20 نوفمبر، 2024 4:13 ص
Search
Close this search box.

التدخل “التركي-الروسي” في ليبيا .. هل هو تنسيق وتحالف أم مصيدة لإيقاع “إردوغان” ؟

التدخل “التركي-الروسي” في ليبيا .. هل هو تنسيق وتحالف أم مصيدة لإيقاع “إردوغان” ؟

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

تستمر المساعي والمحاولات لتطويق الأزمة الليبية منذ فترة طويلة، من “باريس” إلى “جنيف” إلى “روما” إلى “أبوظبي”؛ ومؤخرًا إلى “موسكو”، وقريبًا إلى “برلين”. وعلق كثيرون آمالًا عريضة بعد المبادرة “الروسية-التركية” لوقف إطلاق النار، ولكن في اللحظة الأخيرة لم يوقع، المشير “خليفة حفتر”، على وثيقة وقف إطلاق النار، مما أثار غضب الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، الذي يبحث لنفسه عن مخرج مشرف من المأزق الذي وقع فيه.

ويرى البعض أن الرئيس الروسي، “بوتين”، سيظل حليفًا لنظيره التركي وسينسق معه المواقف في “ليبيا”؛ كما فعل في “سوريا”، بينما يرى آخرون أن، “بوتين”، سيوقع نظيره التركي في الفخ الليبي.

روسيا والدور المحوري..

يقول مراسل الشؤون الدولية لموقع (الإندبندنت) الإلكتروني، “بورزو دراغي”، إن “روسيا” باتت تلعب دورًا محوريًا في المشهد الليبي، وأصبحت تمتلك النفوذ الأكبر على طرفي النزاع. مُضيفًا أنه بعد أيام من التصريحات التي قال فيها إنه لن “يتفاوض مع الإرهابيين القابعين في طرابلس”؛ حضر الجنرال “خليفة حفتر” إلى المفاوضات في “موسكو” لمواجهة، “السراج”، والوفد المرافق له.

فيما يقول المحلل، “حسن أبوطالب”؛ إنه بعد يومين فقط من الرفض المهذب للدعوة “الروسية-التركية” بوقف إطلاق النار في “ليبيا”، قبِل الجنرال “حفتر” الدعوة؛ وقرر قبول الهدنة، شرط أن يلتزم بها الطرف الآخر؛ ما يجعل مقولات لا تصالح ولا هدنة ولا لوقف إطلاق النار المنسوبة، لـ”حفتر”، أثناء لقائه مع رئيس وزراء إيطاليا في “روما” مؤخرًا في خبر كان.

إن موقف جيش “حفتر” يُعد مفاجأة كبرى، ولا سيما في ضوء تقدمه الميداني على أطراف “طرابلس”؛ ما يؤشر إلى أن الضغوط الروسية قد أثمرت هدفها الرئيس متمثلاً في حماية حكومة، “السراج”، على حساب مبدأ الدولة الوطنية ومصالح الليبيين وحقهم في الأمن والسيادة.

التجربة السورية مفيدة لحل الصراع الليبي !

فيما توضح صحيفة (كوميرسانت) الروسية؛ أن الرئيس، “بوتين”، اتفق مع نظيره التركي، “إردوغان”، على طرح مبادرة لوقف إطلاق النار في “ليبيا”، من منتصف ليل الأحد الماضي، تمهيدًا لتسوية النزاع الليبي.

ولقد حظيت مبادرة وقف إطلاق النار “التركية-الروسية”، بدعم من المجتمع الدولي، وبصورة رئيسة، “جامعة الدول العربية” و”الاتحاد الأوروبي”.

ووفقًا للصحيفة؛ فإن “بوتين” و”إردوغان” قد أثبتا على أرض الواقع، في “سوريا”، أنهما قادران على العمل كجبهة دبلوماسية موحدة، على الرغم من الخلافات بينهما، وقد تكون هذه التجربة مفيدة لحل النزاع الليبي.

“بوتين” يُعمِّق الشرخ بين “إردوغان” وحلف “الناتو” !

بحسب “حسن أبوطالب”؛ فإن الإصرار الروسي على وقف إطلاق النار وممارسة ضغوط على “الجيش الوطني الليبي”، يُعد تغييرًا مفاجئًا لكل من كان يتصور أن هناك موقفًا روسيًا مبدئيًا داعمًا لـ”الجيش الوطني الليبي”، الذي يستهدف تحرير “ليبيا” من الجماعات المسلحة والإرهابيين والمرتزقة السوريين المدعومين من “أنقرة”.

وهذه المفاجأة الروسية التي يمكن تفسيرها، بأنها انعكاس لمسعي الرئيس، “بوتين”، لتمتين علاقاته مع الرئيس، “إردوغان”، لأغراض مختلفة، من بينها تعميق الشرخ بين “تركيا” وبين “حلف الأطلسي” والأوروبيين بوجه عام.

فقام بمجاملته أثناء اللقاء بينهما في “أنقرة” بالاتفاق معه على الدعوة إلى وقف إطلاق النار في “ليبيا”، جنبًا إلى جنب وقف إطلاق النار في “إدلب” السورية، في مقايضة سياسية تخفف الضغط على مسلحي “إدلب” حتى يمكن نقلهم بأمان إلى غرب “ليبيا”. وهو ما أشار إليه تلميحًا، الرئيس “بوتين”؛ في لقائه الصحافي مع المستشارة الألمانية، “أنغيلا ميركل”، في إطار التحضير لعقد “مؤتمر برلين” برعاية أممية من أجل “ليبيا”.

لم يستخلص الدرس..

يرى المحلل السياسي التركي، “تورغوت أوغلو”؛ إن الرئيس، “إردوغان”، لم يستخلص الدرس الكافي من تجربته الفاشلة حيال القضية السورية، فلا نستغرب أن يقامر بالخوض في الشأن الليبي المحفوف بالمخاطر والمجاهيل.

مضيفًا أن النظام التركي أصبح بالفعل طرفًا في “ليبيا”، متجاهلًا أن التدخل في الشأن الداخلي لدولٍ أخرى ربما يجلب معه ثمنًا باهظًا لا يتحمّله اقتصاد “تركيا”. فهل ينتظر “إردوغان” وفريقه أن نتوقع منهم نجاحًا في “ليبيا”؛ بعد فشلهم حيال القضية السورية والشأن المصري ؟، ولا ننسى أنهم حاولوا جاهدين أن يبسطوا نفوذهم في “سوريا” و”مصر”، من خلال “جماعة الإخوان المسلمين”، وعلى الرغم من خيبة ظنّهم في هاتين الدولتين؛ نراهم يتمسّكون في “ليبيا” أيضًا بالسيناريو نفسه، لكنهم يلقون صعوبات بالغة فيها أيضًا.

“إردوغان” في المصيدة..

يشير المحلل “عبدالباري عطوان”؛ إلى أن آمال “بوتين” و”إردوغان” قد إنهارت على الأرض الليبيّة، بعد رفض الجِنرال، “حفتر”، التوقيع على اتّفاقٍ دائمٍ لوقف إطلاق النّار وخُروجه “هاربًا” من “موسكو”، بينما غادر الرئيس التركي غاضبًا، ومُتوَعِّدًا هذا الجِنرال، “الانقلابي”، حسب وصفه؛ تلقين: “الدّرس الذي يستحقّه إذا واصل هجماته ضِد حُكومة، (السراج)، المشروعة وضِد الأشقّاء في ليبيا”.

هذا الإنهيار يعني فشل مُحاولات “إردوغان” في تجنُّب المُواجهة العسكريّة، والوصول إلى مخرجٍ سلميٍّ يحفظ الكرامة من هذه الأزمة إعتِمادًا على الرّوس الذين يدعمون “حفتر” في السِّر ويدّعون الحِياد في العلن.

مضيفًا: “لا نعرف منْ يخدع منْ في هذا المُسلسل الدمويّ النّازف في ليبيا، ولكن الأمر المُؤكِّد أنّ الرئيس، إردوغان، هو المَخدوع الأكبر حتّى هذه اللّحظة، ولا نستغرب، أو حتّى نستبعد، أنّه كان ضحيّة (مِصيَدة) روسيّة حفتريّة مِصريّة إماراتيّة فِرنسيّة؛ جرى إعدادها بشَكلٍ مُحكَمٍ وسقط فيها”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة