنها مثل “الولايات المتحدة”، حيث يستخدمه آلاف الأميركيين.

إدمان “الكودين”..

كانت (هيئة الإذاعة البريطانية) قد نشرت تقريرًا، في نيسان/أبريل من العام الجاري، حول إدمان النيجريين لشراب “الكودين”، الذي يستخدم أساسًا لعلاج السعال والإسهال، بعدما اكتشفت الجماعات المتطرفة أن له نفس تأثير “المورفين”، وقامت السلطات النيجيرية بمنع بيعه أو تداوله، ويصنع “الترامادول” من نفس المادة الكيميائية وله نفس التأثير، ويسبب الإدمان.

ويحظر القانون النيجيري أيضًا بيع “الترامادول” بدون وصفة طبية، لكن غياب الأمن سهَّل بيعه بحرية في الصيدليات والأكشاك وبات مخدرًا معروفًا للغاية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب