التداعيات الخطيرة .. لإنسحاب واشنطن من الاتفاق النووي !

التداعيات الخطيرة .. لإنسحاب واشنطن من الاتفاق النووي !

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

وصف الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الاتفاق النووي بين “إيران” و”الدول العظمى”، قبل وبعد توليه منصب الرئاسة، بأنه “اتفاق سيء للغاية” ويجب تعديله، وحذّر مرارًا من أن واشنطن ستنسحب من ذلك الاتفاق من جانب واحد؛ إذا لم تتبدد مخاوفها.

وبعد شهور، من ذلك التهديد، أعلن “ترامب” في نهاية المطاف إنسحاب واشنطن من الاتفاق، والسؤال المطروح الآن؛ ما هي تداعيات إنسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاقية النووية على الساحتين الإقليمية والدولية.

الولايات المتحدة ستفقد الشريك الأوروبي..

يرى المحلل الإسرائيلي، “يوسي بيلين”، في مقال نشرته صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية، أن خبراء الدبلوماسية الأميركيين يعيشون حالة من التخبط بعد إنسحاب الرئيس، “دونالد ترامب”، من الاتفاق النووي الموقع مع طهران. وأكثر ما يُخيف هؤلاء الدبلوماسيون؛ هو أنه بدلاً من أن تتمكن الولايات المتحدة من فرض العزلة على إيران، ستقوم هي بعزل نفسها عن “الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين”، وأن الدول الأوروبية ستعمل على دعم علاقاتها بكل من “روسيا والصين” في إطار المساعي لضمان عدم إنسحاب طهران من الاتفاقية النووية.

وإذا نجح الإجراء الأميركي، المتمثل في تشديد العقوبات وتدهور الوضع الاقتصادي في “إيران”، سينشأ وضع جديد تعمل فيه أهم الدول، الحليفة للولايات المتحدة، ضد المصلحة الأميركية لأنها ستتعاون مع “الصين وروسيا” من أجل مساندة إيران. وبالطبع سيكون لذلك تداعيات خطيرة؛ ليس فقط في المجال الاقتصادي بل أيضًا في المجال السياسي الذي يرتبط إرتباطًا وثيقًا بالاقتصاد.

أوروبا بين المطرقة الأميركية والسندان “الصيني-الروسي”..

يضيف “بيلين”؛ أنه إذا هددت الولايات المتحدة بإتخاذ إجراءات اقتصادية ضد جميع الشركات، التي تريد مواصلة التعامل مع “إيران”، وإذا لم تتمكن أوروبا من تعويض تلك الشركات، عندئذ ستجد أوروبا نفسها بين المطرقة الأميركية والسندان “الصيني-الروسي”.

وجدير بالذكر أن “روسيا والصين” متواجدتان بقوة داخل “إيران”، ونجاح التهديدات الأميركية من شأنه أن يُبقي الدول الأوروبية خارج الملعب الإيراني، مع وجود توتر غير مسبوق بينها وبين واشنطن، وتوتر من نوع مختلف بينها وبين “روسيا والصين”؛ اللتين ستسيطران تمامًا على النشط التجاري في إيران.

واشنطن ستكثف وجودها العسكري..

تنظر طهران للإنسحاب الأميركي من الاتفاق النووي بنظرة مختلفة، من حيث تداعياته وإنعكاساته، فيرى المحللون الإيرانيون أن من أهم النتائج السلبية لقرار الإنسحاب هي زيادة المغامرة العسكرية من جانب أميركا وحلفائها فى المنطقة، فالخروج من الاتفاق سيمنح زعماء الولايات المتحدة الأميركية فرصة لتكثيف تواجدهم العسكرى فى منطقة الشرق الأوسط، أو القيام بمغامرة عسكرية جديدة ردًا على الإستراتيجيات العسكرية الإيرانية والنفوذ الإيراني في المنطقة.

كما أن حلفاء واشنطن – أى “إسرائيل” وبعض الدول العربية السُنية المعتدلة – سيكون لديهم مزيد من الجرأة على مواصلة التدخل  في شؤون بعض الدول مثل “سوريا واليمن”.

إحتدام سباق التسلح..

من النتائج السلبية الأخرى، لقرار إنسحاب “ترامب”، إحتدام سباق التسلّح فى المنطقة الجغرافية السياسية للشرق الأوسط، حيث أنه سيؤدي إلى إنعدام الثقة بين دول المنطقة والتسابق لإمتلاك الأسلحة من أجل مواجهة التهديدات المحتملة.

ويزعم المحللون الإيرانيون أنه خلال الأشهر القادمة ستقوى علاقات التحالف بين “إسرائيل” وبعض الدول العربية السُنية على حساب “إيران”، وأن التعاون سيزداد بين بعض الدول العربية السُنية بالمنطقة بزعامة “السعودية” و”إسرائيل”، وأن النخبة السعودية الجديدة باتت تصف “إيران” – بدلاً من “إسرائيل” – بأنها هي الخطر الأكبر الذي يهددها.

وبناءً على هذا فقد إنتهجت النخبة السعودية سياسة التقارب والتحالف مع تل أبيب، بهدف مواجهة الخطر المشترك؛ ألا وهو “إيران” و”المد الشيعي” في منطقة الشرق الأوسط.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة