8 أبريل، 2024 3:35 م
Search
Close this search box.

التجويع من أجل التركيع .. مليون سوري يعانون من الجوع !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

لم يعد هناك من يهتم بأحوال المدنيين.. وباتت سوريا بين قصف ينفذه نظام يتشبث بالسلطة حتى آخر نفس؛ وتفجيرات تقوم بها جماعات متطرفة تحاول أخذ كل ما تمتد إليه يدها، فتدمرت البنية التحتية، وعانى المواطنون من سوء التغذية وانقطاع التيار الكهربي ولم يعد لديهم أبسط الأساسيات للبقاء على قيد الحياة.

على مدار 7 سنوات من الحرب الدائرة في سوريا استخدمت استراتيجية الحصار، وهي سياسة التجويع بكفاءة بهدف تركيع العدو وإجباره على الاستسلام، ويطبقها النظام السوري والجماعات المتطرفة على حد سواء بوحشية بارعة، فسجلت مدن مثل “حمص وحلب” اسمها في تاريخ الشعوب التي عانت من الجوع إلى جانب القصف.

ويقدر عدد السوريين المحاصرين، الذين لا يحصلون على الطعام والدواء ولا تتوفر لديهم مصادر للتيار الكهربي والمياه بحوالي مليون نسمة، إذ لا تصل إليهم المساعدات الإنسانية بسبب تفاقم الأوضاع، وفقاً لمنظمة “سيغ ووتش”.

مدينة حمص..

بدأت معاناة سكان حمص بعدما انتفضوا ضد نظام الرئيس السوري، “بشار الأسد”، إذ كانت “حمص”، التي كانت تعد ثالث أكبر مدن البلاد من حيث عدد السكان، من أوائل المدن التي شاركت في الاحتجاجات المعارضة لـ”بشار” في آذار/مارس عام 2011، ولم يتأخر العقاب كثيراً إذ بدأ القصف الذي نفذته القوات التابعة للحكومة ضدهم في آيار/مايو من نفس العام.

وفي آيار/مايو من العام الجاري، أي بعد 7 أعوام من المعاناة، تم توقيع اتفاق ينهي الحصار مقابل إخلاء المدينة من العناصر المعارضة، وباتت تحت سيطرة النظام.

حلب..

عُرفت مدينة “حلب” بأنها العاصمة التجارية والثقافية في سوريا، إلا أنها تحولت إلى أسمال بالية؛ إذ سيطرت الجماعات المتمردة على المناطق الشرقية والجنوبية منها، بينما فرضت قوات النظام سيطرتها على المناطق الغربية والأكراد على الشمال.

وتعمدت قوات الجيش السوري مناطق المعارضة في المدينة إلى تسهيل السيطرة عليها، خاصة منطقتي “حريتان” و”كفر حمرة”، فعاني 250 ألف مدني في هذه المناطق من نقص الموارد وتفشي الأوبئة، وتعرضت البنية التحتية للتدمير الكلي، حتى سقطت في النهاية.

مخيم اليرموك..

مع بداية الحرب في سوريا، أضحى مخيم “اليرموك”، الذي أنشئ عام 1957 لإيواء اللاجئين الفلسطيينيين بمدينة دمشق، ملجأ لعدد كبير من السكان الذين هربوا من القمع الذي نفذته قوات “الأسد” والقصف الذي لا يتوقف.

وتؤكد الحكومة السورية على أن المخيم يحوي مسلحين من “جبهة النصرة” وتنظيم “داعش” الإرهابي، لذا قام الجيش بمعاقبة سكان المخيم فحاصرها بداية من شباط/فبراير 2013 ولا يزال الحصار مستمراً بينما يسيطر “داعش” على أجزاء منه.

وأغلقت فصائل المعارضة السورية المسلحة جنوب دمشق لحاجز “يلدا”، الذي يعد المنفذ الأساسي لوصول المواد الغذائية للمحاصرين في المخيم، ما ينذر بوقوع كارثة إنسانية بحق نحو ثلاثة آلاف أسرة.

وتم توثيق وقوع 182 حالة وفاة بسبب الجوع وأسباب أخرى متعلقة بالحصار، ولم يتبقى من بين 120 ألف كانوا يسكنون المخيم قبل الحرب سوى 8 آلاف فقط، فمنهم من هرب ومنهم من قتل.

ولا تصل المساعدات التي تقدمها منظمة الأمم المتحدة إلى المخيم منذ 2015، كما تتعرض المنظمات غير الحكومية التي تقدم إغاثة للمدنيين للكثير من المضايقات، لذا من الصعب تحديد أوضاع المدنيين على وجه الدقة.

وعلى الجانب الآخر، تتواصل المعارك بين فصائل المعارضة السورية وعناصر “داعش”.

دوما..

تقع مدينة “دوما” تحت الحصار الكامل منذ صيف 2014، وتعتبر من بين أخطر المناطق بسبب سوء التغذية، إذ أن الأمم المتحدة أضحت غير قادرة على التفاوض من أجل تمرير الغذاء، ويتم تهريب كميات قليلة للغاية.

ووفقا لآخر تعداد للسكان أجري أوائل العام الجاري، سجل عدد السكان بـ 125 ألف نسمة، بينما كان يقدر عددهم بحوالي نصف مليون قبل بداية الحرب، وتوفي أكثر من 200 شخص لأسباب تتعرض مباشرة بالحصار، لكن لا تتوفر بيانات رسمية.

دير الزور..

استخدمت الحكومة السورية وتنظيم “داعش” أيضاً سياسة التجويع من أجل التركيع في مدينة “دير الزور”، فتضاعفت معانتها وقل عدد سكانها من 325 ألفاً قبل الحرب إلى 72 ألفاً حالياً.

وتمكن “برنامج الأغذية العالمي” من توزيع الأغذية بالطائرات عدة مرات خلال نيسان/أبريل 2016، ومنذ أيلول/سبتمبر سمح له بدخول المدينة لتقديم المساعدات.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب